نفخ من نار في المسجد الأقصى..هل يضع المنطقة على صفيح ساخن ومواجهة شاملة؟

الساعة 04:46 م|22 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

فلسطين اليوم- فادي العمارين

"نفخ للبوق- ثياب كهنوتية بيضاء- محاكاة لطقوس القربان النباتية"، سلسلة من الانتهاكات الصهيونية المتطرفة تفصل باحات المسجد الأقصى المبارك عنها 4 أيام، والتي يعتزم المستوطنون المتطرفون تنفيذها بذريعة الأعياد اليهودية والتي ستبدأ في الـ25 من الشهر الجاري وحتي ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

الانتهاكات "الإسرائيلية" والتي سمحت حكومة الاحتلال بقيادة " يائير لابيد" بتنفيذها، ضاربة بعرض الحائط حساسية المسجد لدي المسلمين الأقصى ومكانته المقدسة بشكل عام ولدى الفلسطينيين بوجه خاص "خط الدفاع الأول" عنه، ينذر بحالة من الغضب في الشارع الفلسطيني، حذرت على أثر ذلك فصائل المقاومة من خطورة هذه الانتهاكات، معلنة جهوزيتها الكاملة للدفاع على المسجد الأقصى.

فلغة البارود والنار والتي زادت حدتها خلال هذه الفترة، على أثر الانتهاكات "الإسرائيلية"، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية جدية في رسائلها وتهديداتها للاحتلال، وتاركة ردة فعلها بطبيعية ومدى سلوك الاحتلال ومستوطنيه في باحات الأقصى، وفق محللين.

سلوك الاحتلال..؟

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، رأي أن ردة الفعل الفلسطيني المقاوم مرتبطة ارتباطاً كاملاً بسلوك وأسلوب الاحتلال "الإسرائيلي" العدواني ومدى تجاوزه على كافة الأصعدة سواء في القدس أو الضفة أو قطاع غزة والداخل المحتل وغيرها من المناطق الفلسطينية.

وبين عوكل في حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المقاومة الفلسطينية على مدار الصراع وطبيعته وخاصة بالحروب الأخيرة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، لم تكن المقاومة هي الجهة المبادرة إلا في معركة "سيف القدس" جراء التجاوز الفعلي لكافة القواعد والخطوط الحمراء، والتي توجه الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه بعدوان متواصل ومستمر ضد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة ومدن الضفة.

كما بين أن إمكانية وقوع مواجهة مقبلة مع الاحتلال والمقاومة، يحدده الاحتلال فاذا زاد من وسائله التصعيدية بالقدر الذي لا يمكن تحمله، فبكل تأكيد الوضع سيكون مرشح للانفجار في كافة المناطق والساحات الفلسطينية، وخاصة الضفة الفلسطينية التي يتوغل فيها الاحتلال ومستوطنيه بشكل وحشي وعدواني، لافتاً إلى طبيعية ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة يحدده الاحتلال "الإسرائيلي"، لأن رسائل المقاومة أنها جاهزة وتحركها مرتبط بفعل الاحتلال وسلوكه تجاه المسجد الأقصى.

ودعت ما تسمي "جماعات الهيكل" لاقتحامات متتالية للمسجد الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي تبدأ بعيد "رأس السنة"، ومن ثم عيد "الغفران" الموافق 5 -6 أكتوبر المقبل، و"عيد العرش" الذي يبدأ بتاريخ 10 -17 أكتوبر، تنفذ خلالها عملية نفخ البوق، وارتداء ثياب كهنوتية بيضاء، بالإضافة إلى محاكاة لطقوس القربان النباتية".

الضفة اولاً

بدوره، اتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف مع نظيره عوكل، في حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، فقد أكد أن ما يحدد طبيعية الأوضاع وخاصة في القدس هو سلوك الاحتلال، فإذا نفذ الاحتلال ما يخطط له من اقتحامات والصلوات ونفخ في البوق وغيرها دون اعتبار لرسائل الفلسطينيين على مختلف صنوفهم وتوجهاتهم، فالوضع سيكون مرشح للتصعيد في جميع الساحات الفلسطينية.

وبين الصواف أن الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره وخاصة لو تعرضت القدس لما يخطط له الاحتلال، وهو ما أكدته المقاومة في رسائلها للاحتلال عبر الأطراف الإقليمية والدولية بأن "إسرائيل" حال قامت بما تخطط له في القدس، ستجر المنطقة إلى مرحلة تصعيد خطيرة، وأنها على جهوزية للتحرك والدفاع على المسجد الأقصى حال توغل المستوطنين في باحات الأقصى.

 وتوقع أن المواجهة مع "الإسرائيلي" حال حدوثها ستكون الضفة محطتها الأولي لتشمل بعد ذلك كل الساحات الفلسطينية بما فيها قطاع غزة.

وقررت "إسرائيل" إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال 3 أعياد يهودية كبرى سيتم الاحتفال بها بين نهاية الأسبوع الحالي ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث يعتزم المستوطنون تنفيذ طقوسهم التلمودية في باحات الأقصى.

كلمات دلالية