20 عاماً على عملية «كركور» الاستشهادية

الساعة 05:46 م|21 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

حطمت عملية مفرق كركور الاستشهادية التي وقعت في مثل هذا اليوم الموافق (21/10/2002) والتي نفذها الاستشهاديان أشرف الأسمر ومحمد حسنين من مدينة جنين، كل الإجراءات الأمنية الصهيونية المشددة ونسفت جدرانهم وحصونهم الواهية التي ظنوها مانعتهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب، فإذا بجدرانهم وأسوارهم الفاصلة تنهار وتتهاوى.

في مثل هذا اليوم، كانت جولة مشرفة لسرايا القدس عند مفترق كركور قرب مدينة الخضيرة المحتلة، أبكت الجنود الصهاينة دماً وجرعتهم كأس المنون، وتلقوا درساً قاسياً على يد الاستشهاديين حيث أسفرت العملية عن مقتل (14) جندياً ومغتصباً صهيونياً وإصابة (50) آخرين.

تفاصيل العملية

إن دقة الرصد الذي قاد إلي هدف عسكري وتحديد الباص من دون غيرهم يدلل على أن المجاهدين خططوا لتنفيذ العملية بشكل جيد ونوعي، كذلك الجانب التقني أوضحت العملية بما لا يدع مجالاً للشك قوة الخبرة في تصنيع العبوات الناسفة التي ظن الصهاينة أنها ذهبت تحت الأرض وبين جدران السجون، كما وان إخفاء الأسماء من قبل الصهاينة يدلل على أن من بين القتلى ضباط كبار وذلك مما شوهد على شاشات التلفزيون حيث احدث الانفجار انعدام الوجود للباص بسبب قوة الانفجار والحريق الذي سببه ولعدد السيارات المحيطة به كما أظهرت الصور.

خرج الاستشهاديان محمد حسنين وأشرف الأسمر في ساعات الصباح المبكرة من يوم الاثنين بتاريخ 21 -10-2002م من جنين، وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم الاثنين كانت سيارة مفخخة تسير إلى جانب حافلة من حافلات شركة ايجد الصهيونية، التي كانت في طريقها من كريات شمونة وتل أ-بيب.

وعند بلوغ الحافلة بلدة برديس حنا بين العفولة والخضيرة القريبة من مفترق كركور الواقع بين مستعمرتي العفولة والخضيرة المتاخمتين للخط الأخضر شمال الضفة الغربية، والذي يوجد قربه معسكر للجيش الصهيوني، التصقت السيارة المفخخة بحوالي 100 كيلوغرام من المتفجرات، بالحافلة قبل تفجيرها.

وأصيب في الانفجار علاوة على الحافلة التي تفحمت بالكامل، عدد من السيارات التي كانت موجودة لحظة الانفجار، الأمر الذي زاد من عدد القتلى والجرحى، حيث اعترف العدو الصهيوني بمقتل 14 صهيونياً معظمهم من الجنود والعسكريين، وأصيب 50 آخرين حالة أحدهم حرجة و5 خطيرة، وتطايرت أشلاء الصهاينة مسافات بعيدة.

العدو والعملية

إن العملية التي نفذها المجاهدين أشرف الأسمر ومحمد حسنين، تركت العدو وأجهزة أمنه في حيرة، وما زال العدو يتساءل كيف يمكنه تحقيق الأمن للصهاينة، فقد نشرت العملية في حينها الرعب في صفوف الصهاينة بقوتها ودقتها ونجاحها بعد أن حاول قادة جيش الاحتلال ورئيس الوزراء الصهيوني السابق شارون ووزير حربه بنيامين بن اليعازر تسويق فكرة تقول أن الجيش الصهيوني وأجهزة الأمن تمكنا من كسر نواة المقاومة الفلسطينية، وأحبطا العمليات الاستشهادية في قلب الكيان، حيث شعر الصهاينة حينها بشكل عام بنوع من الارتياح والأمان، وقد حاولوا تسويق هذه الفكرة بعمليات الاعتقال المتواصلة بحق المواطنين بالضفة المحتلة ويزعمون وقتها أنهم أحبطوا عمليات فدائية داخل كيانهم الغاصب.

لكن جاء تنفيذ هذه العملية لتعيد من جديد الزلزلة إلي الكيان الصهيوني ومن يعيش فيه، وقد أعادت أيضا إلى الأذهان عملية مجدو الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي حمزة سمودي من سرايا القدس بجنين، حيث قام بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من باص ينقل عدد كبير من الجنود والعسكريين الصهاينة مما أدى إلى مقتل 17 جندي صهيوني وإصابة العشرات والتي جاءت بذات النتائج تقريباً لتثبت أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها سرايا القدس تمتلك القدرة في توجيه الضربات للعدو.

شهود يتحدثون

قالت الشرطة الصهيونية إن النيران التي التهمت الحافلة حالت دون اقتراب رجال الشرطة والإنقاذ منها، وأبلغ شاهد عيان الإذاعة الصهيونية «كنت على بعد 60 متراً من الحافلة، سمعت انفجاراً مدوياً، لقد دمرت الحافلة بالكامل، لقد رأيتها وهي تحترق».

وقال شاهد آخر «كنت أقود سيارتي أمام الحافلة عندما سمعت الانفجار وشاهدت النيران وهي تشتعل فيها، لقد شعر السائقون في الشارع بالهلع لكنهم واصلوا السير».

وأفادت شاهدة عيان كانت في معسكر قريب من مكان الحادث «وقع انفجار كبير هز أركان المعسكر ورأيت الدخان يتصاعد وسمعت صفارات سيارات الإسعاف والشرطة».

كلمات دلالية