في الذكرى 35 لانطلاقتها المجيدة.. الجهاد الإسلامي وواجب حمل الراية

الساعة 01:38 م|04 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

دوروا حيث تدور فلسطين, كلمات اطلقها الشهيد القائد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله, فعلى مدار سنوات الصراع مع الاحتلال الصهيوني, كانت حركة الجهاد الإسلامي تدور في فلك فلسطين وتقدم تضحيات عظيمة كي تبقى فلسطين حاضرة عصية على الانكسار, قادرة على الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني, ولدت حركة الجهاد الإسلامي بفكر جديد يمزج بين الوطني والإسلامي, وينهض بالفكر الواعي والايمان العميق ويتوج بالثورة في وجه الاحتلال, اولت حركة الجهاد الإسلامي فلسطين أهمية خاصة, ورفعت شعار ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية والإسلامية», محطات عديدة مرت بها القضية الفلسطينية وفي كل محطة كانت الجهاد الإسلامي تتوقف لتدشن لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, فهي اشعلت شرارة الانتفاضة الأولى سنة 1987م, من خلال عمليات الطعن بالسكاكين لجنود ومستوطني الاحتلال, وعملية الهروب لمجموعة من مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي من سجن غزة المركزي, وتنفيذ عمليات طالت ضباطاً صهاينة كباراً, وكانت نتيجة هذه الانتفاضة الشعبية التي استمرت لسبع سنوات بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية فيها, عودة السلطة الى قطاع غزة, بعد ان وقعت على اتفاقية هزيلة «اتفاقية اوسلو» مع الاحتلال الصهيوني, تخلت فيها عن 78% من مساحة فلسطين التاريخية, واخضعت ال 22% المتبقية الى المساومة, التي لا زالت قائمة حتى الان, وتلاشت أحلام السلطة في الحصول على ما تبقى من فلسطين, وارادوا لها ان تكون حارسا يحفظ امن الاحتلال واستقراره, وقد تنبهت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لهذا الامر منذ البداية, وعارضت اتفاقية السلام وكشفت زيفها, واوصلت رؤيتها لشعبها ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وهذا السلام المزعوم وهم.

فكانت المحطة الثانية في المواجهة مع حركة حماس والفصائل المقاومة بتأجيج العمليات الفدائية والاستشهادية, التي زرعت الرعب في قلب الكيان, وانحاز الشعب الفلسطيني لخيار المقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه, في ظل محاولة الاحتلال المستمرة للتنصل مما اسموه استحقاقات السلام, وكشف الاحتلال الصهيوني عن نواياه بشكل واضح, عندما اقر انه ليس لديه رؤية للسلام مع السلطة, وانه سيبقى يفاوض الى ما لا نهاية, وان مبرر وجود السلطة على الأراضي الفلسطينية هو التنسيق والتعاون الأمني مع «إسرائيل» ومحاربة فصائل المقاومة الفلسطينية, ووصم المقاومة «بالإرهاب» لكن الجهاد الإسلامي وحماس وفصائل وطنية أخرى, واجهت سياسة الاحتلال بكل قوة, وطردته من قطاع غزة, ولاحقته بعملياتها البطولية في تل ابيب وحيفا ويافا والخضيرة وبئر السبع وفي كل مكان, فأعادوا للقضية الفلسطينية اعتبارها لدى الامة العربية والإسلامية, واثبتوا للعالم كله ان هناك استعماراً نازياً مجرماً فاشياً يحتل ارضنا ويسلب حريتنا, ويحرمنا من حقنا في العيش بسلام فوق ارضنا الفلسطينية, ولم يكن هذا الفعل المشهود بلا ثمن, بل قدمت فصائل المقاومة الفلسطينية كبار قادتها وامنائها العامين ورموزها الكبير على مذبح الحرية فسقط الشهداء الاطهار وتناثرت الدماء والاشلاء في كل ساحات فلسطين, دون ان يؤدي هذا الفعل الاجرامي الصهيوني للتراجع ولو قيد انملة عن نهج المقاومة, بل كانت دماء الشهداء والقادة وقودا لإشعال الثورة في وجه الاحتلال الصهيوني, فكانت انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م تحمل طابعا جديدا في المقاومة الشعبية والمسلحة ضد الاحتلال, الذي بدأ يستغيث بمحيطة الإقليمي والعربي لإنقاذه من عزلته, ومواجهة ما اسماه «بالإرهاب» وللأسف وجد اذانا صاغية من رسميين عرب تعاونوا معه.

اليوم اخذت حركة الجهاد الإسلامي على عاتقها مهمة حمل الراية, فوفرت الأرض الخصبة للعمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة, التي تتزايد أطماع الاحتلال بها, وحملت راية المواجهة مع الاحتلال في جنين, وذلك في اعقاب عملية الهروب الكبير لأبطال الجهاد الإسلامي من سجن جلبوع, والتي اججت الحالة الثورية بشكل كبير في الضفة المحتلة, وانشأت الجهاد كتائب مسلحة لمواجهة الاحتلال, فكانت كتيبة جنين التي اذاقت الاحتلال الويلات, وتبعتها كتيبة نابلس بعملياتها الجهادية المشهودة, ثم كتيبة طولكرم وطوباس, وامتد الفعل المقاوم الى الخليل ورام الله وبيت لحم ليشمل كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة, وامتد الى القدس, وعادت العمليات الفدائية البطولية لتضرب في عمق الكيان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م , ولا زالت الجهاد تحمل الراية رفقة فصائل المقاومة الفلسطينية وتواجه الاحتلال بكل قوة, ولا تركن الى وعود كاذبة, ومسيرة تسوية وهمية جعلت الموقف الرسمي الفلسطيني ممثلا بمواقف السلطة «المهزومة» نفسيا ومعنويا يقدم تنازلات مجانية كبيرة لصالح الاحتلال, دون ان يتحصل على أي حق من حقوقه المسلوبة, وحركة الجهاد الإسلامي تعلم انها لا زالت في حالة تحرر, ومهمتها مراكمة القوة ومشاغلة الاحتلال, وعدم تركه يستفرد بشعبنا, وقد خاضت الحركة معركة وحدة الساحات ضد الاحتلال, كي يدرك انه سيدفع دائما ثمن جرائمه بحق الفلسطينيين, وان اليد ستبقى على الزناد, ولا يمكن اسقاط خيار المقاومة الا بزوال الاحتلال عن ارضنا المغتصبة, فنحن أمناء على الشعب, أمناء على الأرض, أمناء على الوطن من نهره الى بحره, أمناء على المقدسات, أمناء على الدم, وستبقى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ترفع الراية, وتحمل اللواء, وتغلب الواجب على الامكان.

 

كلمات دلالية