في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم" مع مسؤول اللجنة الدعوية أ. وليد حلس

"دعوية الجهاد".. امتداد وجزء من نسيج "الشقاقي" بصناعة الأجيال المتجذرة بالأسس والمبادئ الدينية

الساعة 08:49 ص|06 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

على مر ثلاثة عقود ونصف من العمل الدؤوب، تمكنتْ اللجنة الدعوية العامة في حركة الجهاد الإسلامي من تحقيق إنجازاتٍ مهمةٍ على مر الأعوام السابقة، لا سيما دورها المشهود بحشد طاقات العلماء والأمة لنصرة القضية الفلسطينية، وفي صناعة الأجيال المتجذرة بالأسس والمبادئ الدينية.

وسارعت دعوية الجهاد منذ بداية تأسيسها في مطلع ثمانينات القرن المنصرم، في نسج جيلٍ قرآني متسلح بالإيمان والوعي والثورة على خطى الأمين المؤسس د. فتحي الشقاقي المعلم والمفكر مدافعاً عن قضايا أمته، وفي خدمة العمل الجهادي المقاوم.

نسيج وفكر مُقاوم

مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي أ. وليد حلس، قال إن اللجنة امتداد وجزء من هذا النسيج الذي بدأه الدكتور فتحي الشقاقي، ورفاقه من خلال الاهتمام بالدين الإسلامي والذي أكده أنه دين فريد من نوعه، يخرج من ثنايا سورة الإسراء؛ ليسوء وجه بني "إسرائيل".

وأضاف حلس لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن جميع الملفات داخل الحركة تعد أدوات للدعوة إلى الله، ولنشر الفضيلة، والإسلام، والفكر الإسلامي المقاوم الذي تبناه الدكتور فتحي الشقاقي، عندما جاوز بين البندقية والقرآن، والعمل الإسلامي الدعوي، والعمل الجهادي المقاوم في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي".

وأكد أن الفكر الذي تتبنه دعوية الجهاد هو ذات الفكر الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حينما جاء بالدعوة إلى دين الله والتوحيد، وفي المقابل فرض الله القتال والجهاد، وجعلها ذروة سنام الإسلام، فريضة الجهاد جاءت لتحمي الثغور لمن دخل في هذا الدين الحنيف.

وشدد حلس، على أن انطلاقة الحركة كانت عبارة عن تجديد لهذا الفكر والمنهج الذي جاء به النبي محمد في شبه الجزيرة العربية.

وذكر، أن الانطلاقة الجهادية والدعوية تؤكد أن هذه الحركة هي حركة مقاومة وحركة دعوة إلى الله، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والمشروعة؛ كون المقاومة جزءاً من هذه الوسائل؛ لأننا نقع تحت وطأة الاحتلال المجرم الذي يقتل البشر والحجر جميع مكونات الشعب الفلسطيني.

إعداد وتشييد

وحول دور اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي، أكد حلس أنه يأتي ضمن مختلف ملفات العمل التنظيمي في الحركة، مشيرًا إلى أن أهم الدوائر في اللجنة المرتبطة بالمساجد، التي تتخصص في البناء والتشييد والترميم، إلى جانب وتنشئة الكوادر داخلها، لتؤسس جيلاً مفعماً بالفكر الدعوي والوسطى.

وأوضح مسؤول اللجنة الدعوية، الدور الرئيسي يتم من خلال توجيه الدعاة والخطباء، فضلًا عن التعميمات الصادرة عن اللجنة الدعوية بشكل شهري، لتوحيد الخطاب الإسلامي نحو القدس، كما قال د. رمضان شلح: "البندقية التي لا تبصر مآذن القدس فهي مهجورة ومشبوهة".

انطلاقة دعوية

وتمكنت دعوية الجهاد من افتتاح نحو 35 مسجدًا جديدًا في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الأعوام الأخيرة، لتكون شرارة انطلاقة جديدة للعمل الدعوي المقاوم، وفق حلس.

وتطرق مسؤول اللجنة الدعوية، إلى جهود دائرة الوعظ والإرشاد في الدعوة إلى الله، والدروس والأسابيع الدعوية، والمسابقات الثقافية، وتحضير الخطباء، إلى جانب دائرة المشاريع التي تشرف على الأعمال الخيرية المختلفة، من خلال جمع التبرعات وتقديمها للمساجد ومراكز التحفيظ.

قرآن وأصوات نَديّة

وأكد حلس، أن لجنة القرآن الكريم وعلومه، وجمعية اقرأ تعد من أهم دوائر اللجنة الدعوية، والتي تتكون من 5 لجان، مبينًا أن تشرف على عمل نحو 350 مركز تحفيظ، تشمل نحو 10 آلاف طالب وطالبة على مدار العام، ومن مختلف محافظات قطاع غزة.

وأشار أنها تُخرج حفظة كتاب الله، بشكل سنوي، يتم تكريمهم في احتفالات واسعة برعاية من أمين عام حركة الجهاد الأستاذ زياد النخالة، مردفًا " في ذكرى استشهاد الشهيد فتحي الشقاقي العام الماضي، وذكرى المولد النبوي الشريف كرمنا نحو 750 حافظا وحافظة لكتاب الله، وحاصلين على سند متصل".

وتابع حلس: "وهنالك أيضًا دائرة الأسانيد والقراءات التي تختص بدورات الأحكام العليا والمبتدئة، والسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالروايات والقراءات المختلفة، مضيفًا أن يوجد ملتقيات مختصة داخل اللجنة مثل ملتقى الأصوات الندية، والذي يشارك في المسابقات القرآنية والحفلات والمهرجانات، والمدائح النبوية والأناشيد".

وتحدث مسؤول اللجنة الدعوية، عن ملتقى الحفاظ الذي يهتم في تثبيت القرآن بالضبط والإتقان لدى حفظة القرآن، جنبًا إلى المقرأة الإلكترونية التي تمنح السند عن بعد من خلال التعليم الإلكتروني"، لافتًا أن هناك العديد من الأفراد حصلوا على الأسانيد من خلال هذه المقرأة في عدة دول.

ملتقى دعاة فلسطين

وذكر حلس أن ملتقى دعاة فلسطين يعد من أبرز الملتقيات في اللجنة؛ كونه يمثل حركة الجهاد الإسلامي في المؤسسات العُلمائية، والدينية على المستوى العربي والإسلامي، مؤكدًا على دوره في مشاركته التنسيقية العلمائية التي تضم 120 مؤسسة علمائية ودينية في العالم العربي والإسلامي، إلى جانب إشرافه على طباعة كتب شرعية ودينية.

وشدد على أن كل واحدة من اللجان والملتقيات على رأسها فرق عمل متكاملة تتابع وتشرف على عملها.

وذكر حلس أن اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي أشرفت على إتمام العديد من الأسرى في سجون الاحتلال لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى حصولهم على الأسانيد، مشيرًا إلى أنه تم تكريمهم في العديد من الاحتفالات.

رسالة الانطلاقة

ووجّه مسؤول اللجنة الدعوية، رسالة بمناسبة الذكرى الـ35 للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي، إلى جماهير شعبنًا، مؤكدًا أنها ستبقى الحاضنة الأمينة والداعمة للمقاومة، لا سيما أنها قدمت فلذات أكبادها ولم تبخل بدمائه ومالهافي باحتضان المقاومين من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

كما أكد في ختام حديثه، أن جمهور المقاومة سيقول كلمته في مهرجان الانطلاقة، ليؤكد على أن خيار المقاومة ودور حركة الجهاد التي تصوب بندقيتها صوب العدو وأعداء الأمة، مشددًا على أن الجهاد في فلسطين هو السبيل الوحيد لتحصيل حقوقنا القومية والمشروعة

كلمات دلالية