اقتحامات الأقصى.. في ظاهرها بازار انتخابي وفي باطنها تنفيذٌ لمخططٍ مدروس للسيطرةِ على الأقصى!

الساعة 01:03 م|11 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

حولت قوات الاحتلال "الإسرائيلية" باحات المسجد الأقصى المبارك لوقود يشعل فتيل الانتخابات "الاسرائيلية" التي لم يتبق لها سوى أقل من شهر ، لتكون المنافسة على أشدها من اليمين المتطرف ، سواء بالتحريض للتسلق على دماء مزيد من الشهداء وخاصة في ظل العمليات اليومية في الضفة ، أو بفرض واقع جديد في الأقصى.

الاقتحامات لم ترتقِ اليوم لما كان يخطط له الإحتلال بأن يكون هو الأكبر منذ عام 1967 ، حيث وصل عدد المقتحمين لأكثر من 1000 مقتحم فقط ، مما يفشل مخططات الاحتلال بفرض أمر واقع جديد على المسجد الأقصى وتحويله للحرم الابراهيمي الثاني ، الا ان المحاولات مستمرة وفقا لمخططات كبيرة وضعت منذ سنوات.

الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، أعتبر أن الاحتلال الصهيوني يريد أن يفرض واقعاً جديداً أمام العالم  بأن يكون اقتحام المسجد الأقصى مسألة روتينية عادية.

فرض تقسيم زماني ومكاني 

واعتقد منصور خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال من خلال هذه الاقتحامات يريد أن يفرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى من خلال مخططات ترعاها حكومة الاحتلال وشرطتها.

وقال:"الاقتحامات للأقصى ليست اقتحامات عفوية وصغيرة، موضحاً أن ما يحدث من اقتحامات بدأ منذ شهر رمضان الماضي وهو مستمر ويتصاعد يوماً بعد يوم.

اقتحامات تحتاج إلى وقفة 

ورأى منصور أن هذه الاقتحامات تحتاج إلى وقفة جدية ويجب إعادة الاحتلال إلى الخلف، معتقداً أن كسر مشروع الاحتلال الصهيوني بتقسيم الأقصى يجب أن يكون في هذا الوقت وقبل أن يقوموا بتثبيت مشروعهم وقبل أن تصبح حقيقة قائمة ويصعب تغييرها.

وأضاف:" الانتخابات "الإسرائيلية" تلعب دوراً في موضوع اقتحامات الأقصى واستمرار الإعدامات الميدانية بحق الشبان في الضفة، موضحاً أن كل طرف من الأطراف السياسية الصهيونية تريد الاستفادة من هذه القضية، معتقداً أن الموضوع أعمق من الانتخابات لأن موضوع القدس يعتبر قضية حتمية لدى الصهاينة".

وبين منصور أن الاحتلال يبحث عن أي وقت يرى فيه أن الظروف مواتية مستغلاً الظروف العربية والدولية لتنفيذ مخططاتهم بحق المسجد الأقصى والضفة المحتلة.

تصاعد المقاومة في القدس

وعن تصاعد المقاومة المسلحة في القدس المحتلة وخاصة في شعفاط، اعتقد أنه بالرغم من كل الظروف الاستثنائية المعقدة التي تحيط بها والاعتقالات استطاعت الصمود، معتقداً أن منطقة شعفاط من المناطق المهمة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.

ورأى المحلل أن مدينة القدس بشكل دائم تتصدر واجهة الأحداث مع الاحتلال الصهيوني، معتقداً أنه يجب دعم المقاومين في مدينة القدس لأنهم الخط الأمامي في الدفاع عن مدينة القدس.

وأوضح منصور :"أبناء القدس يؤدون دورهم بمقاومة الاحتلال وصمودهم بشكل مثير للإعجاب بالرغم من التضييق وكافة المعيقات لأنهم يقومون بالدفاع عن القدس والتي هي من أكثر المواضيع حساسية.

فرض وقائع جديدة

وبدوره اتفق المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب مع سابقه، مؤكداً أأن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، مبيناً أن الاحتلال يريد أن يجعل اقتحاماته للمسجد الأقصى أمراً طبيعياً يعتاد عليه المقدسيون والفلسطينيون.

الاقصى.jpg
 

واعتقد أبو دياب خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، أن الاحتلال من خلال هذه الاقتحامات للمسجد الأقصى يريد أن يغير الواقع القانوني للمسجد الأقصى للبدء بخطوات أخرى وهي تهويد المسجد الأقصى.

اختبار ردة الفعل الفلسطينية

وقال المختص: "الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية في المسجد الأقصى يهدف الاحتلال من خلالها اختبار ردة الفعل الفلسطينية والمقدسية، ومن ثم متابعة مخططهم بإزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم أو اقتطاع جزء للمستوطنين لإقامة طقوسهم فيه".

اقتحامات مدروسة والانتخابات سبب

وأضاف أبو دياب:" هذه الاقتحامات للمستوطنين هي اقتحامات مدروسة وليست عبارة عن ردات فعل وهي تعتمد على خطط تدعمها الجهات الرسمية في حكومة الاحتلال".

ورأى أن الانتخابات ليست السبب الرئيسي وراء هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن هناك مرتكزات أساسية للمشروع الصهيوني في الأقصى هو تهويد الأقصى وإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى.

الاقصى4.jpg
 

كلمات دلالية