"شباب مقاوم في الضفة" ترك أثراً صنعه فعلهم البطل وحفر في الذاكرة تحضيرا للقادم

الساعة 04:15 م|20 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

من بعد "عدي التميمي"؟. سؤال بات جوابه مستحيلاً وأكثر من معجزة لمعرفة تفاصيل إجابته لدى الاحتلال "الإسرائيلي " وأجهزته الاستخباراتية التي عجزت خلال 11 يوماً في العثور على منفذ عملية شعفاط الشهيد "عدي التميمي".

"عدي التميمي" الذي ارتقى الليلة الماضية شهيداً، بعد عملية إطلاق نار ثانية نفذها قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة، بعد مطاردة من قبل الاحتلال بعد عملية إطلاق نار أولي ظهر فيها البطل عدي بعنفوانه الوطني وحبه لتراب بلاده وبمسدسه ورصاصاته التي كتب من خلالها بدماء جنود الاحتلال على حاجز شعفاط أن هذه الأرض فلسطينية.

" فالتميمي" الذي صار على درب النابلسي، ترك خلفه للشباب الفلسطيني عناوين مرسومة بالخط الوطني الفلسطيني العنيد، أن هذا العدو لا مكان له وأن هذه الأرض لا تتسع لاثنين أما نحن وأما هم، ولا يمكن "للإسرائيلي" أن يصبح جاراً أو صديقاً في يوم من الأيام، وأن الحوار معه يكون بلغة الرصاص وليس لقاءات التنسيق والتطبيع"، وفق محللين.

نماذج قادمة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأي أن ما يجري في الضفة الفلسطينية المحتلة من تصعد العمليات الفدائية سواء الفردية أو الجماعية، يؤكد ثقافة التعايش وعقيدة أن المحتل يمكن القبول به صديق وجار، بات الحديث فيها مستهلكاً ولا قيمة له، ولن يحقق مراده في ظل حالة الوعي التي تجددت لدى المجتمع الفلسطيني.

وبين الكاتب الصواف في حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حالة المقاومة والاشتباك التي تتصاعد يوماً بعد يوم في الضفة أمام العدو "الإسرائيلي"، ما جاءت بفارغ، فما يجري ويحدث هو ترجمة للفشل التي نادت فيه الأطراف الفلسطينية والمتمثلة بالسلطة الفلسطينية، بأن العدو هو صديق وجار، وبرهان ذلك هو أن حالة الاشتباك والمواجهة مع العدو توسعت لتشمل أفرد وجماعات، كعرين الأسود وكتيبة جنين وليس انتهاءً بعدي التميمي وإبراهيم النابلسي وغيرهم من الشهداء.

ويعتقد أن ما صار عليه الشهيد التميمي وما فعله، يعطي مؤشر أن الضفة الغربية مقبلة على مزيد من العمليات الفدائية ذات الطابع الفلسطيني الموحد في مواجهته أمام العدو خاصة وأن الأمور والقناعات لدى المجتمع الفلسطيني في الضفة أصبحت أكثر وضوحاً وتغيرت، وأكدت أن العدو ليس له إلا المواجهة والمقاومة.

ولفت المحلل الصواف إلى أن تصاعد أعمال المقاومة يأتي في إطار رد وسياق طبيعي على ما تقوم به دولة الاحتلال من قتل وقمع وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني، وزيادة لوتيرتي الاستيطان والحرب المستمرة على الأقصى، فضلاً عن الخيبة التي أصابت المجتمع الفلسطيني نتيجة "أوسلو" وتبعياته والتي وصلت نتائجه لحد التنسيق الأمني مع العدو، مبيناً أن الضفة ستشهد مزيداً من النماذج الفلسطينية المقاومة كـ"عدي التميمي وإبراهيم النابلسي".

واستشهد، مساء أمس الأربعاء المطارد الفلسطيني منفذ عملية "حاجز شعفاط" قبل نحو 10 أيام "عدي التميمي"، برصاص الاحتلال "الإسرائيلي"، بعدما أصاب حارس "أمن" إسرائيلي" إثر تنفيذ عملية إطلاق نار جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة.

"لا تمُت قبل أن تكون نداً"

فلحظة استشهاد التميمي بعد الاشتباك مع جنود الاحتلال "الإسرائيلي" ومقاطع الفيديو التي نشرت وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن بعيداً عن إظهار حالة الوعي لدى المجتمع الفلسطيني والعربي بأن العدو "الإسرائيلي"، لا حديث معه غير حديث البنادق وطريق ومسيرة الشهيد البطل عدي التميمي ورعد خازم وغيره من الشهداء.

فمقطع الفيديو الذي أظهر حجم الباسلة والقتال والعنفوان الفلسطيني في قتال العدو حتى الرمق الأخير، أحدث ضجة تفاعلية كبيرة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أجبرت شخصيات كبيرة عربية ودولية لتعقيب على عملية الشهيد البطل عدي التميمي.

فالمعلق الجزائري حفيظ دراجي، أعرب عن فخره في مقاومة الشهيد التميمي، قائلاً:" البطل الفلسطيني عدي التميمي، ظل يقاتل بمسدسه حتى آخر شهقةٍ وطلقة وفعله يصدح: "لا تمُت قبل أن تكون نداً".

وأضاف:" استشهد بعد أن قام بواجبه تجاه وطنه، رحمه الله وتقبله شهيدا عزيزا، هنيئا لك الشهادة يا عدي".

"رجل بجيش يهزم"

بدوره، علق الكاتب الفلسطيني ياسر عرفات الخواجا على فيديو مقاومة الشهيد عدي التميمي في عمليته الثانية قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة، فقد علق الخواجاً قائلاً: "رجل بجيش يهزم" إنه البطل عدى التميمي الذي أرعب وهز كيان الدولة العبرية بعد  تنفيذه لعملية بطولية هي الأكثر جرأة ودقة سيسطرها التاريخ الفلسطيني المقاوم للأجيال المقبلة.  بكل ثقة يتقدم مستخدما عنصر المفاجأة والمباغتة بسلاحه البسيط أمام حشد من الجنود على (حاجز شعفاط) مدججين بأسلحتهم الأوتوماتيكية ثم يغادر مكان الحدث ومن تم تتولد لديه القدرة على التمويه والاختباء والخروج إلى منطقة بعيدة عن مخيم شعفاط الأمر الذي ضلل فيه المؤسسة الأمنية والعسكرية والتي لربما تحاصر بغبائها الأمني مخيم شعفاط إلى الآن".

وأضاف الخواجا:" ليقوم مجدداً بالوصول لإحدى بوابات  مستوطنة( معاليه أدوميم)  وهي الأكثر أمنا أيضا ويقوم بتنفيذ عملية بطولية أخرى. وآثار العملية الأولى لم تنتهي بعد من خلال عملية الحصار والبحث الذي لم يتوقف  داخل وخارج مخيم شعفاط ليسقط بذلك المنظومة الأمنية الهشة لدولة الاحتلال. في منطقة هي الأكثر حرصا  وتشديدا من الناحية الأمنية، ليرتقي إلى العلا شهيدا مقبل غير مدبر، تاركاً وراءه هزيمة لدولة الكيان ولجيشها  ومؤسساتها الأمنية لن تنسى من ذاكرة الكيان الغاصب".

وانتفضت الشوارع في القدس والضفة في الفترة الحالية، وكانت داعمًا لها عمليات فدائية سواء كانت فردية أو مخططاً لها مسبقًا، ردًا على توغل الاحتلال "الإسرائيلي"، في سفك الدماء مرة، وقتلهم مرة، فضلاً عن الاعتقالات اليومية المستمرة والاستفزاز الدائم لمشاعر الفلسطينين في انتهاك المسجد الأقصى بين فينة وأخرى

وفيما يلي مقطع فيديو يظهر لحظة استشهاد المطارد الفلسطيني منفذ عملية "حاجز شعفاط" عدي التميمي، برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" بعدما أصاب حارس "أمن" إسرائيلي" إثر تنفيذ عملية اطلاق نار جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة.

 

 

كلمات دلالية