خبر النائبة جرار : الشعبية ستقاطع أي حكومة فلسطينية تأتي دون توافق وطني

الساعة 03:00 م|11 مايو 2009

قالت إن تشكيل حكومة في رام الله أو غزة يعني فشل الحوار

النائبة جرار : الشعبية ستقاطع أي حكومة فلسطينية تأتي دون توافق وطني 

فلسطين اليوم -غزة

دعت النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى ربط موضوع تشكيل الحكومة الفلسطينية بالحوار الشامل، رافضة أي محاولات لتشكيل حكومة فلسطينية في الضفة الغربية أو قطاع غزة، بعيدا عن الحوار الوطني الفلسطيني.

 

وقالت النائبة جرار في تصريحات خاصة "نحن نرى أن تشكيل الحكومة، يجب أن يرتبط أولا بموضوع الحوار، وبالتالي يجب أن نربط موضوع تشكيل الحكومة بالحوار الشامل، ولذلك نأمل أن يتم تشكيل حكومة توافق وطني، بانتهاء جولات الحوار، التي نأمل أيضا أن يتم لها النجاح في القريب العاجل. 

 

وأضافت النائبة جرار أن تشكيل حكومة في الضفة الغربية أو في غزة، سيعتبر على أنه إقرار بفشل الحوار، ونأمل أن لا نصل إلى هذه المرحلة، معربة عن أسفها لوجود نوايا لتوسيع الحكومة في الضفة الغربية، وتشكيل حكومة هناك، كما أنه في قطاع غزة، يوجد توسيعات وتشكيل في هذا الإطار.

 

وشددت جرار على ضرورة إنجاح الحوار، على اعتبار أن ذلك هو المدخل الصحيح لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيرة إلى أن الحكومة يجب أن تكون أحد مفرزات هذا الحوار، وليس كل مفرزات الحوار، مطالبة بأن ينتهي الحوار الوطني الشامل باستكمال كل القضايا، ومن بينها ملف حكومة التوافق الوطني، وتحديد المهمات التي ستناط بهذه الحكومة، ومنها الإشراف على إعادة إعمار غزة، والتحضير للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الوطن، ومنها أيضا إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد، للشعب الفلسطيني.

 

وأكدت جرار أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لن تشارك في أي حكومة، لا تكون حكومة توافق وطني أولا، ولن تشارك في أي حكومة تخضع لاشتراطات وبرامج سياسية تحترم الاتفاقيات أو تلتزم بها.

 

وأشارت إلى أن جولة الحوار التي وصفتها بالثنائية، التي ستجري بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد أيام في القاهرة لن تنجح في إخراج الحالة الفلسطينية الداخلية، من وضعها الداخلي الصعب، ولذلك نحن نطالب بأن يكون هذا الحوار وطنيا شاملا، ونطالب الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية، التي تقتضيها المسؤولية القيادية، التي يتطلبها واقع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض أولا وأخيرا وبشكل يومي متواصل لسياسات الاحتلال التصعيدية، سواء في القدس وتهويدها، والاستيطان واستمراره، والجدار والحصار، فكل هذه الممارسات تحتاج لأن يكون هناك قيادة فلسطينية موحدة، تمكن الشعب الفلسطيني، من تجاوز هذه الظروف، وأن يضع استراتيجيات تمكنه من تحرير نفسه، وتمكنه من مواجهة سياسات الاحتلال، وهذه مسؤولية جميع الأطراف الفلسطينية، وعليها أن تكون بمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، بشهدائه وجرحاه وأسراه.

 

ودعت النائبة الفلسطينية، إلى عدم ربط موضوع السلطة بموضوع الحوار، مشيرة إلى أن هذا هو المدخل الصحيح لنجاح الحوار، وقالت إذا ما تشبث كل طرف في سلطة هي جميعها تحت الاحتلال، فهذا من وجهة نظري سيعيق ممكنات التوصل لاتفاق وطني، يمكن الفلسطينيين جميعا من الخروج من الحالة الصعبة والانقسام، وإذا استمر الصراع على السلطة، بالشكل المؤسف الذي نراه، فهذا سيصعب من إمكانيات نجاح الحوار، وسيعزز حالة الانقسام وحالة الانفصال ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، جغرافيا وسياسيا.

 

وحذرت جرار من أن الشعب الفلسطيني، سيعيش نكبة جديدة، في حال لم فشل الحوار، لأن الشعب الفلسطيني يعيش أصعب ظروفه، ليس من خلال سياسات الاحتلال المتواصلة، والتشريد، والنكبة، وإنما من خلال أن الشعب الفلسطيني بقيادته الحالية، غير موحد، ولذلك يجب أن يكون هناك إلى جانب مواجهة تأثيرات استمرار النكبة والوفاء للاجئين ولحق العودة، أن يكون هناك وحدة وتمسك بحق العودة كحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني.

 

وأعربت جرار، عن رفضها لكافة الاشتراطات الخارجية، التي توضع على الشعب الفلسطيني، وقالت نحن طرحنا في جلسات الحوار أن لا تكون القضايا السياسية، هي قضايا الحكومة، وإنما القضايا السياسية تعالج في إطار منظمة التحرير، أو إجراء مراجعة سياسية لهذا الملف، وأن تناط مهام ثلاث رئيسية بالحكومة كما أسلفت وهي الإشراف على إعادة إعمار غزة، وتوحيد مؤسسات الوطن، في الضفة وغزة، والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية.

 

وأكدت جرار وجود اشتراطات في كل الوضع الفلسطيني، مشيرة إلى وجود اشتراطات خارجية من نوع أن هناك اتفاقيات مع إسرائيل يجب الالتزام بها، "وللأسف فقط من  الجانب الفلسطيني"، وفي المقابل هناك صمت دولي مطبق على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه على الأرض، وعدم تنفيذه للاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، ولقرارات الشرعية الدولية، ولذلك يجب علينا نحن الفلسطينيين، أن نوحد جهودنا، وأن نتمكن من تجاوز المرحلة الصعبة التي نعيشها، المتمثلة بازدياد العدوان من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة "حكومات الاحتلال"، وآخرها الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا، وأيضا مواجهة المجتمع الدولي، الذي يحاول أن يفرض دائما اشتراطات أمنية علينا، ويتعامل معنا من خلال مداخل أمنية للحل، بينما نحن نرى أن حل القضية الفلسطينية، والوضع الفلسطيني، يكون من خلال حل سياسي، وليس من خلال مداخل أمنية، فنحن شعب تحت الاحتلال، وعلينا أن نستمر في مقاومتنا، وأن يكون هناك دعم دولي لإنهاء هذا الاحتلال، كشرط من شروط تحرر الشعب الفلسطيني، الذي عانى من ويلات هذا الاحتلال، حسب تعبيرها.

 

واتهمت جرار المجتمع الدولي، بأنه يتعامل بمعايير مزدوجة، وهو منحاز بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، ولذلك مهمتنا وخطوتنا الأولى نحن  الفلسطينيين أن نتوحد، حتى نتمكن جميعا من أن نجتاز هذه المرحلة وأن نمنع كل التدخلات الخارجية، التي تحاول أن تتعامل مع الشعب الفلسطيني، ضمن اشتراطات وضمن التزامات، فنحن شعب محتل، ويجب أن يكون هناك مسؤولية دولية، في إطار اتفاقية جنيف الرابعة، تفضي بمساعدة الشعب الفلسطيني وتمكينه حتى ينهي الاحتلال، ويقرر مصيره، فهذا هو المطلوب من المجتمع الدولي، ولكن هذا وللأسف لم يحدث، لأن هذا المجتمع كما قلت يتعامل بمعايير مزدوجة، والسؤال كيف نواجه هذا الوضع؟ وطبعا نواجهه بوحدتنا وتلاحمنا الفلسطيني الداخلي، حسب قولها.

 

وأدانت جرار مواقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه الوضع الداخلي الفلسطيني وتدخلها، وفرض شروط على نتائج الحوار الفلسطيني، مشيرة إلى "أن هذه تكرار للشروط السابقة، التي أعاقت نجاح الحوار وهذا يؤكد أن تغيير الأشخاص في الإدارة الأمريكية، لا يعني تغيير السياسات، فسياسات أمريكا، منحازة بالكامل لإسرائيل، ولم تتغير في عهد إدارة أوباما، عن عهد إدارة بوش السابقة، وقد يتغير فقط شكل تطبيق هذه السياسة، ولكن يبقى هناك نظام وهناك سياسة واحدة، يرتبط بها معالجة الوضع، وبالتالي السياسة الأمريكية، للأسف هي سياسة منحازة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي"، حسب تعبيرها.