عقب تنفيذ عمليات اغتيال متتالية

تحــذير لمقاتلي كتيبتي "جــنين" و"نابلس" و "عرين الأسود" ..!

الساعة 11:51 ص|15 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

استطاع العدو الصهيوني خلال الأشهر الماضية من اغتيال العديد من المقاومين وقادة كتائب سرايا القدس والمقاومة في الضفة المحتلة بفعل العديد من العوامل التي ساعدت على هذا الأمر، فبدايةً من عملية اغتيال الشهيد القائد إبراهيم النابلسي ومروراً بالشهيد القائد عبد الرحمن خازم وليس انتهاءً بالشهيد القائد متين ضبايا، دفع للتساؤل عن سبب نجاح الاحتلال من الوصول للمقاومين في الضفة، فبالإضافة للعديد من الأسباب التي تتعلق بالتدريب والتسليح وغياب الرؤية الأمنية ، كان للمختص الأمني عدد من الأسباب حول نجاح الاحتلال في الوصول للمقاومين .

ثغرة أمنية كبيرة

الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، أكد أن كتائب سرايا القدس "كتيبة جنين" و"كتيبة نابلس" و"عرين الأسود" تعاني من ثغرة أمنية كبيرة وهي عدم اتخاذها للتدابير الأمنية، مبيناً أن نتيجة ذلك ما يحدث اليوم من اغتيال المقاومين وقادة هذه الكتائب.

وقال العجرمي خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" إن هناك أسباباً تتعلق بقدرات عسكرية قيدت المقاومين في الضفة المحتلة نتيجة الأوضاع السياسية، ما شكل ثغرات أمنية يستطيع الاحتلال والمتخابرين معه من الوصول إلى المقاومين في الضفة.

نصائح أمنية هامة للمقاومين

وطالب المقاومين في الضفة أن يأخذوا في حسبانهم خلال صراعهم مع العدو تدريب المقاومين وزيادة خبرتهم العسكرية في مختلف المجالات، داعياً المقاومين للتركيز على العمل الأمني والعمل الاستخباري من خلال عمليات الرصد والمراقبة الأمامية لتحركات جيش الاحتلال وتقدمها وكذلك رصد أماكن المقاومة وتقدمها.

وشدد على ضرورة  التركيز على الجانب الداخلي وخاصة التخابر والعملاء لمنع الاختراق الداخلي بالتزامن مع قتال العدو ، وأن تكون هناك دوريات لاستطلاع مداخل المدن والقرى في الضفة المحتلة، وهي تسمى بـ"الاستطلاع المتقدم"، مطالباً بضرورة تدرب المقاومين على استخدام السلاح وتقنيات السلاح مؤكداً على أهمية هذا الأمر.

تابع قائلاً:" على المقاومين اقتناء أجهزة تساعد على مراقبة العدو الصهيوني مثل المناظير وغيرها من الوسائل لتسهيل هذه المهمة، مطالباً المقاومين بضرورة وضع خطط لتلافي أعين المتخابرين مع الاحتلال من الخلف".

التخابر مع العملاء

واعتقد العجرمي أن الاحتلال وحسبما يصرح دائماً لا يمكنه الحصول على أي معلومة عن المقاومين إلا من خلال التخابر مع العملاء الذي يشتركون مع الأجهزة الأمنية الصهيونية في مراقبة المقاومين ونقل المعلومات عنه للاحتلال.

كما نصح المقاومين بضرورة التدرب على تكتيكات القتال في المدن وهو ما يحدث فعلاً خلال اقتحامات قوات الاحتلال لمدن الضفة الغربية واشتباكها مع المقاومين هناك.

ونبه العجرمي المقاومين من وجود أجهزة تنصت مزروعة في بعض المناطق بالضفة بالإضافة لاستخدام الاحتلال للطائرات المسيرة التي تقوم بجمع معلومات عنهم.

وحذر المقاومين من قيام "المستعربين" بعمليات تمويه خلال قيامها بعمليات داخل المدن، وخاصة أنها قد تتخفى في ملابس مدنية أو ملابس تشبه ملابس المقاومين.

إعداد تجهيزات مسبقة

ونصح الخبير العجرمي المقاومين في "كتيبة جنين" بأن يقوموا بإعداد تجهيزات مسبقة لمواجهة قوات الاحتلال من خلال زرع العبوات ونصب الكمائن، مبيناً أن الاحتلال يحتاج لوقت لدخول المدينة نظراً لبعدها عن المستوطنات وتجمعات الاحتلال.

ورأى أنه على المقاومين دراسة نقاط ضعف جيش الاحتلال من خلال دراسة انتشار جنود الاحتلال، ووقت نزولهم وانتشاره، معتقداً أن "كتيبة جنين" طورت من تقنية سلاح العبوات الناسفة التي آلمت العدو الصهيوني خلال المواجهات الأخيرة وأوقعت العديد من الإصابات والقتلى.

دور السلطة 

وأشار العجرمي إلى أن أجهزة السلطة الفلسطينية لا تخفي التعاون مع الاحتلال، موضحاً أنها تخترق البيت الداخلي لكتائب المقاومة الفلسطينية المنتشرة في كافة أرجاء الضفة المحتلة.

ورأى الخبير الأمني، أن التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال له عمر طويل وهو يرجع لاتفاقية أوسلو، وأن للسلطة الفلسطينية دورها الخطير في مواجهة المقاومة في الضفة المحتلة، لافتاً إلى أن رئيس الاستخبارات الأمريكية والبريطانية زارا مدينة رام الله الشهر الماضي بهدف زيادة قيام السلطة الفلسطينية بدورها في ملاحقة المقاومين في الضفة والوصول إليه.

جدير ذكره أنه في الـ9 من أغسطس استطاع جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال المقاوم إبراهيم النابلسي الذي استشهد في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ، واستهداف منزل النابلسي بصاروخ محمول على الكتف، حيث دارت اشتباكات مسلحة في البلدة القديمة في نابلس، وأسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين وبينها أربع إصابات خطيرة.

وفي عملية أخرى في الـ28 من سبتمبر أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قواته اغتالت عبدالرحمن خازم، شقيق الشهيد رعد خازم، منفذ عملية إطلاق النار الشهيرة في شارع ديزنغوف بـ"تل أبيب، إثر اقتحامها مخيم جنين (شمال الضفة.

من جهتها؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ، عن ارتقاء الشهيد عبد الرحمن خازم وإصابة تسعة فلسطينيين بالرصاص الحي أثناء عملية الاقتحام، اثنان منهم حالتهما خطيرة.

وكانت زفت سرايا القدس - كتيبة جنين، أمس اليوم الجمعة 14-10-2022، ابنها القائد الميداني متين فايق حسين ضبايا (25 عاماً) والذي ارتقى إلى العلا في اشتباكات عنيفة أثناء تصديه لقوات العدو الصهيوني المقتحمة لمخيم جنين.

وقالت كتيبة جنين في بيان لها "إننا في سرايا القدس - كتيبة جنين، ونحن ننعى إلى شعبنا الفلسطيني القائد متين ضبابا، وهو أحد مؤسسي كتيبة جنين برفقة الشهداء القادة ممن سبقوه بالشهادة، لنؤكد أننا سنبقى على عهد ودرب الشهداء العظام، وأن كتيبتنا ستبقى شوكة في حلق الاحتلال المجرم".

كلمات دلالية