خبر الهندي: يحذر من توسيع حكومة فياض ويدعو لتشكيل هيئة وطنية لمراقبة أداء السلطة

الساعة 10:58 ص|12 مايو 2009

"الجهاد" تحذر من توسيع حكومة فياض وتدعو لتشكيل هيئة وطنية لمراقبة أداء السلطة

فلسطين اليوم- غزة

أكد الدكتور محمد الهندي، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ومدير مركز فلسطين للدراسات والبحوث أن القدس تتعرض اليوم لحملة تهويد قاسية تسارعت بعد العدوان الأخير على غزة، موضحا أن موقف العرب والعالم المتخاذل والمتواطئ أثناء العدوان شجع العدو على الاستمرار بهذه الحملة. ودعا د. الهندي شعوب العالم العربي والإسلامي وحكوماتهم للتحرك العاجل من أجل إنقاذ القدس قبل فوات الأوان، حيث أوضح أن الاحتلال يشن في القدس حملة يصادر فيها مئات العقارات والمنازل في محيط المسجد الأقصى ويبنى فيها عشرات الكنس كما يصادر عشرات آلاف الدونمات ليصبح أكثر من 90% من أرض القدس تحت تصرف الحكومة الصهيونية.

وقال د.الهندي: هذه الحملة تستهدف تحويل السكان المقدسيين إلى أقلية لا تتجاوز 20% من سكان القدس، بعد حملة استيطان واسعة وبعد أن يخرج الجدار العنصري حوالي 100 ألف فلسطيني خارج حدود المدينة. حملة تحميها القرارات والقوانين العنصرية لاستعجال التهويد بكل الوسائل. وفي المقابل لا نرى سوى نداءات الصمود سوى الإرباك والتشويش والتخبط ويبدو الجميع وكأنه لا علاقة لهم بالقدس ولا بأهل القدس".

وأضاف: إننا في ذكرى نكبتنا نذكر بأولى بديهيات النكبة وهي أنها بدأت عام 48 وليس عام 67، بدأت باغتصاب الوطن وسرقة الأرض وترحيل الشعب، وأي حديث يتجاوز هذه الحقوق وهذه الحقائق لا قيمة له".

 

وانتقد د. الهندي زيارة البابا بندكتوس السادس عشر إلى إسرائيل ومشاركته فيما يسمى بـ"ذكرى محرقة اليهود" وتجاهله لمحرقة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أضاف: من غزة المحاصرة المجوعة التي خرجت للتو من محرقة أقامها الصهاينة لأطفالها ونسائها وشيوخها، محرقة شاهدها العالم المتحضر على شاشات الفضائيات دون أن يرف له جفن أو يخفق له قلب، هذا العالم الذي يرسل رسوله بندكتوس السادس عشر، ليشارك في ذكرى محرقة اليهود ويتجافى قلبه عن محرقة أهلنا في غزة، من غزة المنكوبة بعربها وبعض قادتها وفي الذكرى الواحدة والستين لنكبتنا الأولى يقف المنكوبون في 48 وفي 67 والمنكوبون في أوسلو التي تحاول فرض وترسيم نتائج النكبتين، يقفوا ليعلنوا من خلال أوجاعهم التي تتراكم طبقة فوق طبقة أن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي وطننا الذي لن نتخلى عن شبر واحد منه.وأن القدس التي تتعرض للتهويد والتطهير العرقي هي عاصمتنا وعاصمة الأمة إلى الأبد".

وأكد د. الهندي أن النكبة ليست قدرا محتوما للشعب الفلسطيني، وأن "منحنى هذا الصراع بدأ يميل لصالح شعبنا رغم الألم ورغم حجم التضحيات". وقال: عندما يسمي العدو غزة التي كانت دوما جزء من المناطق المدارة، بالجبهة الجنوبية، ولبنان بالجبهة الشمالية، عند ذلك نعلم أن نكبة الصهاينة في فلسطين ليست ببعيد".

 

وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن الصراع الفلسطيني مع اليهود هو صراع إرادات، مؤكدا على ضرورة تعزيز إرادة الصمود وروح التحدي والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية. مبينا أن ما يحتاجه الفلسطينيون هو استعادة الوحدة الداخلية، التي تؤكد الإجماع والالتفاف حول الثوابت الوطنية بعيدا عن أوهام السلام المسموم "أوهام الشراكة السياسية والأمنية مع العدو المجرم".

 

 وأردف د. الهندي بالقول: إن المنطق الوطني يقتضي أن نتوصل إلى اتفاق داخلي نقدمه للعالم لا أن نجعل مطالب الغرب الظالمة اشتراطات لنجاح الحوار أو نرتهن المصالحة الوطنية لإرادة العدو واشتراطات أمريكا والرباعية(..) إن توسيع الحكومة في رام الله أو أي حديث عن مصالحة حول الحكومة والانتخابات والأجهزة الأمنية وغيرها، دون الاتفاق عل الثوابت الوطنية وعلى مرجعية موحدة لشعبنا يجعل من المصالحة مؤقتة وجزئية وربما تنتهي بصراعات جديدة".

ودعا الهندي في ذكرى النكبة إلى الابتعاد عن المناورات السياسية الصغيرة وإلى مصالحة فلسطينية تؤكد على الثوابت الوطنية وتبني مرجعية فلسطينية تنطلق من المصالح الوطنية بعيدا عن أي اشتراطات وضغوط خارجية.

وعلى المستوى الداخلي، أضاف الهندي "فإن شعبنا المحاصر في سجن غزة ومعازل الضفة، الذي قدم التضحيات تلو التضحيات يحتاج إلى من يخدمه، إلى من يرعى مصالحه ويمسح على جراحه ويخفف من آلامه ومعاناته. لذلك فإننا ندعو إلى وضع حد فوري لأي تجاوزات لحق أبناء شعبنا، ندعو إلى وقف الاعتقال والملاحقة على خلفية سياسية وإطلاق كل المعتقلين السياسيين ومحاسبة كل من بتجاوز القانون ويستخف بآلام الناس". مشددا على ضرورة تشكيل هيئة وطنية عليا في الضفة وغزة تراقب عمل السلطة وتحمي الشعب من تغولها.

 

واستهجن د. الهندي محاولات بعض الدول العربية تحسين صورة وزير الخارجية الإسرائيلية اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان الذي يدعو لترحيل العرب ويتنكر للاتفاقات التي وقعتها م ت ف، في الوقت الذي تعينه إسرائيل مسئولا عن الحوار الاستراتيجي مع إدارة الرئيس أوباما بعد أن عينته وزيرا للخارجية، ومحاولات البعض إظهار مرونته بالإكثار عن الحديث عن الدولة في حدود 67، كما يحاول بعض العرب تحسين صورته بتعديل المبادرة العربية المتهالكة وإلغاء حق العودة، وحتى الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية استجابة لرغبات أمريكا وإسرائيل "فمن الذي يحتاج أن يحسن صورته؟ العنصري ليبرمان أم الذين يمدون أيديهم في الفراغ منذ سنوات" على حد ما قال القيادي في الجهاد الإسلامي.

 

وختم القيادي الهندي حديثه بالقول: في الذكرى الحادية والستين للنكبة في فلسطين نوجه من غزة المحاصرة نداء استغاثة عاجل للأمة لكل القوى الحية فيها لعلمائها وقادتها ومفكريها لكل من تهفو روحه لمسرى محمد صلى الله عليه وسلم أن أنقذوا القدس عاصمة الأمة وعاصمة الإسلام قبل أن لا ينفعكم ندم.