بالصور معرض "مـا بعد".. منحوتات فنية بأيدي أطفال غزة..!!

الساعة 06:29 م|22 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

ما أن تطأ قَدماكَ معرض "مـــا بعد"، حتى يتجلى أمام عيناك منحوتات طينية صنعت بأيدي أطفال قرروا لفت نظر العالم إلى المواهب الغزّية المحاصرة منذ ما يزيد 15 عامًا ونيّف، ليخرجوا بمعرض فني متكامل الألوان يحمل في طياته رسائل وطنية وثقافية واجتماعية.

"مركز تجوال للثقافة والفنون" بخان يونس، تبنى تدريب نحو 15 طفلًا على إتقان فن النحت من خلال طينة الصلصال والجبس، في مبادرة ذاتية الدعم أطلقها فنانون فلسطينيون، لمساعدتهم في التفريغ النفسي والانفعالي، لا سيما بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير على غزة.

صلصال (12).jpg

 

اكتشاف المواهب

وبكل شغف وفرحة تمسك الطفلة سندس الدسوقي أداة نحت يدوية بيديها الصغيرتين، وتحاول الوصول إلى شكل المنحوتة التي اختارت نحتها، وتقول: "اكتشفت موهبتي بعد دعوتنا للمشاركة في الأنشطة التي يقيمها مركز تجوال، ووجدت ميول في مجال المنحوتات، ومن خلال تدريبنا من قبل مختصين وفنانين تمكنت من تطوير موهبتي شيئا فشيئًا".

 وتضيف الدسوقي، لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه برفقة الأطفال تدربوا في البداية على نحت الأشكال الهندسية، ومن ثم انتقلوا إلى نحت الحيوانات والفواكه، مشيرًا إلى أنها اختارت تشكيل القطة والفواكه واليقطين.

وعبّرت سندس عن حجم فرحتها عندما تلقت الدعم من مركز "تجوال"، الذي ساعدها في تعلم فن النحت، مستدركة: "نحن بحاجة لهذه المعارض الأطفال لأنها تشعرنا بحب الوطن والحياة وجمال الطبيعة".

صلصال (15).jpg

 

فرصة وتدريب

وبجانب الدسوقي، تُمسك الطفلة شام عمار (15 عامًا) الفرشاة المخصصة للنحت، وتقوم بإنهاء عملها في المنحوتات التي اختارت تشكيلها من مجسم كلب البحر وفاكهة "الإجاصلافتة أن اختيارها لنحت كلب البحر يوحي بالاستجمام بالبحر.

وتلفت عمار لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " اكتشفت موهبتي في النحت قبل 3 سنين وكانت مهارتي ضعيفة، وعندما أُتيحت الفرصة للتدرب في مركز تجوال، تطورت موهبتي بشكل ملحوظ".

ما بعد

الفنانة التشكيلة أحلام عبد العاطي، وإحدى القائمات على التدريب تقول، إن اسم "ما بعد" الذي أطلق على المعرض سمى بهذا الاسم، كونه الشرارة التي سينطلق بها المركز نحو المزيد من النجاحات والمعارض وتدريب الأطفال في مجال فن النحت والفنون الأخرى.

وتضيف عبد العاطي لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن معرض "ما بعد" هو بمثابة انطلاقة للأطفال المتدربين لدعمهم ودفعهم إلى الأمام وصقل مهاراتهم في مجال فن النحت، مشيرة إلى جنوب قطاع غزة يفتقد المؤسسات والمراكز الفنية لاحتضان مواهب الأطفال واكتشافهم، لذلك جاء هذا المعرض".

وتشير إلى أن الأعمال الفنية داخل المعرض هي أعمال نحت بالطين والجبس، لمجموعة من الأطفال الذين جرى تدريبهم على فن النحت داخل أروقة مركز تجوال، لتكون بذرة يُبنى عليها مبادرات مشابهة مستقبلًا.

وضمت زوايا المعرض منحوتات للفواكه والحيوانات ومنحوتات وطنية، منها، منحوتة إشارة النصر، والفراولة، والتفاح والأناناس، والذرة، واليقطين، والبندورة، الباذنجان، كما شملت على منحوتات للتمساح وكلب البحر والضفدعة والبطة، والقطة، والسمك. وفق عبد العاطي

صلصال (2).jpg

 

تحديات ومعيقات

وتفيد الفنانة عبد العاطي، أن تدريب الأطفال على فن النحت واجه عدة معيقات، أبرزها عدم وجود دعم مالي كافي لتمويل المشروع، لا سيما أنه يحتاج أدوات ومواد خاصة بالنحت، وصعوبة الحصول على مادة الصلصال وقلة الامكانيات.

وبجهود شخصية وذاتية تم توفير الدعم المالي، واستخدام أدوات بديلة من البيئة لتذليل العقبات أمام تدريب الأطفال، وصولًا إلى المناطق الحدودية شرق قطاع غزة للحصول على مادة الصلصال.

ووجهت الفنانة التشكيلية عبد العاطي، رسالة للجهات الحكومة والمختصة لدعم المؤسسات الفنية والثقافية، وتبنى مواهب الأطفال في فن النحت، لدورها في إحياء الحضارات والتراث وأهمية دمجها في الحاضر والمستقبل.

صلصال (23).jpg
صلصال (22).jpg
صلصال (21).jpg
صلصال (18).jpg
صلصال (19).jpg
صلصال (17).jpg
صلصال (16).jpg
صلصال (15).jpg
صلصال (14).jpg
صلصال (11).jpg
صلصال (9).jpg
صلصال (8).jpg
صلصال (5).jpg
صلصال (4).jpg
صلصال (1).jpg
 

 

كلمات دلالية