خبر رؤيا وتكتيك .. هآرتس

الساعة 11:16 ص|12 مايو 2009

بقلم: اسرة التحرير

عبدالله ملك الاردن يعرض على اسرائيل رؤيا: السلام مع 57 دولة عربية واسلامية. اذا لم تشرع اسرائيل في خطوات عملية لدفع هذه الرؤيا، التي تنطوي عليها مبادرة السلام العربية، فمن المتوقع في المنطقة حرب بغضون سنة حتى سنة ونصف كما يحذر الملك. الرئيس المصري حسني مبارك دعا بنيامين نتنياهو الى لقاء قمة، ضمن امور اخرى كي يعرض عليه التمسك بالمبادرة العربية واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، يتحدث عن استعداد للمساعدة في اقامة دولة فلسطينية في حدود 67. سوريا معنية بمواصلة الحوار مع اسرائيل والرئيس براك اوباما يبلور سياسة كفيلة بربط كل الاطراف ، الاسرائيلي، العربي والاسلامي في رزمة واحدة تنتج سلاما شاملا.

هذه اصوات نقية وقاطعة، تدل على ان الدول العربية والولايات المتحدة مستعدة ليس فقط للتعاون مع حكومة نتنياهو بل ترى فيها عنوان مسؤولا جديرا بالثقة رغم اطيافها اليمينية والاعلانات التي رافقت الحملة الانتخابية. معظم الدول العربية ترى ايضا بانسجام مع اسرائيل التهديد الايراني. الادارة الامريكية تعتقد بان حل هذا التهديد كامن في احياء المسيرة السياسية وفي السلام بين اسرائيل والعرب.

اللقاء امس في شرم الشيخ عشية سفر نتنياهو الى واشنطن، يفترض ان يزود رئيس الوزراء بالفهم بان لقاء المصالح الثلاثي – الاسرائيلي، العربي والامريكي – يفترض ردا اسرائيليا جديا، لا يمكنه ان يستتند الى الشعارات الفارغة، رقع الافكار او البادرات التكتيكية كازالة حواجز او تعاون اقتصادي. اذا كانت اسرائيل تسعى لان تكون شريكا في تصميم السياسة الامريكية في الشرق الاوسط فانها ملزمة بداية ان تفهم بانها مطالبة بان تقدم سياسة شاملة.

صحيح، الرؤيا المثيرة للانطباع التي تقترحها الدول العربية ليست وصفة سهلة الاعداد. فهي تتطلب تغييرا ايديولوجيا اسرائيليا، انفتاحا من الجانب العربي، تصميما شديدا، تأهيلا للرأي العام، وثقة كبيرة بالمقابل التي ستحصل عليه اسرائيل لقاء الثمن الباهظ الذي يتعين عليها دفعه. ولكن هذه هي المطالب الضرورية من سياسي يتطلع الى تصميم مستقبل افضل من اجل مواطني الدولة. هذا هو القرار الحاسم الذي ينبغي لنتنياهو ان يتخذه في طريقه الى اللقاء مع اوباما.