يواجهون ظروفاً صعبة

"زهران ".. ابن الشيخ جراح تكسرت جمجمته وتشوهت ملامحه بهجوم مباغت من المستوطنين

الساعة 05:40 م|16 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

بحدود الساعة التاسعة مساءً من أول أمس الجمعة، هاجمت مجموعة من المستوطنين "الإسرائيليين"، المواطن سامر زهران ابن حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، أثناء قيادة مركبته الخاصة في أزقات الحي الذي يشهد توترًا متصاعدًا مع سلطات الاحتلال، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة الخطورة، وهذا الاعتداء جاء ضمن حملة عنصرية متصاعدة يقودها متطرفون منظمون من جمعيات استيطانية ضد أهالي الحي على مدار السنوات الماضية.

هذه الجروح الذي أصابت رأسه، وتسببت بكسر جمجمته وفقدان ذاكرته لساعات عدة، دفعت الأطباء في مستشفى عين كارم بمدينة القدس إلى إجراء عملية جراحية صغرى فورية وتخيط الجرح، حيث يرقد الآن على السرير داخل المستشفى وتحت رقابة الأطباء.

ويشهد حي الشيخ جراح، مواجهات شبه يومية بين الأهالي وعددهم بالمئات مع مجموعات كبيرة من المستوطنين الذين تحميهم قوات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفهم السلطات في "تل ابيب" التي تسعى في إجراءاتها القاسية إلى احتلاله وطرد ساكنيه ضمن مخطط تهويد مدينة القدس.

وفي أحدث إحصائية نشرها الهلال الأحمر الفلسطيني، عن الإصابات التي أسفرت اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على أهالي الشيخ جراح، الخميس الماضي 3 تشرين أول 2022، عن 18 إصابة نقلت 4 منها إلى المستشفى.

كما اعتدى المستوطنون على منازل المواطنين ومركباتهم وكسروا النوافذ الزجاجية ونشر الرعب والخوف بين الأطفال والنساء، وتمت عملية الاعتداء تحت حماية شرطة الاحتلال التي تساعدهم في عملية القمع بقوة السلاح واعتقال العشرات ونشر الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة.

ويقول المصاب زهران لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن "مجموعة مكونة من 20 مستوطنًا يحملون العصي وآلات حادة حديدية، قد هاجموه فجأة وهو بداخل المركبة، ما أسفر عن إصابتي في الرأس بعد أن تلقيت ضربة بآلة حادة أفقدتني الذاكرة، وأحدثت تنفخ بارز في أسفل العين باللون البنفسجي".

ولم يعلم بعدها ما حصل معه إلا بعد أن استفاق من الغيبوبة عند نقله وهو بداخل المستشفى و–بحسب زهران- فإن الأطباء قرروا أن يمكث بالمشفى ليبقى تحت أنظارهم طبيًا حتى يوم الثلاثاء المقبل، وعليه يتم الإقرار بعدها، بحاجة لعملية جراحية جديدة مع فترات مبيت أكثر، أو الخروج والذهاب للبيت.

حالة مأساوية يعيشها أهالي الشيخ جراح في أعقاب تزايد اعتداءات شرطة الاحتلال ونشاطات المستوطنين (شبه العسكرية) بالإضافة إلى الإجراءات التي تتخذها الحكومة المحتلة من خلال القضاء في محاولات التفاف ماكرة من أجل السيطرة على الحي كاملاً، كما يضيف زهران الذي يعاني من صعوبة في الحركة والمشي.

ويوضح زهران وهو أب لأربعة أبناء أن أهالي الحي الذي يواجهون معركة قضائية شرسة حول اثبات احقيتهم، بدأوا في التعايش مع واقع الاعتداءات المتصاعدة، وسط غياب الحماية.

ويحمّل الجريح الذي ترعاه زوجته داخل المشفى، رسالة مطالب كافة الأهالي المضطهدين في توجيه إغاثة عاجلة من جميع القيادة الفلسطينية والمؤسسات الدولية لتوفير الحماية اللازمة من الاعتداءات والضغط على الاحتلال من أجل وقفها.

طرد الاهالي

وتصف الناشطة فوزية الكرد، لـ"وكالة  فلسطين اليوم الإخبارية"، الأوضاع في الشيخ جراح قائلة: "الوضع صعب للغاية وخطير"، في ظل إصرار الاحتلال على طرد أهله قسرًا لصالح المستوطنين وبناء المستوطنات ضمن مخطط إقامة الدولة "اليهودية".

وتقول الكرد: إن "جيش الاحتلال ومستوطنيه يشنون اعتداءات مركزة على الجهة الغربية من الحي، بهدف طرد سكانه ويتصدون لهذه السياسة لوحدهم"، مؤكدّا أنه رغم التصعيد، إلا أن معنويات المواطنين مرتفعة في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم.

وتضيف الناشطة، أن ما يجري من هذه البقة يأتي ضمن امتداد مخطط تهويد المدينة المقدسة التي تشهد مخططات ومشاريع استعمارية، واقتحامات بآلاف المستوطنين للمسجد الأقصى والقدس، وفرض إجراءات مشدّدة على البلدات والمقدسيين.

وتشدّد على ضرورة تفعيل بند الحماية الدولية في القانون الدولي اتجاه أهالي الحي.

وسجلت الضفة الغربية خلال 24 ساعة الأخيرة، 5 إصابات في صفوف الاحتلال، و3 عمليات إطلاق نار، إلى جانب اندلاع المواجهات في 19 نقطة، فيما يخشى الاحتلال من امتداد رقعة المقاومة المسلحة على مساحات جغرافية واجتماعية أكبر.

ومنذ سنوات عدة، يهدد مخطط "إسرائيلي" استيطاني أعلن عنه سابقًا من قبل مسؤولين "إسرائيليين"، يتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين في حي الشيخ جراح الذي يقع ف الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور.

وأنشئ الحي في القدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هُجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.

كلمات دلالية