خبر انفجار الصراعات اليهودية -العربية من جديد في مدينة عكا

الساعة 02:32 م|10 مايو 2009

فلسطين اليوم : وكالات

بعد ثمانية شهور من الهدوء النسبي، استؤنفت فجر أمس، الصراعات والصدامات اليهودية العربية في مدينة عكا، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، شمال إسرائيل. ووقع العديد من الجرحى في هذه الصدامات ونفذت حملة واسعة من الاعتقالات.

ووثقت آلات التصوير المنتشرة في شتى أنحاء المدينة، وقائع هذه الصدامات، ويستدل منها أن مجموعتين من الشباب، واحدة عربية وأخرى يهودية، تصادمتا بسبب علاقة عاطفية بين شاب عربي وشابة يهودية. وتحول الخلاف إلى صدام، انتهى بطرد الشبان اليهود من الحديقة التي لهوا فيها. وبعد حوالي الساعة، عاد الشبان اليهود ومعهم حوالي ثلاثين شابا يهوديا آخرين وراحوا يهتفون «الموت للعرب»، ويحملون الحجارة والعصي والسكاكين. وحاول الشبان العرب الهرب بسيارتهم، لكنها تعطلت فجأة، فهربوا عدوا، وانتقم الشبان اليهود من السيارة فحطموها. ثم انتقلوا إلى البيوت العربية لمواصلة الاعتداء. فتصدى لهم شبان عرب ووقع بينهم اشتباك.

وحضرت قوات كبيرة من الشرطة للفصل بين الطرفين. واعتقلت خمسة من اليهود وعربيين. ونقل عشرة مصابين بسيارات الإسعاف إلى العلاج. وقال قائد شرطة عكا إن آلات التصوير توضح الصورة وتبين بوضوح المعتدين من الطرفين، وإن شرطته قررت التعامل بحزم وصرامة مع الفرقاء لمنعهم من تعكير صفو الحياة في المدينة.

يذكر أن عكا شهدت صدامات كهذه في شهر رمضان المبارك الفائت، الذي تصادف مع يوم الصوم والحداد اليهودي (يوم الغفران).

ففي حينه اعتدى الشبان اليهود على مواطن عربي بحجة أنه أهان اليهود لأنه دخل بسيارته إلى حي يهودي خلال فترة الصيام. واستمرت الصدامات حينها طيلة أسبوع كامل.

وسادت أجواء توتر شديد، استغرق عدة شهور حتى هدأت. وسعى قادة المدينة من اليهود (الذين يشكلون أكثرية في هذه المدينة العربية العريقة) وقادة العرب إلى تهدئة الأوضاع وتجاوز المحنة. واعتقدوا أنهم نجحوا في مهمتهم وأعادوا للمدينة أجواء التعايش التي سادتها عشرات السنين. واتخذت الشرطة احتياطاتها لمنع انفجار صراعات كهذه في المستقبل.

ونصبت آلات تصوير بالفيديو في جميع أنحاء المدينة لرصد أية حركة. ولكن هذا كله لم يمنع الانفجار فجر أمس. وتوجه وجهاء العرب واليهود، كل على حدة، إلى الشرطة يطالبونها بالتعامل بحزم مع مسببي هذا الانفجار وإعادة الحياة إلى مجاريها في المدينة في أسرع وقت، وتقديم المسؤولين عن هذا الانفجار إلى محاكمات سريعة حتى يكونوا عبرة للآخرين.