جنين تضع الضفة على صفيح ساخن.. فماذا تحمل الساعات المقبلة؟

الساعة 06:21 م|28 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

حالة من الغليان والتوتر الشديدين تشهدها قرى ومدن شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث تسجل تصاعد في المواجهات العسكرية المباشرة بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلية المقتحمة، كان آخرها وقوع اشتباك مسلح صباح اليوم الأربعاء، ارتقى خلالها 4 شهداء وأصيب المئات في مخيم جنين وسط اضرابات عارمة، فيما يعتقد محللون سياسيون، أن الساعات المقبلة ستشهد هذه المناطق مفاجئات على نقاط التماس مع قوات الجيش الإسرائيلي التي بدأت فعليًا بتعزيز مئات الجنود.

يأتي هذا التوتر، في وقت يطلق فيه جيش الاحتلال عبر وسائل الإعلام العبرية تهديدات بشن حملة عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة، في محاولة منه للسيطرة على الحالة الأمنية قبل فوات الأوان، بينما تعتبر كتائب المقاومة، هذه التهديدات "مجرد طلقات فارغة، لا معنى لها"، مؤكدةً استعدادها لصّد اعتداءات الاحتلال على المواطنين.

المحلل السياسي، جمال عمرو، يقول: إن "جيش الاحتلال أخذ الضوء الأخضر في تصعيد عمليات القتل والاقتحامات المتكررة لقرى ومدن شمال الضفة، في ظل غياب الدور الرسمي للسلطة في رام الله التي عززت من تنسيقها الأمني لمحاربة المقاومين".

ويضيف المحلل عمرو –لوكالة فلسطين اليوم الاخبارية- أن "الأوضاع في الضفة، تشهد حالة من الغليان التي تدفع وبحسب جميع المعطيات والوقائع إلى انطلاق انتفاضة جديدة يقارع بها الشعب الفلسطيني المحتل، لا سيما أن جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين آخذه في تزايد ملحوظ".

وبحسب المحلل عمرو، فإن القوات الإسرائيلية تستبق في توجيه ضربات قاصمة وسريعة ضد المقاومة، في محاولة منها منع تدهور الأوضاع الميدانية والعمل على ضبطتها خشية من اندلاع انتفاضة قد تمد على كافة الساحات الفلسطينية لا سيما في الضفة.

ويتابع عمرو: إن "الأوضاع الميدانية في مناطق شمال الضفة وتتركز في جنين ونابلس، تشهد أكثر خطورة فيما مضى على الصعيد الأمني في مزيد من التوغل بالدم الفلسطيني"، موضحًا أن جيش الاحتلال لا يعتري للحق الفلسطيني بتاتًا وهو يواصل تنفيذ مخططات أكثر عدوانية، بدعم من الحكومة في "تل أبيب" الهشة سياسيًا.

وتحاول سلطات الاحتلال الاستفادة من العمليات العسكرية في جنين ونابلس لأجندات سياسية لها، إذ أردف المحلل: أن "جيش الاحتلال يصعد في عملياته الأمنية والعسكرية مستخدمة كافة الوسائل والأدوات القتالية من أجل تصدير صورة الانتصار الذي يحاول قادة العدو استغلالها في الدعاية الانتخابية لانتخابات الكنيست الـ 25 المزعم تنفيذها في نوفمبر 2022".

وبشأن التهديدات "الإسرائيلية" في شن عمليات عسكرية واسعة في شمال الضفة، يقول عمرو: إن "هذه التهديدات التي تتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والقدس، لم ولن تضعف من عزيمة الأهالي والمقاومين في الدفاع عن أرضهم"، مشيرًا إلى أن التجارب التاريخية قد أثبتت فشل تلك التهديدات.

وبيّن أن المطلوب في صّد جرائم واعتداءات الاحتلال المتصاعدة على المواطنين، توحيد ورص الصفوف للفصائل الفلسطينية في تعزيز ودعم المقاومة والعمل على حمايتها من الاختراق والتشتت.

واقتحمت قوة عسكرية من جيش الاحتلال مكونة من مئات الجنود برفقة 60 آلية عسكرية مخيم جنين، في ساعات مبكرة من صباح اليوم، وحاصرت منزل يعود للمواطن فتحي حازم والد الاستشهادي رعد منفذ عملية "ديزنكوف" في نيسان الماضي، أدت لمقتل 3 مستوطنين.

وطلبت القوات المحاصرة، من سكان المنزل بتسليم أنفسهم، إلا أنها نفذت عملية إطلاق نار مباشر اعقبها اندلاع اشتباكات مع مقاومين.

وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت، صباح اليوم، ارتقاء أربعة شهداء وإصابة 44 مواطن عقب اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لمخيم جنين ومداهمة منزل الشهيد رعد حازم، حيث أعقبها وقوع اشتباكات عنيفة بين الاحتلال ومجاهدو سرايا القدس -كتيبة جنين.

وبحسب بيان الصحة، فإن الشهداء الأربع هم: محمد براهمة الملقب "بالواني" من بلدة عنزة و"عبد الرحمن خازم" شقيق الشهيد رعد حازم، وأحمد علاونة، ومحمد أبو ناعسة.

بيانات منفصلة للفصائل الفلسطينية، أدانت، الجريمة "الإسرائيلية" المرتكبة في مدينة جنين، التي أدت لاستشهاد 4 مواطنين وإصابة نحو 50 آخرين. وأكدت أن المعركة مع الاحتلال ستظل مفتوحة في كل ساحات الفعل النضالي.

واعتبرت الفصائل، أن ارتقاء الشهداء في جنين، يمثل وقوداً لتصاعد الفعل المقاوم وتأجيج الثورة على المحتل.

عدوان متصاعد

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، في مقالٍ له بعنوان (إلى متى، نريد موقفًا وقولاً)، أن سياسة الاحتلال في جنين باتت أكثر وضوحا في تنفيذ عدوان متواصل ومتصاعد ضد المخيم وأهله ومقاومته.

وأضاف الصواف، أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع في جنين سياسة عمل تكتيكي يغنيها بشكل مؤقت عن عملية واسعة ، حيث يسعى من خلالها القضاء على أكبر عدد من المقاومين، كما حدث في صباح هذا اليوم، وتابع في مقاله: إن "هذه السياسة يمهد من خلالها الاحتلال لعملية اجتياح كبيرة تهدد شمال الضفة، خاصة جنين".

وتساءل الكاتب بالقول: "ماذا نحن فاعلون كمواطنين ومقاومين أمام ما يخطط له الاحتلال؟ هل سيترك الاحتلال تنفيذ سياسته بالطريقة التي يريد أم سيكون للمقاومة تحديدا ردا أو موقفا واضحا لما سيكون عليه الحال؟".

وعن التوقعات للمرحلة القادمة، اعتقد المحلل السياسي عدنان الصباح، أن المرحلة القادمة ستحمل المزيد من التصعيد والإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً أنه حتى مطلع نوفمبر "المعركة ستكون مفتوحة على مصراعيها" وسيعمل رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد ووزير جيشه بيني غانتس استغلال كافة الأوراق لتقديم اعتمادهم لولاية جديدة لحكومة الاحتلال.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات متصاعدة في قرى ومدن الضفة، يتخللها إطلاق نار ومواجهات مسلحة تسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى، بينما يحذر محللون سياسيون ومراقبون، من أن الأوضاع الميدانية في الضفة قد تتطور باتجاه انتفاضة شعبية ومسلحة على امتداد المناطق كافة.

كلمات دلالية