في حوار مع وكالة فلسطين اليوم في الذكرى الـ35 للانطلاقة

الشيخ نافذ عزام : حركة الجهاد تجاوزت كافة التحديات وحافظت على برنامجها المقاوم

الساعة 09:56 ص|04 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

الشيخ نافذ عزام في حوار خاص مع وكالة فلسطين اليوم الإخبارية في الذكرى الـ35 للانطلاقة الجهادية : 

- كتيبة جنين قدمت صورة مضيئة للعالم بأسره ورسالة لمواصلة الكفاح المسلح

- الضفة في وضع متصاعد و نحذر الاحتلال من جرائمه المستمرة ضد شعبنا

--تهديدات الاحتلال للأمين العام زياد النخالة ليست جديدة  وتستهدف كل من يقف في مواجهتها

 امتلك الدكتور فتحي الشقاقي كل الصفات التي تؤهله لكي يكون زعيما من زعماء الشعب الفلسطيني

-حركة الجهاد الإسلامي نجحت في تجاوز كل التحديات  الحفاظ على برنامجها قوياً ومتماسكاً.

- حركة الجهاد منذ وجودها الى اليوم تجاوزت الانقسام وتعمل على ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي

- نشكر حزب الله وايران على كل ما قدموه لشعبنا وقضيتنا ولكل المقاومين في فلسطين

 

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام أن حركة الجهاد الإسلامي نجحت في تجاوز كافة التحديات التي واجهتها منذ تأسيسها، والوقوف في وجه الاحتلال والحفاظ على برنامجها قوياً متماسكا.

و أوضح عزام في حوار خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" في ذكرى الانطلاقة الجهادية الـ 35 إن حركة الجهاد الإسلامي رغم الكثير من الصعوبات متمسكة ببرنامجها وأفكارها، وتصر على مواصلة هذا الطريق، الذي تنيره دماء الشهداء منذ استشهاد المؤسس ومن سبقه وصولا إلى الشهداء القادة الكبار خالد منصور وتيسير الجعبري.
وتطرق الشيخ عزام في سياق حديثه إلى اشتعال المقاومة في الضفة الغربية، وظهور "كتيبة جنين" وغيرها من المجموعات المسلحة التي تقاوم الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه الظواهر مُبشرة وتؤكد أن الشعب الفلسطيني ما زال بخير، سواء في جنين كتيبتها ومجاهديها ومقاوميها.. وقال: "نعتز بهذه الظاهرة الشريفة والتي لا تقتصر على حركة الجهاد الإسلامي، بل هي جزء من نضال شعبنا الذي لا يمكن أن يستسلم أو يخضع".

و فيما يلي نص الحوار:

- تمر علينا الذكرى الـ35 لانطلاقة ـحركة الجهاد الإسلامي.. ماذا تقولون..؟

هي ذكرى الـ35 لعملية الشجاعية والعمل الجهادي، نحن نتحدث عن الذكرى الحادية والأربعين لذكرى انطلاق حركة الجهاد الإسلامي، هناك عشرة أعوام تقريبا قبل معركة الشجاعية الخالدة،  ليلة السادس من تشرين أول / أكتوبر عام 1987 ، هناك عشر سنوات مليئة بالنشاط والعمل والأحداث ، كانت هناك سجون وشهداء وكانت هناك مواجهة وضربات تلقتها حركة الجهاد الإسلامي من الاحتلال، وبالتالي نحن نتحدث بفخر عن 41 عاماً من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، ونتحدث عن خمسة وثلاثين عاماً على معركة الشجاعية الخالدة التي تؤرخ لانطلاق العمل الجهادي لدى الجهاد الإسلامي.

-لو تحدثنا عن المؤسس فتحي الشقاقي وعن مواقف جمعتكم وأهم اللبنات التي وضعها أساساً للحركة  ..؟

تشرفت باللقاء الأول مع الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي صيف عام 1978 يوم زفاف الصديق والقيادي الكبير في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف، والتقينا بعد ذلك في مدينة الزقازيق حيث كنا ندرس الطب في الجامعة.

امتلك الدكتور فتحي كل الصفات التي تؤهله لكي يكون زعيما من زعماء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، امتلك الكاريزما الاستثنائية، وحاز وعياً غير عادي دينياً وتاريخياً، كان مفكراً وأديبا شاعراً وزعيماً كبيراً، وقبل ذلك كان إنسانا، الدكتور فتحي الشقاقي امتلك الإصرار والعناد، حيث من المستحيل أن تبدأ حركةٌ إسلامية مجاهدة بصفر إمكانيات، دون الاعتماد على أحد سوى الله، ولم تكن هناك أي دولة أو منظمة تسند هذه الحركة الوليدة ولكن الدكتور الشقاقي كان لديه الثقة والإيمان بأن هذا المشروع لا بد أن يظهر للناس، وأن هذه الفكرة لا بد أن تنتشر ولا بد أن يسمعها الناس، وكان يؤمن إيمانا جازما بأن هذا المشروع سيتعزز مع مرور الوقت وسيتكرس على أرض فلسطين كواحدة من أهم الوحدات لمواجهة الاحتلال واستنهاض الشعب والأمة كلها.

- ماذا عن الشهيد القائد الراحل رمضان عبد الله شلح..؟

الدكتور رمضان رحمة الله عليه هو واحد من جيلنا، الجيل الذي كان يفخر أنه تتلمذ في مدرسة الشقاقي، حمل الرسالة بعد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي، وحافظ على إرثه ونهجه وبرنامجه، وبالتالي استمرت حركة الجهاد الإسلامي بل توسعت وتمددت بعد استشهاد مؤسسها، وكان الدكتور رمضان متمسكا بإرث الشقاقي، وحافظ عليه، بل إن الحركة تعززت أكثر وتكرس حضورها أكثر في الشارع العربي والفلسطيني والإسلامي.

- يحمل الآن الأمانة القائد الأمين العام زياد النخالة.. كيف تنظرون لتهديدات الاحتلال مؤخراً باغتياله خاصةً بعد معركة وحدة الساحات وتصاعد المقاومة في الضفة..؟

التهديدات ليست جديدة ، كانت هناك تهديدات الدكتور فتحي الشقاقي وكان أيضا تهديدات للدكتور رمضان شلح، والآن هناك أيضاً تهديدات للأخ الأستاذ زياد النخالة، هذا أمر ملازم للحركات المجاهدة، "إسرائيل" تهدد كل من يقف في مواجهتها، هددت قادة الجهاد الإسلامي وحماس وقادة الشعب الفلسطيني، ونفذت تهديداتها في مراحل الصراع، وقتلت واغتالت الدكتور فتحي الشقاقي وأحمد ياسين، والشهيد أبو عمار والشهيد أبو مصطفى، والكثير من قادة الشعب الفلسطيني، بالتالي عندما نكون على رأس حركة مجاهدة فهذا بلا شك في دائرة الاستهداف، وهذه يفترض أن تكون رسالة للعالم الذي يصر على أنه عالم حر وأنه عالم يراعى حقوق الإنسان وأنه عالم يقف مع المظلومين بأن "إسرائيل" تجاهر بالتهديدات، وتفعل كل ما فيه خرق للقانون الدولي وتجاوز كل المواثيق التي أقرتها الأمم المتحدة.

- مرت حركة الجهاد الإسلامي خلال السنوات بالكثير من المراحل والمفترقات.. لو تذكر لنا أبرز هذه المراحل..؟ 

إن أهم المراحل في تاريخ الجهاد الإسلامي هي مرحلة التأسيس منذ أواخر السبعينات حتى معركة الشجاعية التي مثلت الانطلاقة الكبرى للعمل الجهادي، هذه المرحلة وضعت الأسس والقواعد الفكرية لمشروع الحركة، أما المرحلة الثانية، فكانت مليئة بالأحداث، فشهدت التوقيع على أوسلو واتسمت حركة الجهاد الإسلامي فيها بالقوة والثبات، إيماناً منها أن اتفاق أوسلو ليس في صالح شعبنا، وأن موازين القوى الظالمة هي التي أملته، وبالتالي دخلت حركة الجهاد مع كل فصائل شعبنا، مرحلة جديدة بعد التوقيع على أوسلو الذي قسم الشعب الفلسطيني وأعطى شرعية للاحتلال، وكانت هذه المرحلة بالتأكيد مرحلة صعبة.

 مرت حركة الجهاد الإسلامي بمرحلة جديدة بعد استشهاد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، حيث كانت "إسرائيل" تتصور أنها بذلك قد قضت على حركة الجهاد الإسلامي أو وجهت لها ضربة طويلة قد تؤجل عملها لفترة طويلة وقد خابت "إسرائيل".. صحيح أننا خسرنا في المقاومة والشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي خسارة كبيرة في غياب المؤسس، لكن حركة الجهاد الإسلامي استعادت توازنها ومضت على ذات النهج وذات البرنامج.

لازالت حركة الجهاد الإسلامي منذ وجودها إلى اليوم تتجاوز الانقسام وتعمل على ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، وتقوم بمحاربة الاحتلال من جانب ومحاولة ترتيب الوضع الداخلي وتعزيز الشعب الفلسطيني من جانب آخر.

- كيف استطاعت حركة الجهاد الإسلامي أن تحافظ على ثوابتها ومبادئها رغم كل ما تعرضت وتتعرض له..؟

انطلقت حركة الجهاد الإسلامي من أجل تحقيق ما تصبو إليه الأمة العربية والإسلامية، وقد نجحت في تجاوز كل التحديات، لذلك لا حد ينكر ان هذه الحركة نشأت بصفر إمدادات، ودون وجود حاضنة سواء كانت دولة أو منظمة أو جمعية، سوى الله سبحانه وتعالى وبالتالي هذا الإخلاص وهذا التجرد كان له دور كبير في الحفاظ على مسيرة الجهاد الإسلامي، إضافة إلى المزيد من الوعي الإسلامي الذي أضافه المؤسس ونقله لإخوانه وأصحابه وزملائه من الجيل الأول واكتست به كل مراحل الجهاد الإسلامي، الوعي بالإسلام وتاريخ الأمة العربية والإسلامية، والوعي بالصراع وأعدائنا والمشروع المضاد الذي يواجهنا، والوعي بما يحصل في المنطقة والعالم كل ذلك ساعد حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة التحديات والوقوف في وجه الاحتلال والحفاظ على هذا البرنامج قوياً ومتماسكاً.

- كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي لمستقبلها..؟

نحن نعيش واقعا صعباً يزداد سوءاً وتعقيداً، مع تخلي العرب عن مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية، ومع انشغال العالم بقضايا أخرى، فلم يعد العالم مهتماً لما يجري في فلسطين، ولكن هذا لا يفت في عضضنا أبدا، حركة الجهاد الإسلامي رغم هذه الصعوبات متمسكة ببرنامجها وأفكارها، وتصر على مواصلة هذا الطريق، الذي تنيره دماء الشهداء منذ استشهاد المؤسس ومن سبقه وصولا إلى الشهداء القادة الكبار خالد منصور وتيسير الجعبري، هذه المسيرة ستستمر لأنها تعتمد على الله سبحانه وتعالى وعلى إمداده الغيبية وهي تراهن على شعبنا.

- وعن الحالة الفلسطينية العامة.. كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي لمستقبل القضية الفلسطينية؟

إن مستقبل القضية الفلسطينية إذا أردنا أن نقيسه بالواقع الذي نعيشه فهناك الكثير من التشاؤم، حتى من أنصار القضية الفلسطينية، ولكن نحن نثق بوعد الله سبحانه وتعالى، ونثق بأن هذه القضية فيها من القداسة ما يكفي، وأن الانتصار حتى لو كان بعيداً، من المؤكد أن الشعب الفلسطيني سينتصر وأن الأمة الإسلامية ستنهض، وأن القضية الفلسطينية من المستحيل أن تموت.

- ماذا عن علاقات حركة الجهاد الإسلامي الدولية وخاصةً حزب الله وإيران..؟

نحن نعتز بهذه العلاقة ونعتز بهؤلاء الشركاء ونحن نشكرهم على وقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية، وليس فقط بجانب حركة الجهاد الإسلامي، هم أصدقاء كبار لهذه القضية وللشعب الفلسطيني، نحن نؤمن أن هناك أنصارا لهذه القضية ولحركة الجهاد الإسلامي ولهذه القضية المُباركة على امتداد الوطن العربي والإسلامي، ولقد سعينا طوال الوقت لتجنب الاصطدام مع أي من مكونات هذه المنطقة ومكونات هذه الأمة، نشكر حزب الله وإيران على كل ما قدموه لشعبنا وقضيتنا ولكل المقاومين في فلسطين.

- المقاومة تتصاعد في الضفة خلال السنوات الأخيرة.. وبصمات الجهاد الإسلامي واضحة في ظل كتائبها.. ماذا تتوقعون لمقاومة الضفة؟

في الواقع إن الأمور صعبة وبالغة التعقيد، ولكن هذا لن يمنع الشعب الفلسطيني من القيام بواجبه، بالتأكيد أن الضفة الغربية الآن في وضع طبيعي، نحن نثق في أهلنا في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، ونحذر مما تقوم به "إسرائيل" أمام العالم من أعمال وحشية ضد أهلنا في الضفة. هذه الظواهر مُبشرة وتؤكد أن الشعب الفلسطيني بخير، سواء في جنين كتيبتها ومجاهديها ومقاوميها، نعتز بهذه الظاهرة الشريفة والتي لا تقتصر على حركة الجهاد الإسلامي، بل هي جزء من نضال شعبنا الذي لا يمكن أن يستسلم أو يخضع، الأمر يحتاج إلى نفس طويل، وإن أهلنا في الضفة الغربية على قدر التحدي، وسيقدمون نموذجا مضيئا للعالم بأسره وسيلهم كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لمواصلة هذا الكفاح حتى تحقيق كل الأهداف إن شاء الله.

- ماذا عن علاقتكم بالسلطة وهل تغيرت بفعل المتغيرات المحيطة على كل النواحي..؟

الخلاف مع السلطة الفلسطينية معروف عند الجميع، نحن اختلفنا مع السلطة الفلسطينية  عند التوقيع على اتفاقية أوسلو، ولا زال هذا الخلاف موجودا، لكننا تعاملنا بحكمة مع هذا الخلاف فلم نسع أبدا للاصطدام مع السلطة رغم الخلاف الكبير، تعاملنا مع الأذى الذي طالنا ونحن نُصر أيضا على تجنب الصدام، طالبنا السلطة بنفض يدها مما يسمى بمسيرة التسوية وخاصة بعد هذه السنوات الطويلة  المليئة بالآلام والمعاناة، وبعد أن تأكدت السلطة من أن تلك الاتفاقيات قد فشلت فشلا ذريعا بإعادة الحقوق إلى شعبنا، نحن نختلف مع السلطة ولكن ننظر على أنها جزء من هذا الشعب رغم هذا الخلاف، ونُصر على مطالبة السلطة بالنظر في  المرحلة السابقة كلها وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجميع والعلاقة مع "إسرائيل" وأمريكا.

- هناك في السجون الآلاف من الأسرى جلهم أطفال ومرضى ونساء ومعتقلون إدارياً.. ما هي رسالتكم في ذكرى الانطلاقة لمن خلف القضبان.

حركة الجهاد الإسلامي حاولت طول الوقت أن تكون لسانا لهؤلاء الأبطال وللشعب الفلسطيني بأسره، وعملت الحركة طوال الوقت على كسر كل الحواجز الحزبية، نتعامل مع هؤلاء الأبطال على أنهم إخواننا وأنهم شارة عزة للشعب الفلسطيني، أسرى حركة الجهاد الإسلامي وحماس وفتح والجبهة الشعبية هم أبناؤنا وإخواننا الذين نعتز بهم.

الحركة الوطنية الأسيرة دفعت ثمنا باهظا وحافظت على المواقف الثابتة والمبادئ، وبالتالي رسالتنا لإخواننا الأسرى أنهم في قلب كل فلسطيني وأنهم في قلب حركة الجهاد الإسلامي، وأنهم يسهمون إسهاما كبيراً ومباشراً في الدفاع عن القضية الفلسطينية وإبقائها حية، وبالتالي الأسرى كانوا وسيظلون عنواناً بارزاً لكل الأجيال.

كلمات دلالية