في حوار على شرف الانطلاقة الجهادية 35

مسؤول ومختص: الإعلام الجديد للجهاد جزء من عملها المقاوم فضح جرائم الاحتلال

الساعة 08:29 م|11 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

لازال الإعلام الجديد يشكل رافعة قوية للمقاومة الفلسطينية، فلا خلاف بين البندقية والقلم، وكل ما هو ممكن لاشتعال المقاومة، ولم تكن حركة الجهاد الإسلامي التي تحتفي بذكرى انطلاقتها الـ35 بعيدة عن الإعلام الجديد الذي ساهمت من خلاله في خلق حالة من الوعي عبر منصات التواصل الاجتماعي في مقابل الرواية الصهيونية.

الجهاد الإسلامي آمنت منذ البداية، بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر اليوم وسيلةً ناجحة لإيصال رسالة الفلسطينيين لكل العالم، وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والتأكيد على أحقية وعدالة القضية الفلسطينية، والتشبيك مع كل الأحرار من خلال جلب مسارات الإسناد العالمي للقضية الفلسطينية.

"دفع هذا الأمر الحركة للاهتمام بشكلٍ كبير بالإعلام الجديد، الذي له بالغ الأثر في تفعيل حضور القضية الفلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت اليوم في كل بيت في هذا العالم."

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" حاورت المختص بالإعلام الجديد والمتحدث باسم مؤسسة ميثاق الإعلامية محمد منصور.

س: لو تحدثت لنا عن دور الإعلام الجديد في حركة الجهاد الإسلامي؟

ج: يلعب الإعلام الجديد دورًا مميزًا في مجال الإعلام، حيث يحاول بكافة مكوناته أن يخلق حالة من الوعي الوطني عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال تعزيز الرواية الفلسطينية الحقيقية ومجابهة كل أدوات الزيف "الإسرائيلية" التي تحاول قلب الحقائق وتعزيز كل الأفكار التي يروج إليها المطبعون والمنسقون، في ظل مساحة افتراضية واسعة، يمكن لها أن تخلق تأثير حقيقي في شعوب العالم، حيث يحاول الإعلام الجديد تعزيز فكرة المقاومة باعتبارها نهج ومسار لابد أن يتمسك به الشعب الفلسطيني أمام السياسات الاحتلالية التي يمارسها المحتل بحق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال محتوى فلسطيني مقاوم وهادف يُقدم لكل العالم، ومخاطبًا إياه بلغة الواقع والحقيقة.

س: كيف تطور أداء الإعلام الجديد خلال السنوات الماضية؟

ج: إيمان قيادة حركة الجهاد الإسلامي بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر اليوم وسيلةً ناجحة لإيصال رسالة الفلسطينيين لكل العالم، وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والتأكيد على أحقية وعدالة القضية الفلسطينية، والتشبيك مع كل الأحرار من خلال جلب مسارات الإسناد العالمي للقضية الفلسطينية، دفع الحركة للاهتمام بشكلٍ كبير بالإعلام الجديد، الذي له بالغ الأثر في تفعيل حضور القضية الفلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت اليوم في كل بيت في هذا العالم.

س: كيف كان دور الإعلام الجديد في أداء المعركة الجهادية؟

ج: في أوج المعارك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال "الإسرائيلي" كان للإعلام الجديد دورًا كبيرًا، من خلال تعزيز صورة المقاومة والعمل على تصديرها عبر منصات التواصل الاجتماعي للكل الفلسطيني، لنسف الرواية "الإسرائيلية" التي تحاول التعالي بالكذب والتزييف على الدم الفلسطيني أمام العالم، لهدم الجبهة الداخلية الفلسطينية وإضعاف الثقة بالمقاومة.. لذلك يأتي دور الإعلام الجديد في تعزيز الجبهة الداخلية والمحافظة على الثقة الكبيرة بين الشعب والمقاومة، على اعتبار أنّ كل مواطن فلسطينيي موجود على منصات التواصل الاجتماعي، هو ضابط معركة وعي فلسطيني.

فضلا عن دور الإعلام الجديد خلال المعارك بفضح جرائم المحتل وتظهيرها للعالم بلغات مختلفة.

س: واجه الإعلام الجديد ومؤسسوه استهداف مباشر على طول السنوات، لو تحدث لنا عن أبرز الشهداء؟

ج: حينما يتعلق الأمر بالإعلام الجديد، فإنّه وليد إعلام المقاومة، الذي دائمًا ما كان يتعرض للاستهداف الصهيوني المباشر، في ظل محاولات كوادر الإعلام لتصدير صورة الحقيقة، لذلك قدّم الإعلام الفلسطيني المقاوم كوكبة من القادة والمجاهدين الشهداء، الذين وثقوا بدمائهم العابرة، مظلومية الشعب الفلسطيني، وقدرته على الصمود أمام آلة الحرب الصهيونية، و أبرزهم الشهيد القائد صلاح أبو حسنين، والشهيد القائد رامز حرب، والفقيد القائد جهاد أبو سمك وغيرهم، الذين كانوا يؤمنون بجدوى وأهمية الإعلام الجديد لدى المقاومة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أنّ الإعلام الجديد ليس محصورًا على المقاومة، حيث باستطاعة المواطن الفلسطيني أن يكون نموذجًا فعالاً في الإعلام الجديد، من خلال قدرته على التأثير الإيجابي في الجمهور، وإظهار مآسي الشعب الفلسطيني - بفعل الاحتلال - لكل العالم، وتعزيز صورة المقاومة الفلسطينية، وقد قدم الشعب الفلسطيني الكثير من الشهداء الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا روادًا لمنصات التواصل الاجتماعي، والذين عبّروا من خلالها عن عين الحقيقة الفلسطينية وهي تواجه الاحتلال الذي يحاول اقتلاعها، كان آخرها استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.

س: لطالما كانت معركة الصورة والرواية مهمة.. كيف واجه الإعلام الجديد هذه الحرب؟

ج: لقد واجه الإعلام الجديد هجمات كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ظل الاصطفاف الواضح من قبل إدارة منصات التواصل الاجتماعي وأبزرها شركة "ميتا" مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال محاربة المحتوى الفلسطيني، واستهداف  الصفحات الفلسطينية، والتقييد والحذف المستمر لصفحات الصحفيين والإعلاميين والمؤثرين الفلسطينيين، في سياق  محاولة شل الإعلام الفلسطيني عن  إظهار حقيقة ما يجري في الميدان، وحالة البطش والإجرام الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وقدرة المقاومة على فرض المعادلات في وجه الاحتلال.

س: كيف ساهم الإعلام الجديد بتعزيز رواية المقاومة..؟

ج: من خلال تقديم محتوى فلسطيني هادف، يعزز ثقافة المقاومة في العالم، وأهمية الإسناد الحقيقي لها في مجابهة الاحتلال "الإسرائيلي"، أيًا كانت نوع المجابهة، سواءً في مدّ يد العون للمقاومة، أو بالمناصرة الإعلامية، أو بدعوات المقاطعة، أو من خلال إحياء ذكريات الوجع الفلسطيني، من سير الشهداء والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، أو تظهير المعارك والعمليات التي سجلت فيها المقاومة نصرًا نوعيًا، أو بالدعوات للتحشيد الجماهيري لمواجهة الاحتلال وسياسته في كل الميادين وخاصة أمام الهجمة الشرسة التي تنفذ بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.

س: برأيك هل تمكن الإعلام الجديد من التأثير في جبهة العدو بالصورة ..؟

ج: بالتأكيد، ولو لم يكن هناك تأثير حقيقي، لما اجتمعت قيادة الاحتلال أكثر من مرة مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، في سياق التشبيك معها في مواجهة الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي، واستصدار السياسات والقوانين التي تخدم المحتل، وكانت النتائج عبر حذف كل ما لا يتناسب مع رواية التزييف والكذب والإجرام الصهيوني، من خلال مبررات واهية لا علاقة لها بالديموقراطية التي تدعيها تلك المواقع التي تصطف بجانب الجلاد أمام الضحية بشكلٍ وقح دون مراعاة أيّ مشاعر لإنسانية الشعب الفلسطيني على الأقل، وهذا ما دفع الإعلام الجديد لتسخير كل الجهود الشبابية الفلسطينية، لمحاولة الالتفاف على كافة الخوازرميات التي تستخدمها تلك المواقع، في محاولات وطنية بامتياز، لتعزيز الرواية الفلسطينية بكافة ألوانها، وتجاوز كل الصعوبات والمعيقات التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي أمام المحتوى الفلسطيني، وقد سجّل الإعلام الجديد حضورًا مميزًا على هذه المواقع، رغم كل هذا التأثير، حيث فضح جرائم الاحتلال بحق القدس والمقدسيين، وأوصل الصورة الحقيقية في الميدان، ما دفع بعض شعوب العالم والأنظمة المساندة لحقوق الإنسان وكل الأحرار، لاتخاذ موقف من سياسات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الفلسطينيين، لاسيما دور الإعلام الجديد في الحفاظ على صورة المقاومة وقدراتها في مواجهة الاحتلال، من خلال جعل مواقع التواصل أرضية خصبة لرواية المقاومة رغمًا عن كل التعقيدات، كي يصل صوت وصورة المقاومة لكل العالم.

إلا أنه ينقصنا في الإعلام الجديد المقاوم مزيد من التكاتف والتظافر  لإحداث مزيد من التأثير في جبهة العدو.

س: كيف استطعتم التوزان بين ساحة البندقية من جهة والإعلامية بالقلم والصورة من جهة أخرى في المعركة النضالية الجهادية..؟

ج: يرى الإعلام الجديد أنه دائرة من دوائر العمل المقاوم، الذي يتكامل مع الميدان، ويأخذ على عاتقهِ مسؤولية وطنية كبيرة، من خلال العزم بأنّ الواجب حقيقةً فوق كل الإمكانات التي يملكها الاحتلال والأنظمة المساعدة بما فيها شركات منصات التواصل، حيث يحاول تعزيز أنّ الإنسان الحر بتواجده عبر منصات التواصل الاجتماعي، هو يمثل المقاومة بكلماته وصوته وصورته، وفي الوقت الذي تحتاجه المقاومة، يجب أن يكون حاضرًا بكل قوة أمام روايات الخداع "الإسرائيلي".

وهذا مكان مجسدا في معركة وحدة الساحات، والعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة، وكيف حاول الإعلام الجديد تعزيز صورة المقاومة بين أطياف الشعب الفلسطيني، من خلال التصدي لكل روايات الاحتلال "الإسرائيلي" المضللة، وأنها تأخذ الشعب الفلسطيني نحو المجهول، وذلك كان واضحًا عبر الحسابات الوهمية والصفحات الممولة التي انتشرت في العدوان بشكلٍ كبير وواضح وملحوظ، وكيف كان للإعلام الجديد دورًا في فضح هذه الممارسات من خلال تعزيز الوعي الفلسطيني المقاوم، بأهمية التصدي لهذه الروايات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أيضًا التصدي لمحاولات الصفحات "الإسرائيلية" الناطقة باللغة الغربية عكس صورة ملائكية عن إحتلالٍ مجرم، يريد عبرها  التمهيد للشراكة المزعومة على ألسن المطبعين والمنسقين، فهنا كان دور الإعلام الجديد من خلال الحملات الإعلامية الرقمية الكبيرة لمقاطعة هذه الصفحات وعدم التعامل معها، بل العمل على إظهار الهدف منها والعمل على التوعية المجتمعية بأهمية التصدّي لها.

س: ماذا عن أبرز المحطات المهمة في الإعلام الجديد على مدار السنوات الماضية؟

ج: لقد تطوّر الإعلام الجديد بشكلٍ ملحوظ، حيث أصبح اليوم  يمثل صورة الإعلام الفلسطيني المقاوم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويوجه الصفعات لكل الروايات التي تحاول قلب الحقائق أو جلد ظهر المقاومة، لا سيما أنّ الإعلام الجديد أصبح جسرًا مهمًا يحافظ على الثقة بين العالم والمقاومة، باعتباره حلقة الوصل الكبيرة والمهمة، حيث أصبح للفلسطينيين حضورًا كبيرًا عبر منصات التواصل، سواءً على فيسبوك أو تويتر إلخ... ويمكن عبره التحشيد العالمي لنصرة القضية الفلسطينية، والعمل الفعلي لتعزيز الرواية الحقيقية أمام الاستكبار العالمي الذي يصطف بكل مكوناته الظلامية مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لاسيما أن للإعلام الجديد منصات رقمية كبيرة، ومعدّي محتوى هادف بالشكل الذي يناسب التطور الرقمي في التعامل مع الرؤية البصرية للمحتوى الإعلامي المتقدّم، في سياق مواكبة كل ما هو جديد لمسارات الإعلام الرقمي، لأجل تعزيز الحضور وتسجيل الأهداف التي نعتبر أبزرها مجابهة الاحتلال "الإسرائيلي" عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكشف زيف الرواية "الإسرائيلية" والدعوة لمقاطعتها.

فشهد السنوات الماضية المئات من الحملات الرقمية الإعلامية التي تنوعت عناوينها بما يتناسب مع الأحداث والمجريات بما يخدم الأهداف.

فضلا عن الدور البارز للإعلام الجديد في استقطاب أبناء شعبنا وأحرار أمتنا والعالم ليكونوا سفراء لقضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية.

س: ماهي توصياتكم للعاملين ونشطاء الإعلام الجديد لنجاح معركتهم....خاصة وقت الحروب؟

ج: إننا في الإعلام الجديد ندعو الكل الفلسطيني المتواجد عبر منصات التواصل الاجتماعي، للاصطفاف دائمًا خلف الرواية الفلسطينية، وعدم السماح لأيّ خرق "إسرائيلي" يوجهه الإعلام الصهيوني، وأبرزها التصدي للشائعات التي تحاول تدمير الجبهة الداخلية الفلسطينية، ونشر حالة الذعر في صفوف المواطنين وقت المواجهة، وكسر الثقة بين جمهور المقاومة ورجالاتها.

لذلك نرى أن يتحمل الجميع المسؤولية الوطنية في النشر، وأن يضع عدالة القضية الفلسطينية المعيار الحقيقي في كل زوايا الحضور الإعلامي الفلسطيني، لنسجل معًا حضورًا كبيرًا يمكن أن يراهن عليه في أوقات المواجهة مع الاحتلال، لاسيما المشاركة الفعالة في كل الدعوات الإلكترونية المتعلقة بالقضايا الفلسطينية عبر منصات التواصل، وذلك للعمل على إحياء روح المقاومة في كل العالم العربي والإسلامي، أمام رياح التطبيع التي يقودها المطبعون في المنطقة، وهذا يقع على عاتقنا جميعًا في التصدّي لهذه الرياح التي يحاولون من خلالها طمس الرواية والهوية الفلسطينية.

كلمات دلالية