بالفيديو ‏‏صناعة السجاد اليدوي في غزة.. حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن

الساعة 07:19 م|23 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم- غزة خاص

في محله البسيط وسط مدينة غزة، يواصل المواطن محمود الصواف صناعة و بيع البساط و السجاد التقليدي المصنوع يدوياً، في محاولة منه للحفاظ على إرث فريد من تراث الشعب الفلسطيني، و الذي بات يصارع البقاء في ظل التطور التكنولوجي، و المنتجات الصناعية التي تدخل الى قطاع غزة، و تنافس الصناعات المحلية.

 لكن الأصالة تأبى الا أن تفرض نفسها في السوق المحلي، حيث يفضل بعض المواطنين شراء البسط المصنوعة محلياً، لا سيما أنها متينة و يمكن استخدامها لعشرات السين مقارنة بالمصنوعات الحديثة الأخرى.

الصواف ذو ال 77 عاماً يتحدث عن مهنته التي ورثها عن الآباء و الأجداد، فيقول: "من فضل الله مضى من العُمر 77 عاماً وانا في نفس المَجال سابقاً كان والدي وقبل والدي كان جديّ، فهي أنها مهنة مُتوارثة أباً عن جد.. ربما لا أُبلغ أن لنا 300 عام في نفس المجال".

و أشار الصواف في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أنه لا زال مستمراً في صناعة و بيع البساط اليدوي، لكنه أوضح أن الوضع الاقتصادي في القطاع والحصار وقلة دخل للناس اثر على الحركة الشرائية في السوق، هذا ناهيك عن أن المنتج الأجنبي من سجاد وغيره له تأثير على البساط اليدوي.

و حول تكلفة صناعة البساط اليدوي، بين الصواف بأن التكلفة تختلف حسب الجودة، مشيراً الى أن هناك بسط شغل مكينة، و يبلغ ثمن المتر 20 شيكل أو 10 شيكل، في حين أن هناك بساط يدوي تبلغ تكلفته 250 شيكل للمتر، مبيناً أن هناك فروقات بين المصنوعات من البسط اليدوية من حيث الخامة و طبيعة الأشغال الموجودة داخل القطاع.

و قال إنه هو و عدد من النوّالين، أي الأشخاص الذين يعملون على المنوال بالصناعة اليدوية يمارسون مهنة صناعة البساط اليدوي للحفاظ عليه من الاندثار، مشيراً الى أنهم يصنعون البسط اليوم بتصاميم حديثة، حيث تبدو كتحف فنية ترضي أذواق الزبائن.

ويستخدم حرفيو صناعة البسط اليدوية في قطاع غزة آلة النول اليدويّة في صناعة السجاد والبسط. وعن هذه الآلة، حيث يقول الصواف إنّ النول هو الأداة الرئيسيّة المستخدمة في غزل السجاد، وهو جهاز خشبيّ غير آليّ يحتوي على 400 خيط مصفوف بشكل متوازٍ، وتعلوه قطعة خشبيّة تسمّى بالمشط، وتعمل على تشبيك الخيوط ببعضها بشكل متساوٍ ومتلاصق تماماً دونما إحداث فراغ أبداً. كما يحتوي النول على قطعة خشبيّة أخرى تسمّى بـالمطواية، والتي تعمل على لفّ السجاد".

و كغيرها من الحرف و الصناعات في قطاع غزة، تواجه صناعة السجاد اليدوي و البسط عدة معوقات، يذكر منها الصواف انقطاع التيّار الكهربائيّ. وفي هذا المجال، فإن رسم النقوش المختلفة على السجاد يتطلّب تركيزاً عالياً وتوافر الإضاءة لوقت أطول.

و من التحديات التي يواجهها الصواف أيضاً، قلة الطلب، لا سيما أن هذه السجادات التقليدية كانت سلعة رائجة للكثير من السياح و الأجانب الذين كانوا يزورون قطاع غزة، أما الآن ففي ظل الحصار، فقد قل دخول السياح الى القطاع، و بالتالي انخفضت الحركة الشرائية على المنتجات المصنوعة يدوياً، و التي تلقى رواجاً لدى الأجانب و المؤسسات الدولية، إضافة الى الوضع المعيشي الصعب لسكان قطاع غزة، و الذي يسبب عزوفاً عن شراء مثل تلك المنتجات.

و تعهد الصواف في ختام حديثه بالحفاظ على مهنة أجداده من الاندثار، معبراً عن أمله في أن يعود الاقبال عل شراء و اقتناء السجاد و البساط التقليدي كما كان الحال قبل عدة سنوات.

 

صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (25).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (18).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (19).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (17).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (15).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (14).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (13).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (12).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (11).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (10).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (9).JPG
صناعة السجاد اليدوي في غزة حرفة تراثية صامدة في وجه الزمن (8).JPG
 

 

 

كلمات دلالية