بعد تكبده خسائر

تحليل: جرأة عمليات المقاومة تضع الاحتلال في مأزق… والتصعيد عنوان القادم في القدس والضفة

الساعة 10:31 م|12 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

تشهد مدن الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس حالة من التصعيد الميداني مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس فيها سياسية القتل والدمار الممنهجة، بالمقابل يتصدى المقاومين الفلسطينيين للاعتداءات، حيث أعلنت مجموعة "عرين الأسود" مساء اليوم الأربعاء، حالة الاستنفار وحذرت من اقتحام منطقة قبر يوسف شرق نابلس، فيما دعا أهالي مخيم شعفاط للاستمرار في الإضرابات لفك الحصار المتواصل.

حالة من التخبط في دوائر المؤسسة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" لا سيما مع تصاعد العمليات الفدائية وتزايد نشاط المقاومين في معظم محافظات الضفة وثبات المقدسيين في الدفاع عن المسجد الأقصى وبلداتهم، إذ يعتقد مراقبون، بأن الأوضاع الميدانية ذاهبة نحو مزيد من التصعيد، لا سيما مع زيادة الضغط على جنين ونابلس والقدس.

المحلل السياسي، سليمان بشارات، يعتقد، بأن استمرار جيش الاحتلال ومستوطنيه في اقتحاماتهم لمخيمات ومدن الضفة وأحياء مدينة القدس يزيد من توتر الأوضاع الذاهبة بلا شك نحو التصعيد خلال الساعات والأيام المقبلة.

وقال بشارات لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":

  "في حال استمر جيش الاحتلال في التضييق أكثر على أهالي مخيم جنين ومدينة نابلس وزيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين للأقصى والبقاء على حصار مخيم شعفاط فإن الأمور أخذت في التصعيد.

وأضاف بشارات: "ما جرى اليوم ليس وليد الساعة وإنما حالة من التراكمية، نتاج مجموعة من العوامل يأتي في مقدمتها استمرار اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وفجوة الثقة بين الشارع الفلسطيني والحالة السياسية الغائبة".

وتابع المحلل السياسي، أن الحالة في الضفة التي تشكلت في الأسابيع والأشهر الماضية إعادة إحياء روح الوطنية والمواجهة لدى المواطن الفلسطيني وتوجت في تنفيذ عمليات فدائية أوقعت قتلى وإصابات بين صفوف جيش العدو والمستوطنين.

وأردف: أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية في (تل أبيب) تخشى من تصاعد الأوضاع، وتوسع دائرة الاشتباك المسلح، وتمدد نموذج المقاومة في جنين ونابلس إلى بقع جغرافية أوسع في محافظات أخرى". مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال "لم تعد تقيم الأمور بالشكل الصحيح، وهي في حيرة في التعامل مع كتائب المقاومة".

وبحسب المحلل السياسي، فإن المسؤولين "الإسرائيليين" باتوا يدركون خطورة الموقف الراهن مع خشية متزايدة من أن تصبح المقاومة أكثر تنظيمًا وتخطيطًا.

وأوضح بشارات، أن من قيادة الشعب الفلسطيني إعادة إحياء دور المؤسسات الوطنية الفلسطينية وصياغة رؤية وطنية واضحة يكون عنوانها الدفاع عن القضية وحقوق الفلسطينيين ومقاومة المحتل.

وحذرت مجموعات "عرين الأسود" الاحتلال الإسرائيلي، في بيان لها، بعد أن أعلنت حالة الاستنفار بين أفرادها، من إقدامه على السماح للمستوطنين باقتحام منطقة قبر يوسف شرق نابلس.

وكانت مصادر عسكرية من جيش الاحتلال، قد أعلنت لوسائل إعلام عبرية، اليوم، بأن الجيش قرر زيادة الضغط على منطقة نابلس، وقام بإغلاق معظم مداخل ومخارج التجمعات الفلسطينية. فيما تجري البحث عن مطاردين من مجموعات "عرين الأسود" التي تضم عناصر من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 جنود، في عمليات فدائية منفصلة في جنين ومخيم شعفاط بالقدس والداخل المحتل.

ووفقًا لمركز المعلومات الفلسطيني "معطى" فإنه خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، شهدت الضفة ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة بجميع أشكالها، ورصد  المركز خلال هذه الفترة (833) عملاً مقاومًا، أدت لمقتل مستوطن واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.

وذكر المركز، أن عمليات الاشتباك المسلح تصاعدت مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس على التوالي.

يخشى من تصاعد عمليات

أما المحلل السياسي محمد القيق، اتفق ما سابقة، في إن الأوضاع في الضفة ذاهبة نحو التصعيد، وقال: إن" الاحتلال يخشى من تصاعد عمليات المقاومة".

وأضاف القيق، أن الاحتلال فشل في السيطرة على العمليات النضالية، فيما بات يخشى من تكرار مشاهد عمليات إطلاق النار الذي ضربت منظومته الاحتلال، مستشهدًا بعملية نابلس وحاجز شعفاط.

ووصف المحلل، المرحلة التي يعيشها الاحتلال بسبب عمليات المقاومة، أنها تتسم بــ "الإرباك التاريخي"، في إشارة إلى تنامي عمليات المقاومة وامتلاك المنفذين شجاعة كبيرة في تنفيذها رغم تحصينات الاحتلال المشددة.

وأعلنت وزارة الصحة برام الله، استشهاد الشاب أسامة محمود عدوي (18 عاماً)، الذي ارتقى برصاص جنود الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل، وهو ما يرفع عدد الشهداء منذ أسبوع إلى 6.

وبخصوص ما يحدث في مخيم شعفاط المحاصر، وعلى إثره عم إضراب شامل شمل كافة مناحي الحياة في الضفة القدس دعمًا لأهالي المخيم، كما وأعلن الأهالي العصيان المدني الكامل حتى رفع الحصار،  فقد اعتبر حمدي دياب منسق القوى الوطنية والإسلامية في شعفاط، إجراءات الاحتلال بـأنه "تصعيد خطير".

بالإضافة إلى ذلك، تواصل المنظمات "الإسرائيلية" إطلاق دعوات للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والقدس، كان آخرها اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين للمسجد ونفخ البوق في محيطه بالتزامن مع ما يسمى بـ"عيد العرش العبري"، والاعتداء على المحتفيين في المولد النبوي.

جاءت هذه الاقتحامات وسط إجراءات مشدّدة من جيش الاحتلال أمام المصلين الذين منعتهم من الدخول إلى المسجد بعد أن أغلقت أبوابه وفرضت الحواجز الأمنية في محيطه وبلدات القدس، وقامت بالاعتداء على المقدسيين واعتقال العشرات منهم.

واعتبرت الفصائل الفلسطينية بأن الاستمرار في المساس في المسجد الأقصى والقدس، وتنفيذ المخططات التهويدية، "خط أحمر، لا يمكن السكوت عنه".

كلمات دلالية