الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد المجاهدة هنادي جردات

الساعة 08:26 ص|04 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كانت جنين على موعد مع المجاهدة هنادي تيسير جرادات في 21 سبتمبر 1975م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي قدمت التضحيات، حيث ارتقى شقيقها المجاهد فادي جرادات شهيدًا، وأنهت عروس جنين تعليمها المدرسي، ثم التحقت بجامعة جرش بالأردن لدراسة تخصص الحقوق وتخرجت منها عام 1999م.

كانت هنادي تتمنى العيش في وطنها السليب وتحظى بأبسط حقوقها ولكنَّ الاحتلال أراد لها غير ذلك حين نفذ جريمة قتل شقيقها فادي وابن عمها صالح  أمام ناظريها في 12 يونيو عام 2003م، في مشهد بشع حيث منعت قوات الاحتلال إسعافهم حتى فاضت الأرواح إلى علياء المجد والخلود.

بتاريخ 4 أكتوبر من العام 2003م في صبيحة ذلك اليوم الأغر، أمضت هنادي العابدة الزاهدة ليلتها ما بين صيام وقيام ودعاء وابتهال وتضرع لله، عاكفة على كتاب الله حتى أنهت ختمتها كاملة مبتهلة منكسرة القلب داعية ربها أن يوفقها في مهمتها.

وانطلقت صباحًا نحو الهدف المرسوم والمخطط لها من إخوانها المجاهدين في سرايا القدس نحو "مطعم مكسيم" في مدينة حيفا المحتلة، واجتازت التحصينات الأمنية والحواجز التي واجتها واستطاعت دخول المكان المستهدف، وما هي إلا لحظات حتى دوى انفجار كبير هز الأرجاء.

خرجت من جنين الملحمة والأسطورة التي ظن الاحتلال أنه دمرها وقضى عليها وعلى مقاوميها، حيث صرعت 21 صهيونيًا على الفور وأصابت 50 آخرين في عملية معقدة وكان من بين القتلى قائد سلاح البحرية الصهيوني "زئيف ألمونج".

ساعات قليلة وصدر القول الفصل، سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تعلن مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية في مدينة حيفا وتزف ابنتها الاستشهادية المحامية هنادي تيسير جردات وشقيقة الشهيد فادي وابنة عم الشهيد صالح ورداً على اغتيال الشهداء القادة محمد سدر وذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة.

أصيب الاحتلال بعد العملية بحالة من الجنون والهستيريا فشن حملات مداهمة واعتقالات مكثفة للقضاء على بنية الجهاد الإسلامي في جنين، في محاولة يائسة منه للحد من العمل المقاوم، في الوقت الذي أعلنت فيه سرايا القدس أن جدار الفصل لن يمنع مجاهديها من الدخول إلى عمق الكيان وتلقيه مزيدًا من الدروس.

كلمات دلالية