رئيس تيار الفكر الشعبي في لبنان د.فرحات: حركة الجهاد فرضت معادلة توحيد ساحة المعركة كبداية عمل منظّم للمقاومة

الساعة 12:59 ص|03 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

أكد رئيس تيار الفكر الشعبي في لبنان، الدكتور فواز فرحات، أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي تُحيي في هذه الأيام ذكرى انطلاقتها الـ35 على تأسيسها، تأسست نتيجة لحوار فكري بناء، وتدافع سياسي حاشد في فترة أواخر السبعينيات من القرن العشرين للدفاع عن القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعالم الإسلامي، ودحر الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين كاملاً.

وقال د.فرحات، لـوكالة فلسطين اليوم الإخبارية، اليوم الأحد، إن "ما يميز حركة الجهاد التي تأسست على مجموعة من الطلبة الفلسطينيين في مقدمهم الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي، أنها تؤمن بفكرة (تحرير فلسطين من البحر إلى النهر) وإلى الدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه، وتعتمد على القرآن كمبدأ، والإسلام كحل، في مشروعها الجهادي المقدس ضد الاستعمار الصهيوني".

وأضاف أن الحركة تؤمن بالجهاد المسلح ضد العدو الإسرائيلي كسبيل وحيد لتحرير فلسطين، وتشدّد دومًا على أنها لا تؤمن باتفاقيات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، التي أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية في استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الذكرى الجهادية، تأتي في وقت تشهد فيه الساحات الفلسطينية اشتباكات ومعارك مسلحة متصاعدة ومتواصلة مع العدو لاسيما في جنين ونابلس بالضفة، وأنه لا شك بأن المنظومة الجهادية لا تتجزأ، مهما اختلفت أشكالها ومظاهرها ومسمياتها، وهي تشكل رافعة قوية لمعنويات المجاهدين، وزخماً إضافياً يشد من عضدهم، ويؤجج فيهم روح اليأس والحمية أكثر فأكثر.

وتنظم حركة الجهاد الإسلامي مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا إحياءً لذكرى انطلاقتها الـ35 يوم الخميس المقبل الموافق 6 أكتوبر 2022، في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بالتزامن مع تنظيم مهرجانات في كل من "بيروت، دمشق، وصنعاء" للتأكيد على وحدة الساحات.

فرض المعادلات

وبيّن الكاتب فرحات، أن حركة الجهاد لعبت دوراً بارزاً في فرض المعادلات مع الاحتلال من خلال جملة من الخطوات والمبادرات المباركة، ومنها استمرار الاتصالات مع القاهرة لاحتواء التوتر الحاصل نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي سواء أكان على قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة التي كان أخرها مسألة اعتقال قائدها بسام السعدي في جنين، قبل شهرين.

وذكر أن الحركة تفرض معادلة توحيد ساحة المعركة في غزة والضفة في بداية عمل منظّم لوقف اعتداءات جيش الاحتلال المتصاعدة ضد الأهالي والمواطنين، التي تسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى واعتقال وتدمير للمنازل.

وأشار إلى حالة القلق والارباك التي عاشه جيش الاحتلال عندما رفعت سرايا القدس استنفارها قبل البدء في معركة وحدة الساحات التي بدأت في 5-8-2022.

احداث القدس وفرص اندلاع انتفاضة ثالثة

وعن تزايد التوتر في مدينة القدس، يعتقد رئيس التيار الفكر الشعبي، فرحات، أنه وفقًا لقراءة المشهد السياسي الحالي فإن نسبة اندلاع انتفاضة ثالثة حقيقية يمكن استثمارها سياسيًا لحماية المسجد الأقصى من التوغل "الإسرائيلي" وإفشال مخططاته التهويدية، تبقى متدنية، في ظل استمرار مفاوضات السلطة في رام الله مع الاحتلال وحالة الانقسام الفلسطيني الذي بدا جليًا عام 2007.

وعزا، الكاتب اللبناني، الفرص المتدينة لاندلاع هذه الانتفاضة، الوضع العربي المضطرب الذي يلقي بظلاله سلبيًا على إمكانية انطلاقة انتفاضة فلسطينية ودعمها، لكن المؤكد أيضا أن كل ذلك لم ولن يمنع المقدسيين والفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، من الاستمرار في حراك يومي متعدد الأوجه مناهض للسياسات "الإسرائيلية" الرامية إلى تهويد الأقصى المبارك.

كما وأوضح، أن الحواضن الرئيسية لانطلاقة انتفاضة فلسطينية ثالثة، واستمرارها، واستثمارها سياسيا، تتثمل بتحقيق مصالحة فلسطينية، ورسم استراتيجية موحدة لمواجهة مخاطر التهويد القائمة، مع ضرورة عقد الجامعة العربية مؤتمرًا طارئًا لدعم الحراك الفلسطيني.

المطلوب لدعم الفلسطينيين

وعن دعم الفلسطينيين في مواجهة العدو، أوضح فرحات، أن المطلوب من الجميع بما فيها محور المقاومة الاستمرار بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين والعمل على دعمه على كافة المستويات في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والإنسانية والثقافية.

وأيضًا المساهمة في دعم صمود الفلسطينيين، على المستويين الإنمائي والإغاثي، وبحسب الكاتب، فإن هذا يتحقق من خلال  العمل على تكريس فكرة فلسطين موحدة في صد انتهاك الاحتلال المتصاعدة في جميع الساحات الفلسطينية، والعمل على تثبيت الحق الفلسطيني عبر القوانين الدولية، وتحميل الاحتلال مسؤوليات انتهاكاته.

وأضاف أنه يترتب فضح جرائم العدو المتواصلة بحق أطفال ونساء وشيوخ الفلسطينيين من خلال تخصيص حلقات وبرامج في وسائل الإعلام العربية، بالإضافة إلى العمل إلى إيصال الصوت الفلسطيني إلى كافة العالم لا سيما في أوقات عدوان جيش الاحتلال.

وأكد على ضرورة إنشاء جامعة الشعوب العربية على الصعيد الإقليمي، لداعم القضية الفلسطينية والتعبّير عن تطلعات الشعوب في التحرر ودولة المواطنة والعدالة، وضرورة إنشاء أممية إنسانية تدعم هذه القضية في العالم وتوقف الانتهاكات على الضفة والقدس وغزة، والعمل على محاسبة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية.

وشدّد على أنه يترتب استثمار الوعي المتفتح عند الجيل الجديد لشعوب الأمة العربية بما فيه من مصلحة للقضية، بعيداً عن انحياز المجتمع الدولي الرسمي وتآمره.

اتفاقيات التطبيع

ويرى المحاضر الأكاديمي، فرحات، أنه لا شك بأن اتفاقيات وسياسات التطبيع التي وقعت قبل عامين مع حكومة الاحتلال، تؤثر سلبًا على واقع القضية الفلسطينية وتسهم في خلخلة عوامل الاستقرار وحل ما يسمى بـ"الصراع العربي الإسرائيلي"، وتابع بالقول: إن "اتفاقيات التطبيع جاءت على وفق اختلال ميزان القوى والانحياز إلى الجانب الإسرائيلي وعدم الوقوف حيادا أمام القضية".

وأضاف أنها عمليات التسوية لم تفلح في حل القضية ووقف الانتهاكات الصهيونية، موضحًا أن "أي اعتراف فلسطيني أو عربي بيهودية الكيان الصهيوني، هو بمثابة إنهاء حتمي للقضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة".

 

كلمات دلالية