الشهيد التميمي هز منظومة الاحتلال الأمنية في شعفاط ووجه ضربة قاسمة في "أدوميم"!

الساعة 12:22 م|20 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

حالة من التخبط، والتيه، والارباك عاشها الاحتلال "الإسرائيلي" لمدة عشرة أيام، وهو يواصل الليل بالنهار باحثاً بكل الوسائل المتاحة لديه عن المطارد عدي التميمي منفذ عملية حاجز "شعفاط"، حتى ظنوا أنه اختفى من الوجود، لكنه كان قريباً منهم كظلهم، إذ فاجأهم من جديد، بعدما انقض عليهم من مسافة صفر بسلاحه المتواضع ليشتبك معهم ويُصيب حارس "أمن إسرائيلي" قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، ليدحض أسطورة المنظومة "الأمنية" الأقوى على مستوى العالم، ويوجه لها الضربة القاسمة.

الشهيد المطارد عدي التميمي، كشف عن العجز الكبير في المنظومة "الأمنية الإسرائيلية"، التي ذاع صيتها بأنها الأقوى بين نظيراتها، إذ طوال مدة البحث عنه بتجنيد كل الوسائل التكنولوجية، والكوادر البشرية، والآلات العسكرية والمروحيات، والكلاب البوليسية، فلم يجدوا أثراً له، حتى قرر أن يخرج أمامهم مشتبكاً من جديد ليخلف بينهم خسائر بشرية ومادية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيداً.

المحلل السياسي المختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد يرى أن الشهيد المطار عدي التميمي سجّل في صفحات التاريخ بأن المناضل الفلسطيني لا ينام ولا يختبئ، ولايستكين، موجهاً رسالة للاحتلال بأن هذا الشعب لا يهدأ ولا يستكين، طالما هو باقٍ فوق أراضيهم ويواصل الانتهاك بحق الفلسطينيين.

منظومة الاحتلال مهترئة

وقال د. العقاد في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن الفدائي الشهيد التميمي كشف كم هي منظومة أمن الاحتلال مهترئة، فهم لم يصفوا حساباتهم مع المطارد، بل هو من وجه لهم ضربة في مقتل، إذ عاد من جديد ليشتبك معهم من نقطة صفر ويوقع الخسائر بين صفوفهم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيداً، وهو ما يدل على إصرار الفلسطيني في الثأر لحقه، وأن المقاوم سيبقى يناهض الاحتلال حتى الرمق الأخير.

وأشار إلى أن هذه العملية البطولية قد ترفع من وتيرة العمليات الفدائية، والعمل المقاوم المثيل في الضفة والقدس، وأن يسير جميع أبطال الوطن على خطى التميمي والنابلسي وغيرهم من الشهداء الذي يستبسلون في مقارعة جيش الاحتلال وإلحاق الخسائر بين صفوفه، والانسحاب من المكان، ومفاجئة العدو مجدداً من ذات الأشخاص وإلحاق الهزائم تلو الأخرى بين صفوفه.

وأضاف: "هجوم التميمي مرة أخرى على نقاط جيش الاحتلال، يوجه رسالة للاحتلال، بأنّ جميع مستوطناتكم مستهدفة، ولن تبقى آمنة بأي شكل من الأشكال حتى لو جندتم كل ما لديكم من تكنولوجيا وأجهزة الأمن، ستفشلون في تحقيق الأمن والاستقرار".

المختص في الشأن "الإسرائيلي" أيمن الرفاتي اتفق مع الكاتب العقاد، بأن الشهيد التميمي كشف عن العجز الكبير لدى المنظومة "الأمنية الإسرائيلية"، ووجه لها ضربة هزها من جديد، فخلال 10 أيام فشلت المنظومة المجندة بأحدث الوسائل التكنولوجية عن العثور على شخص واحد اشتبك معهم من مسافة صفر وقتل مجندة وانسحب من المكان بسلام.

وأشار الرفاتي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الشهيد التميمي كان يتمتع بوعي أمني على مستوى عالٍ، حيث استطاع التخفي عن أعين الاحتلال وأجهزته وآلياته ومروحياته، ومعاونيه لأيام عدة، وهو ما يدل على ارتفاع وتيرة الوعي الأمني لدى المقاوم الفلسطيني، وبات الإمساك به صعباً جداً.

وقال: "التميمي وجه ضربة لمنظومة الاحتلال التي كانت تعتمد على الجهد التكنولوجي للوصول إلى المقاومين والمطاردين، اليوم باتت عاجزة أمام قدرات المقاومة، والأساليب الجديدة التي تتعامل بها منذ فترة، والتي تُصعّب العثور عليهم حتى بعد تنفيذ عمليات فدائية".

وأضاف: "الشهيد عدي وجه للاحتلال أكثر من ضربة، إذ أثبت عجزهم، وعدم قدرتهم على الوصول إليه، وعدم قدرتهم على إنهاء ملفه بأسرع وقت ممكن على الرغم من الضغوطات الشديدة التي تتعرض لها المنظومة الأمنية في القدس، وهو ما سيدفع إلى تصاعد وتيرة مثل هذه العمليات في المناطق المحتلة".

وأشار إلى أن العملية التي نفذها الشهيد عدي التميمي، أظهرت قوة وصلابة المقاوم الفلسطيني، وطبيعة الجيل الجديد الذي لا يخشى مجابهة الاحتلال ولا يحسب أي حساب له وللعقبات التي يضعها أمام الفدائيين، من محاولة اغتيال أو اعتقال، مضيفا: "الجيل الجديد يضع نصب عينيه أن المشكلة الأساسية هي الاحتلال، لذلك سيواصل عملياته المقاومة ومواجهة الجنود حتى دحره القضاء عليه ودحره من أرضنا".

مرحلة جديدة

وتابع: "يمكن القول إن المقاومة دخلت في مرحلة جديدة عنونها الواضح أن هناك جيل فلسطيني جديد مستعد للمواجهة، حتى لو بأقل الأدوات التي يمتلكها، وستطيع من خلالها أن يجابه الاحتلال، ويرغمه على إعادة التفكير من الفلسطينيين".

واستشهد المطارد الفلسطيني منفذ عملية "حاجز شعفاط" قبل نحو 10 أيام عدي التميمي، برصاص الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء أمس الأربعاء 19 أكتوبر 2022، بعدما أصاب حارس "أمن" إسرائيلي" إثر تنفيذ عملية إطلاق نار جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة.

وكان الشهيد عدي التميمي نفّذ عملية إطلاق نار من مسافة صفر عند حاجز مخيم شعفاط شمالي القدس وأسفرت عن مقتل "مجندة إسرائيلية" وإصابة حارس آخر وجندي.

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية