الاحــتلال ينتقم من 450 ألف فلسطيني !

الساعة 10:46 ص|27 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

"أحيانا نصلي ثلاث صلوات على الحاجز" كلمات نطق بها أحد المواطنين لا يمكن لها وصف رحلة العذاب التي يذوقها أمام مدخل بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، وخاصة أنه يضطر للاصطفاف وحجز مكان له أمام عشرات المركبات.

ليس فقط حاجز بيت فوريك، فعلى مدار ال 17 يوما الفائتة فرضت قوات الاحتلال "الإسرائيلية" حصارا مشددا على المدينة ومنعت الدخول إليها والخروج منها، بعد سلسلة عمليات المقاومة التي نفذتها مجموعات المقاومة ومنها كتيبة نابلس و "عرين الأسود" ضد أهداف صهيونية وأهمها إطلاق النار على ما يسمى بقبر يوسف شرقي المدينة، والذي منع المستوطنين على إثرها من اقتحامه.

وأغلق جنود الاحتلال بناءً على هذا القرار كل مداخل المدينة بالحواجز العسكرية المقامة عليها، من حاجز بيت فوريك وعورتا شرقا، وحاجزي حوارة ومفرق سلمان رشدي " يتسهار" جنوبا، إلى حواجز دير شرف شمالا، وحاجز جيت شمال غرب المدينة، وبوابة تل " المربعة غربا، والحمرا شرق المدينة.

واكتفى الاحتلال بإغلاق حواجز المدينة فقط دون الحواجز الأخرى في الطرق المؤدية من شمال الضفة ووسطها وجنوبها إليها، في رسالة واضحة لأهالي المدينة إن هذا الحصار موجه لهم كجزء من سياسية العقاب الجماعي الموجه لهم.

هذا المشهد ذكر أهالي المدينة بمشهد الحصار الذي فرض على المدينة في الانتفاضة الثانية واستمر حتى العام 2008 عاشت خلاله المدينة ظروفاً اقتصادية وأمنية صعبة للغاية في أعقاب المقاومة الشرسة التي قادها مقاومون من قلب المدينة ضد أهداف صهيونية.

وتصعب قوات الاحتلال الخروج من المدينة بإجراءاتها، مما يضطر المواطنين إلى سلوك طرق فرعية وعرة فقط لتجاوز حاجز حوارة.

رحلة عذاب لطلبة الجامعات

الطالب حمزة عبد الهادي والذي يسكن مدينة رام الله ويدرس في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح يصف معاناته اليومية للوصول إلى جامعته ب "لمغامرة" فقد يصل بعد سفر ثلاث ساعات وقد لا يصل ويضطر للعودة.

وبالنسبة لعبد الهادي، الذي اعتاد على قطاع المسافة من بيته إلى جامعته خلال ساعة وربع، وتحتاج الآن ضعفها ثلاث مرات وأكثر، فإن البديل عن ذلك هو الانقطاع عن الجامعة وهو في فصل التخرج الأخير، ويتوجب عليه التواجد الوجاهي يوميا لإنجاز مشاريع التخرج النهائية.

وكما يقول فإن الدخول إلى المدينة يكون أسهل من الخروج منها، ففي ساعات المساء يكون الاحتلال قد أغلق كل المداخل والطرق المؤدية إلى حاجز حوارة، مما يضطره وباقي الركاب إلى سلوك طرق ترابية ووعرة لقطع مسافة لا تزيد بالعادة عن الربع ساعة، هي المسافة ما بين مجمع الباصات العمومية في وسط المدينة وحتى حاجز حوارة جنوبا.

ومثل عبد الهادي، الآلاف من الفلسطينيين من طلبة وموظفين وتجار ومتسوقين اعتادوا على التوجه إلى المدينة يوميا، فنابلس تعتبر من المدن المركزية في الضفة الغربية، ومركزا تجاريا لغيرها من المدن والبلدات.

حول ذلك يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية سامي دغلس، إن ما تقوم به سلطات الاحتلال هو فرض سياسية العقاب الجماعي على أهالي المدينة، لخلق ضغط على المقاومة، وتكبيد سكانها خسائر مادية واقتصادية.

حصار نابلس سيستمر

وقال دغلس لـ"فلسطين اليوم" الاحتلال ماضي في سياسته ويقوم بإغلاق كل طريق جديدة يسلكها المواطنون لكسر الحصار، كما جرى يوم أمس ببلدة حوارة حيث قامت جرافات الاحتلال بإغلاق الطرق الفرعية ببلدة حوارة، مشددة بذلك الحصار الذي تفرضه عليها بشكل خاص، وعلى المدينة.

وكان مصدر أمني "إسرائيلي" قد صرح في وقت سابق أن "الحصار على نابلس سيستمر طالما هناك حاجة لذلك"، وهو ما يزيد خشية سكان المدينة من استمرار الحصار، كما هو الحال في الانتفاضة الثانية عندما استمر الإغلاق لسنوات.

ويسكن مدينة نابلس وبلداتها ومخيماتها المحيطة 450 ألف فلسطيني، لا يشكل الحصار عليها تعطيل لحركتهم فقط وإنما حركة مدنا أخرى (قلقيلة، طوباس، جنين، طولكرم) بسبب موقعها الجغرافي الواصل ما بين شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها.

كلمات دلالية