بتوقيع من "مسافة صفر" .. عملية "شعفاط" قتلٌ وتخطيطٌ واختفاء أربك الاحتلال

الساعة 11:57 ص|10 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

مرّ أكثر من 48 ساعة على فشل منظومة "أمن" الاحتلال المدججة بالجنود والآليات العسكرية، و"الكلاب البوليسية"، والطائرات المسيرة والمروحية، وحصار القرى والاعتقالات الليلية والتفتيش المستمر، لاعتقال منفذ عملية حاجز شعفاط النوعية في القدس المحتلة، والتي جاءت تزامناً مع ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية في مختلف محافظات الضفة المحتلة، رداً على الانتهاكات "الإسرائيلية" المتواصلة التي أسفرت عن ارتقاء عدد من المواطنين الأبرياء، وهو ما اعتبره مختصون بأنه تطور كبير ملحوظ على أداء المقاومة في المناطق المحتلة.

محللون ومراقبون يرون أن تصاعد وتيرة العمليات الفدائية في مختلف الأراضي الفلسطينية، وقتل الجنود على الحواجز" الإسرائيلية" من مسافة صفر، هو استمرار لمسلسل تحطيم أسطورة "المنظومة الأمنية" التي يعتبرها "الإسرائيليون" الأقوى على مستوى العالم.

فشل المحاولات المتواصلة والمتكررة من منظومة الاحتلال في ملاحقة المقاومين وتحييدهم في الضفة والقدس، دفعت قادتها للخروج بتصريح في مناسبات عدة، تفيد بأنهم على مقربة من تنفيذ عملية عسكرية موسعة في الضفة المحتلة، لخفض الهجوم الشرس المكثف من المقاومين على رأسهم كتائب جنين ونابلس وطوباس وطولكرم، والذي كبدهم خسائر مادية وبشرية فادحة، فماذا تخبئ الأيام المقبلة؟

ونفذ مقاوم فلسطيني مساء أول أمس السبت، عملية فدائية نوعية، بعدما أطلق الرصاص على حاجز شعفاط "الإسرائيلي" في القدس المحتلة من نقطة صفر، وأسفر عن مقتل مجندة "إسرائيلية" وإصابة جنديين آخرين بجراح وصفت بالخطيرة، وانسحب من مكان العملية بسلام.

مباغتة الجنود من مسافة صفر

الكاتب والمحلل السياسي الخبير في شؤون الصراع الدكتور هاني العقاد، يرى عملية حاجز شعفاط فاجأت الاحتلال، لأنها أعطت مؤشرات بأن العمل المقاوم في تطور مستمر، حيث بات الفلسطينيون يبدعون في مباغتة الجنود من مسافة صفر، واختيار الأهداف في أكثر المناطق حيطةً وحذراً وتحصيناً.

وأوضح العقاد في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ الاحتلال استطاع تحييد العمليات الفدائية عن الشوارع والمدن الاستراتيجية المحتلة، إلا إنه يتفاجأ بأن الفدائي يختارها هدفاً له في تنفيذ عمل مقاومة يسفر عن قتلى وجرحى إضافة إلى خسائر مادة و"أمنية" فادحة، وهو ما يُثير قلقهم لاسيما أن الهجمات تأتي مزامنة مع حلول "الأعياد اليهودية" ومع اقتراب موعد الانتخابات "الإسرائيلية".

وأشار إلى أن عملية شعفاط أثبتت أن لا قاعدة يمكن أن تنطبق على المقاومة الفلسطينية، إذ بات الاحتلال لا يتوقع تحركات المقاومة، وموعد الهجمات المقبلة، فكلما حاول أن يفهم طبيعة تحركات الفدائيين، تأتي عملية نوعية تفند كل توقعاته ودراساته، والعملية الأخيرة مثال على ذلك، بعدما اعتقد أن الحاجز محصن ولا يستطيع أي أحد الاقتراب منه دون ملاحظته.

احترافية العمل المقاومة

وقال: "عملية حاجز شعفاط تدل على احترافية المنفذ، والتخطيط الدقيق لها، وخصوصيتها، كون المنفذ قتل وأصاب عدد من الجنود وانسحب من المكان بسلام دون أن يترك لهم أي طرف خيط ليتعقبوه، ليتوارى عن الأعين بلحظات، وهو ما يدل على وعي الفدائيين وتطور عملهم المقاومة بشكل ملحوظ".

وأشار المحلل السياسي والمختص في شؤون الصراع، إلى أن عملية شعفاط أثبتت أن المقاومة في تصاعد وتأخذ أشكالا أخرى في المواجهة مع الاحتلال "الإسرائيلي"، فهي باتت لا تنتظر أن يأتي إليها الاحتلال في المجن، بل باتت هي من تندفع له في أماكن تواجده وتحصينه، لتضربه وتوجعه، ولتقول له أنت في مرمى بنادقنا أينما تواجدت.

ونوه إلى أن عدم الوصول إلى منفذ عملية حاجز شعفاط، دليل على استمرار فشل المنظومة الأمنية التي يتباهون بها على العالم، إذ إن مئات الجنود، بمساعدة القوات الخاصة و"الشاباك"، مزودين بعشرات الآليات الطائرات المسيرة والمروحية، فشلوا فشلا ذريعا في اعتقال الفدائي الفلسطيني.

عش الدبابير

ويستعبد د. العقاد أن يّقدم قادة جيش الاحتلال على تنفيذ عملية عسكرية في الضفة والقدس، لأنه يدرك تماماً بأنه سيذهب نحو عش الدبابير وحق الألغام، لذلك لن يُخاطر بذلك لاسيما في حال لم يتم تحقيق الأهداف المرجوة فإنها ستكون نكسة للثنائي "يائير لابيد" و"بيني غانتس" في الانتخابات المقبلة، وتسجيل خسارة قبل أوانها، وترجيح كفة عدوهم "بنيامين نتنياهو" في العودة إلى الحكم من جديد، وهو ما لا يريداه.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يستبعد أن ينفذ الاحتلال "الإسرائيلي" عملية عسكرية موسعة في الضفة المحتلة، لأنه يدرك تماماً أن المقاومة تطورت كثيراً واختلفت عن السابق، إذ بات يخشى من أي عملية توغل في الشمال الفلسطيني أن يتكبد خسائر فادحة لدى جيش الاحتلال، الأمر الذي لا يمكن تحمله أمام الرأي العام "الإسرائيلي".

وأشار الصواف في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن فشل الوصول إلى منفذ عملية حاجة شعفاط، يدل على تخطيط واضح من المقاومة، إذ إن التخطيط الناجح والاختفاء الفوري عن الأعين، يؤكد على مدى تطور العمل "الأمني" المقاوم في الضفة والقدس.

 

 

كلمات دلالية