خبر الأسير محمد براش .. أعمى ومبتور الساق وسجانوه يقيدونه لحظة الزيارة

الساعة 04:58 ص|11 مايو 2009

فلسطين اليوم : رام الله

لم تمنع حالة الأسير محمد براش من مخيم الأمعري، البالغة السوء، كونه فقد عينيه في انفجار قبل اعتقاله، وفقدانه لقدمه وسيره على قدم واحده، الإسرائيليين من تقييد يديه أثناء خروجه للزيارة في سجن نفحة، كما لم تمنع المعاملة القاسية من قبل السجانين.

ويتحدث شقيق الأسير رمزي براش والمعتقل معه في سجن نفحة والمحكوم بالسجن المؤبد، ليصف حالة شقيقه قائلا: "إن أخي لا يستطيع الحراك أو السير إلا بوجودي معه وتقديم المعونة له وغالبا ما يتكئ على عكاز، ولكن يستمر الإسرائيليين بتقييد يده وهو عاجز حتى عن رؤيتهم، ويمضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات و35 عاما".

ويعد الأسير براش مثالا قويا على تحدي المحتل وهو رغم إصابته البليغة لا يئن ولا يستكين للألم، وهو بحاجه لرعاية خاصة بعد مضي ما يزيد عن 6 سنوات في نفحة، وبعد تقدمه بطلب للإدارة من أجل نقله إلى سجن آخر قامت الإدارة بمعاقبته بتقييده خلال زيارة أهله الأخيرة له، فيما أخيه الأسير رمزي المرافق له ويعاني من انتشار الفطريات في أنحاء مختلفة منة جسده، وأن الإدارة تعطيه مرهم للجلد، وهو لا يناسب حالته الصحية.

وفي سياق آخر ومع اشتداد حملة التصعيد التي تشنها إدارة السجون الاحتلالية بحق المئات من الأسرى المرضى المحتجزين لديها خلف القضبان الحديدية يعيشون أبشع صور الحرمان والتنكيل أسوة بغيرهم دون أدنى مراعاة للإنسانية أدت إلى تفاقم معاناتهم.

ويقدر عدد الأسرى المرضى بالمئات يودعون يومهم ويستقبلون يوما آخر داخل السجون لا يتغير فيه سوى التاريخ، فالظروف بائسة وتبعث على القلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم جراء سياسة الإهمال الطبي التي باتت عنوان كل سجن إسرائيلي أو مركز توقيف يحتجز الفلسطينيين لحين إعداد لوائح اتهام طويلة تمتد لصفحات تماما كما تمتد الأحكام التي تصدر بحقهم لسنوات طويلة.

وحسب الإحصائيات الصادرة عن نادي الأسير فإن هناك أكثر من ألف أسير تتراكم في أجسادهم الأمراض والآلام جراء الإصابات التي تعرضوا لها أثناء اعتقالهم أو قبله موزعين على كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ينتظرون فرج الله أمام التعنت الإسرائيلي بالإفراج عنهم أو تطبيق المواثيق التي أقرتها الأعراف الدولية بضرورة تقديم العلاج لهم وإجراء العمليات الجراحية التي تحتاجها كل حالة.

وباتت حبة (الأكامول) التي يجيد أطباء السجون أو الممرضين صرفها هي روح الحياة تصرف لكافة الأمراض وتتراكم بأجساد الأسرى المرضى بحيث أصبحت عيادات السجن أو كما يسميها الأسرى عيادات (الأكامول) والتي تخلوا عن غيرها من سائر الأدوية في دولة وصل فيها التقدم الطبي والعلمي أعلى الدرجات.