لهذه الأسباب..

محلل "إسرائيلي": التصعيد الحالي لا يستوجب عملية "السور الواقي 2"

الساعة 05:05 م|09 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

قال المحلل والخبير الأمني "الإسرائيلي" رون بن يشاي، اليوم الأحد، إن العملية التي وقعت أمس على حاجز مخيم شعفاط شمال شرق القدس، كان متوقعًا نظرًا لاستمرار الموجة الحالية من الهجمات بدرجات متفاوتة منذ 7 أشهر، مع بدء موجة العمليات في مدن الخط الأخضر، وهي فترة بأكملها استثمر فيها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، الكثير من أجل "كبح جماح الإرهاب"، وهو ما قلل من عدد القتلى.

ورأى بن يشاي في تقرير تحليلي له بموقع واي نت العبري، أن الموجة الحالية تتميز بخصائص فريدة وحتى جديدة إلى حد ما، وبالتالي فإن التعامل معها يتطلب طريقة مختلفة في التعامل معها عما هو معروف.

واعتبر أن الهجوم في شعفاط، يتطابق مع ما يمكن تسميته "تصعيد، أو انتفاضة تيك توك" - كما قال - مشيرًا إلى أن الهجمات التي باتت تنفذ في الآونة الأخيرة هي من قبل فلسطينيين دون سن الثلاثين وموجة بشكل أساسي ضد قوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ونقاط الاحتكاك.

وأشار إلى أن جذور "تصعيد تيك توك" يعود لما قبل عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، والتي بدأت باعتياد الشبان الفلسطينيين على تحميل مقاطع فيديو وهم يهاجمون المستوطنين خاصة في القدس، واتخذت هذه الظاهرة خطوة كبيرة إلى الأمام وباتت ظاهرة عالمية، ومصدر إلهام للشباب الآخرين، حتى في دول مختلفة ممن ينزلون في الشوارع مثل إيران حاليًا ضد الأنظمة، وحتى في أوروبا ضد قيود كورونا، وباتت شبكات التواصل له تأثير، حتى في الحالة الفلسطينية رغم أن الكثير منهم ليس لديهم أساس أيديولوجي أو خلفية تنظيمية.

واعتبر أن هذا نتيجة لفقدان السلطة الفلسطينية وحتى المنظمات مثل حماس والجهاد الإسلامي للسلطة الأبوية على أولئك الشبان، ويعود العديد الكبير لعمليات إطلاق النار إلى الأسلحة المنتشرة في أوساط الشباب بالضفة، مثل مجموعة "عرين الأسود"، وهم من مشاهير تيك توك، وتحولوا إلى مصدر إلهام للشباب لتقليدهم بفعل الأسلحة التي بحوزتهم، وعند اعتقال أي منهم يعترفون بأنهم يتصرفون بدون أي دافع أيديولوجي أو سياسي أو ديني. وفق زعمه.

وتقول مصادر أمنية "إسرائيلية"، إن مجموعة "عرين الأسود" تثير استياء أصحاب المصالح الاقتصادية في نابلس، ولكن حتى الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا حول لها ولا قوة.

وترفض المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" تعريف ما يجري بأنه "انتفاضة"، وتفضل لاعتبارها "موجة أو تصعيد"، وذلك لأن غالبية السكان لا يشاركون فيها، في حين أن المشاركين فيها هم شبان محبطون وغاضبون من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويعبرون عن ذلك بالهجمات ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنين.

لماذا لا تنفذ عملية "السور الواقي2"

في النظام الأمني "الإسرائيلي"، يلقون اللوم على الأجهزة الأمنية الفلسطينية فيما يجري، ولذلك بدأت الأخيرة بالتحرك مؤخرًا لكن أفعالها ليست كافية، كما أن حماس والجهاد الإسلامي لا تقودان الموجة الحالية، رغم مساهمتهما فيه من خلال "التحريض" المستمر والموجه بشكل رئيس من غزة وتركيا، ومن خلال التشجيع المادي، والدفع باتجاه توثيق الهجمات ورفعها على الانترنت.

ويشير إلى أن إغراق الضفة بالجنود من النظاميين والاحتياط لن يقلل من دافع الشبان الفلسطينيين للعمل، بل على العكس من ذلك، وهو ما سيزيد من الاحتكاك ووقوع عدد أكبر من الضحايا الفلسطينيين ما يؤجج النار ويدفع بدخول المزيد منهم في التصعيد لتتحول إلى انتفاضة، وهذا ردًا على من يدعو لعملية "السور الواقي2"، كما يقول بن يشاي.

أما بالنسبة لمن يدعون لوقف العمليات الحالية، فإن ذلك سيعني خروج المسلحين لأماكن تمركز جيش الاحتلال "الإسرائيلي" كما جرى مساء أمس، ولذلك السؤال الأهم والملح أصبح، ما هو الحل السحري لذلك؟!.

ويوضح أن من أسباب عدم الرغبة في عملية "السور الواقي2"، أنه حين دخل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إلى المناطق الفلسطينية عام 2002، بقي هناك لفترة طويلة وسمح ذلك للشاباك للحصول على معلومات استخباراتية الأمر الذي أدى إلى تراجع الانتفاضة الثانية، وهذه العملية تسببت في وقف الاستعدادات العسكرية الدائمة للحرب وذلك ظهرت نتائجه في حرب لبنان 2006.

وقال: لذلك، من المرغوب فيه قدر الإمكان تجنب عملية كبيرة، والأكثر من ذلك، أن الجيش الإسرائيلي اليوم لا يفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية في المناطق مثل عام 2002 .. يقدم الشاباك وجيش الاحتلال "الإسرائيلي" معلومات استخباراتية دقيقة وحديثة كل ساعة، لكن المشكلة اليوم هو الاحتكاك ذاته بين قوات الأمن والفلسطينيين، ونتائجه تتجلى ليس فقط في الهجمات والمواجهات مع جيش الاحتلال، ولكن أيضًا في العديد من حالات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة ضد المستوطنين".

واعتبر أنه لتحقيق النتائج المرجوة، يجب الاستمرار في فرض الإغلاق على المناطق الفلسطينية التي تخرج منها موجة الهجمات، وهذا سيؤدي إلى معاناة في أوساط الفلسطينيين وقد يكبح جماح أولئك الشبان، كما أنه يجب تقليل الإجراءات المضادة في المخيمات والمدن الفلسطينية والتركيز فقط على "القنابل الموقوتة" لتقليل الاحتكاك المباشر وعدد الضحايا الفلسطينيين.

ويقول:" من المحتمل أن الحصار والحواجز المفاجئة على الطرق، وتحسين استخدام وسائل المراقبة من الجو والأرض، لن تسفر عن النتائج المرجوة، حينها لن يكون هناك خيار وستكون هناك حاجة لعملية كبيرة تستمر شهور في شمال الضفة الغربية، بما يسمح للجيش بجمع جزء كبير من الأسلحة الموجودة في مراكز الإرهاب وقد تحصد العديد من الضحايا لكلا الجانبين". وفق قوله وتعبيره.

ويضيف: "هذه ليست انتفاضة بعد، لكن يجب أن يكون مفهومًا أن موجة الإرهاب في تيك توك تختلف في خصائصها ومولداتها عن موجات الإرهاب السابقة، ويجب على المرء أن يفكر في نموذج مختلف للتعامل معها ..  نحتاج أيضًا إلى الاعتراف بحقيقة أنه طالما أن دولة "إسرائيل" تصر على السيطرة على 2.6 مليون فلسطيني، فإن موجات الإرهاب هذه لن تتوقف فحسب، بل ستزداد حدتها .. من المؤسف أن عدم الاستقرار السياسي الذي استمر قرابة أربع سنوات يمنع حتى مناقشة منظمة وعمل الطاقم الذي قد يؤدي إلى تسوية طويلة الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في اليوم التالي لأبو مازن". كما ختم.

كلمات دلالية