التشابك بين الجبهات يقوي مناعة محور المقاومة

محللون: تأكيد القائد زياد النخالة على الربط بين الساحات يعبر عن رؤية و استراتيجية عميقة

الساعة 07:56 م|06 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم- خاص

رأى عدد من الكتاب و المحللين السياسيين أن مهرجان الانطلاقة ال 35 لحركة الجهاد الإسلامي، و توحيد عدد من الساحات العربية مع ساحات الوطن له أهمية كبيرة في إفشال مخططات الاحتلال، الذي يسعى دائماً لزرع الفرقة بين مكونات الشعب الفلسطيني، و إضعاف مناعته في مواجهة العدوان.

جاء ذلك في قراءة عدد من المحللين لما جاء في رسائل في خطاب الأمين العام للجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، في مهرجان انطلاقة الجهاد الإسلامي الـ 35، و الذي جاء بعنوان "قتالنا ماضٍ حتى القدس".

الكاتب و المحلل السياسي، حسن حجازي أكد أن المشاركة الواسعة في مهرجان انطلاقة الجهاد الإسلامي في عدة ساحات، يؤكد فشل الاحتلال في محاولات الفصل بين الساحات وإخراج قطاع غزة من المعادلة والتأثير عن الموقف الفلسطيني.

توحيد الساحات عامل رامق للاحتلال

و أوضح حجازي في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن حركة الجهاد الإسلامي مستمرة على نهج الربط بين الساحات، وأن محاولة الاحتلال في فصل الجهات عن بعض لن يحصل على نتيجة في أي من الجبهات، لا سيما أن الساحات أصبحت متداخلة ومتشابكة.

و أشار الى أن الاحتلال بقراءته يدرك أن هذه الأمور صعب تجاوزها، لأنه في مرحلة من المراحل يمكن أن تشتعل الجبهات مع بعضها، و قد تصل الى مراحل عالية من التصعيد، فهي معادلة ثابتة والاحتلال يدركها ويعرف أن هذه المعادلة أصبحت تمثل عامل رامق للصهاينة.

و لفت المحلل السياسي الى أن كلمة الاستاذ الامين العام للجهاد الإسلامي الفلسطيني، زياد النخالة هي رسالة في هذا الاتجاه، و فيها دعوة للتأكيد على هذا المنحى، وضرورة أهمية هذا الرابط، مشيراً الى أن عنصر الربط بين الساحات حصاني، وعنصر حماية أساسية لدى الشعب الفلسطيني في الدفاع عن كل موضع.

و رأى حجازي أن هناك عنصر ثاني له علاقة بالربط بين الساحات في الخارج وضرورة العمل على الترابط بين الجبهات ووحدة المقاومة، والمحاولات الصهيونية التي تسعى للتفريق بين هذه الساحات وإضعافها ،وهذا أيضا يعبر عن الرؤية التي تحدث عنها القائد زياد النخالة بضرورة التعاطي مع هذا التحدي، والتداخل والتشابك والترابط بين الساحات، حتى تكون داعمة لبعضها البعض، مشيراً الى أن هذا العمل من شأنه أن يعزز قوة الساحات المختلفة في محور المقاومة، ويعزز حالة الردع للاحتلال حتى لا يستفرد باي جبهة من الجبهات.

رؤية استراتيجية عميقة

و تابع المحلل السياسي يقول: "ما من شك أن هذا الأمر يعبر عن رؤية عميقة واستراتيجية للصراع الذي يجب أن يتداخل فيه العالم الفلسطيني و العربي و الإسلامي، للدفاع بشكل كامل عن القضية الفلسطينية، ومن هذا المنطلق من هذا العامل الحاسم والأساسي للمواجهة في هذه المعركة المهمة، فإن ذلك من شأنه استنزاف الاحتلال، وزيادة فرص الانتصار عليه".

 و شدد المحلل حجازي على أن توحيد كافة الساحات يمنع أن تكون أي ساحة لقمة سائغة في فم الاحتلال، يستفرد بها في أي وقت من الأوقات ، كما أن العمل على توحيد الساحات يجب أن يكون ضمن خطة ومشروع بعيد المدى، لأنها ستضيف الى قوة هذا المحور مناعة غير قابلة للكسر أو الافتراق.

حضور ساحة اليمن له دلالات كثيرة

بدوره أشار المحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، أن احتفال حركة الجهاد الإسلامي بذكرى انطلاقتها الـ 35 في عدة ساحات يحمل عدة رسائل، و لا سيما الحضور الجماهيري في اليمن الذي يحمل معاني و دلالات كثيرة.

و قال عبد الساتر في حديث متلفز تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: "لقد استيقظنا مؤخراً على اليمن، في حين كان اليمن مستيقظاً قبلنا، في كل ما له علاقة بقضية فلسطين".

و أضاف: "بدأنا نرى تفاعل الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية، حيث أن الحضور لقضية فلسطين في قلب اليمنيين كان من قبل ذلك بكثير، و هو الذي حمل شعار الثورة الإسلامية الموت لإسرائيل و أمريكا".

و تطرق عبد الساتر الى تأكيد الأمين العام للجهاد، القائد زياد النخالة على وحدة جميع الساحات في مواجهة الاحتلال، لتؤكد على أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس، و لتؤكد مجدداً فشل كل مخططات الاحتلال في الاستفراد بفصيل دون الآخر، كما جرى في الحرب الأخيرة.

و تابع يقول: "إن العدوان الأخير على غزة كان هدفه سلخ حركة الجهاد عن باقي الفصائل الأخرى، و الاستفراد بها وحدها، و محاولة تأبيدها، و دق السافين بينها و بين باقي الفصائل.

مكانة الجهاد الاسلامي في قلوب الجماهير

 المفكر العربي اللبناني معن بشور، أن تنظيم مهرجان انطلاقة الجهاد الإسلامي في عدة ساحات بالتزامن له دلالات و أهمية بالغة، في تضامن الشارع العربي مع القضية الفلسطينية و المقاومة و الجهاد الإسلامي في فلسطين، لا سيما بعد معركة وحدة الساحات التي خاضتها الجهاد مع الاحتلال في أغسطس الماضي.

و أوضح بشور في حديث له عبر "فلسطين اليوم الفضائية" مساء اليوم الخميس، أن مشاركة اليمن الشقيق بإحياء انطلاقة الجهاد الإسلامي الـ 35، في ظل الظروف السياسية التي يمر بها تثبت أن الشعب اليمني لطالما كان قلبه ينبض بحب فلسطين و دعمها، حتى بات شعار اليمن "الموت لإسرائيل و أمريكا".

و أضاف: "لو أن المجال مفتوح في كل الدول العربية و الإسلامية، لاحتفلت كافة الجماهير مع الجهاد الإسلامي، في هذا المهرجان، و لوجدنا حشوداً مماثلة لتلك التي رأيناها في غزة و جنين و اليمن و سوريا و لبنان".

و بين المفكر بشور أن قضية فلسطين هي الأكثر قدرة على جمع شمل العرب و أحرار العالم، مشيراً أن مهرجانات انطلاقة الجهاد الإسلامي في عدد من الساحات اليوم هي استفتاء و تجديد للبيعة مع المقاومة.

و أشار بشور الى أن المشاركين الذين احتشدوا في ساحات المهرجان لا يمثلون أنفسهم، بل إنهم يعبرون عن ضمير الأمة العربية و الإسلامية.

و أكد المفكر العربي بشور بأن حركة الجهاد الإسلامي انتزعت هذه المكانة في قلوب الجماهير شهيداً تلو الشهيد، و حرباً بعد حرب، و هذا ما رأيناه في ساحة لبنان و سوريا و لبنان اليوم.

و لفت الى أن اليمن بكل شعبها حاضرة في كل وقت مع القضية الفلسطينية، و أن أبناء أمتنا العربية جاهزون ليشاركوا الجهاد في ساحات جديدة، وأن يفتحوا المجال لتوحيد ساحات الأمة في كل الدول العربية و الإسلامية.

و أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ذكرى انطلاقتها الـ 35 في ساحة الكتيبة، غرب مدينة غزة اليوم الخميس، السادس من تشرين، وسط حضور مهيب لجماهير شعبنا الفلسطيني و أبناء و أنصار الجهاد الإسلامي في غزة.

كلمات دلالية