سيناريوهات متوقعة بعد تلويح الاحتلال للقيام بعملية عسكرية في نابلس

الساعة 11:27 ص|18 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

يوماً بعد يوم يواصل الاحتلال بث تهديداته بشأن شن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية المحتلة ولاسيما مدينة نابلس التي تشهد حصاراً لليوم الثامن على التوالي وسط تضييق وحصار مطبق، لتكون تلك التهديدات القديمة الجديدة تستهدف بالدرجة الأولى المقاومة وعلى رأسها كتيبتا "نابلس وجنين" وعرين الأسود التي وجهت خلال الأسابيع الأخيرة ضربات موجعة للاحتلال وخلقت لنفسها حاضنة شعبية ، مما أسقط كافة محاولات الاحتلال لثني شعبنا عن المقاومة ، والبحث عن حلول لإسقاط هالة المقاومة المتصاعدة التي أصبحت مقلقة "لإسرائيل" .

حصار لعدة أيام أو تهديدات بشن عمليات عسكرية تستهدف مدينة نابلس، خيارات يتناقلها الإعلام العبري ، لا تزال قيد البحث وخاصة أن المواقع العبرية حددت نهاية الأسبوع موعداً لتحديد القادم ، المحلل والمختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور اعتبر أن الاحتلال بات منشغلاً وقلقاً بشكل كبير من ظاهرة "عرين الأسود" في نابلس والتشكيلات الأخرى في المناطق الأخرى مثل "كتيبة جنين".

وقال منصور خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إن الاحتلال يخشى من هذه التشكيلات المقاومة في الضفة لبعدين وهما: بعد أمني وعسكري ودورها العملياتي من خلال تنفيذ عمليات مقاومة في مناطق الضفة المحتلة وتمدد هذه التشكيلات العسكرية".

وأضاف :" هذه التشكيلات العسكرية المقاومة باتت تنفذ عمليات عسكرية خارج حدود المدن التي انطلقت منها في الأساس، موضحاً أن هذه المجموعات أصبحت تهاجم لمستوطنات والحواجز خارج المدن، وهذا ما يقلق المنظومة الأمنية للاحتلال".

الالتفاف حول المقاومة يلقلق الاحتلال 

وتابع : المختص منصور، أن البعد الثاني الذي يخشى منه الاحتلال من هذه التشكيلات المقاومة هو الالتفاف الجماهيري والحاضنة الشعبية الكبيرة لهذه المجموعات والكتائب المقاومة في الضفة المحتلة.

واعتقد منصور أن المؤسسة الأمنية الصهيونية تأخذ في اعتبارها هذين العاملين، مبيناً أن تنامي الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة يشكل رادعاً للاحتلال من المساس بها وأن يخل بالمعادلة الموجودة في الضفة .

وبينت أن الاحتلال الصهيوني يدرك أن كل يوم يمر هو ليس في صالحه فيعقد العديد من الجلسات الأمنية لمناقشة اقتحام مدينة نابلس، معتقداً أنه من الصعب جدا ًاتخاذ الاحتلال قرار مواجهة عسكرية في مدينة نابلس.

الاستمرار في الاغتيالات والاقتحام الواسع الخيار الأخير

وتوقع منصور أن يقوم جيش الاحتلال بالاستمرار في السياسة التي يتبعها من خلال تنفيذ عمليات اغتيالات واستهدافات بحق مقاومين في مناطق الضفة الغربية المحتلة وهو الأسلم والأقل كلفة له وهو ما يؤكده المستوى الأمني الصهيوني من أن هذه السياسة كافية حالياً، مستبعداً إمكانية قيام الاحتلال بعمليات عسكرية محدودة في بعض مناطق من نابلس.

وأوضح أن ما يمنع الاحتلال من تنفيذ عملية واسعة في مدينة نابلس المحتلة هو الوضع الحساس الحالي لدى الاحتلال والذي يسبق الانتخابات "الإسرائيلية"، لافتاً أنه في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة في نابلس ومقتل جنود وتعقُد العملية فإن ذلك قد يؤدي للعديد من الانتقادات في الداخل الصهيوني وستكون الخيار الأخير، في ظل وجود خلافات في الرأي لدى قادة الاحتلال بشأن طريقة التعاطي مع المقاومة في الضفة.

واعتقد منصور أن كيان الاحتلال لم يستنفذ كل ما في جعبته من أدوات قتل وحصار وتضييق ضد الفلسطينيين في الضفة المحتلة، مبيناً أن خيار العملية العسكرية الواسعة هو الخيار الأخير لدى كيان الاحتلال قبل استنفاذ كل الأدوات السابقة.

وتابع :لا أحد يتوقع ماذا يمكن أن يفعل الاحتلال وخاصة أنها تتزامن مع الانتخابات "الإسرائيلية"، مبيناً أنه في حال شعر غانتس ولابيد أن شعبيتهم انخفضت، من الممكن أن يقدموا على مغامرة فيها مخاطرة كبيرة ولا أحد يعرف نتائجها

تنفيذ عملية عسكرية

وبدوره اختلف المحلل السياسي عدنان الصباح مع سابقه، حول قيام جيش الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية في مدنية نابلس لعدة أسباب أهما اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان والانتخابات "الإسرائيلية" / مشيراً إلى أن "أن لابيد وغانتس سيضطرون للاستجابة لمطالب اليمين المتطرف وخاصة نتياهو، وهو ما سيؤدي إلى افتعال الاحتلال معركة طويلة الأمد مع مقاومة الشعب الفلسطيني".

وأضاف الصباح خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :"الاحتلال لن يستطيع القضاء على "عرين الأسود" وكتيبتي نابلس وجنين وغيرها من التشكيلات في المقاومة بالضفة الغربية، مبينا ًأن الطريقة الوحيدة لغانتس ولابيد لإعادة الثقة لناخبيهم هي تصعيد المواجهة في الضفة الغربية".

ورأى الصباح أن الاحتلال سيحاول التغطية على الهزيمة التي تلقاها من لبنان في أعقاب التوقيع على اتفاقية الغاز مع لبنان نتيجة فرض المقاومة اللبنانية لشروطها على الاحتلال، موضحاً أن سبب هذه الهزيمة هو خوف الاحتلال من أن يتم فتح الجبهة اللبنانية .

وتابع :"في ظل هروب قادة الاحتلال من المواجهة على الجبهة اللبنانية، كان من الضروري لهم القيام بعمل عسكري آخر في الضفة الغربية المحتلة؛ نتيجة ما قدمته المقاومة  من نماذج مشرفة وقوية جداً ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه".

واعتقد أن أي محاولة شن عملية عسكرية واسعة سواء في نابلس أو جنين، فإن الاحتلال سيكرر سيناريو عام 2002، بتلقي هزيمة أخرى من قبل المقاومة في الضفة المحتلة لأن المقاومة في الضفة اليوم هي أقوى بكثير السابق.

وكانت وسائل إعلام "إسرائيلية"، مساء أمس، بأن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"، ستُجري تقييمًا نهاية الأسبوع لإصدار قرارٍ بشأن الحصار المفروض على مدينة نابلس.

ووفقًا لما نقله موقع (واللا) "الإسرائيلي"، عن مسؤولين إسرائيليين في المؤسسة الأمنية، فإنه "سيتم إجراء تقييم للوضع الأمني نهاية الأسبوع، وسيتقرر ما إذا كان سيتم الاستمرار في الحصار المفروض على مدينة نابلس أم لا".

وتابعوا : "إذا زادت عمليات إطلاق النار من المقاومة في نابلس، سيتم مناقشة إمكانية فرض إغلاق كامل على نابلس، وتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق داخل المدينة، وبالتحديد في البلدة القديمة بنابلس".

 

 

 

 

كلمات دلالية