يحاول الاحتلال مجددًا تنفيذ مخطط صهيوني في القدس المحتلة، وسط تحذيرات مقدسية بخطورة ما سيُقدم عليه، سيما نيته الاحتفال بأعياده داخل باحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية، ناهيك التواطؤ العربي والدولي مع الاحتلال وصمته عن جرائم الاحتلال والمؤامرات التي يحيكها لفرض السيادة "الإسرائيلية" وتغيير الأوضاع في القدس.
وقررت "إسرائيل" إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال 3 أعياد يهودية كبرى سيتم الاحتفال بها بين نهاية الأسبوع الحالي ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث يعتزم المستوطنون تنفيذ طقوسهم التلمودية في باحات القدس.
خطورة المخططات
عضو هيئة العمل الوطني في القدس أحمد الصفدي، أكد على خطورة مخططات الاحتلال خلال الأعياد اليهودية خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن المعركة في الوقت الحالي على أشدها، لا سيما مع اقتراب الانتخابات "الإسرائيلية".
وقال الصفدي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن هناك استهداف واضح للاحتلال للقدس المحتلة لإرضاء الحكومة اليمنية المتطرفة، ولإرضاء الناخب "الإسرائيلي" مع اقتراب الانتخابات "الإسرائيلية".
المعركة على أشدها
وأضاف: "المعركة الآن ضد الأقصى على أشدها، فالاحتلال مستعد لزيادة الاقتحامات لأهداف سياسية وأخرى وجودية، ويهدف تثبيت التقسيم الزماني والمكاني، متوقعًا اشتعال الأوضاع من جديد خلال الأيام المقبلة في الأقصى".
كما أكد عضو هيئة العمل الوطني في القدس، أن السبيل الوحيد لإفشال مخططات الاحتلال هو تصدي المقدسيين والرباط في باحات الأقصى من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية.
رأس الحربة
وشدد الصفدي: "المقدسيون هم رأس الحربة، وجاهزون على مدار الساعة للرد على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، كما سيتواجد أهالي القدس والمرابطين في الأقصى، خاصة بعد دعوات هيئة العمل الوطني والدعوات المقدسية والمرجعيات الدينية".
وحول ملاحقة واعتقال المرابطين، أشار إلى أن الاحتلال يعتقل المقدسيين بشكل يومي ويُصدر قرارات إبعاد بحقهم في محاولة، مبينًا أن التحدي الأكبر يتمثل في قدوم مرابطين جُدد واستقطاب أكبر عدد ممكن من كافة أنحاء فلسطين المحتلة، لإفشال مخططات الاحتلال.
ولفت أن دائرة الأوقاف الأردنية توظف عدد كبير من الحراس، والذين يتواجدون طوال الوقت لمتابعة شؤون القدس، فالمقدسيين يدركون أن الاحتلال يريد كسر شوكة المرابطين وتحييد أكبر عدد ممكن منهم، للاستفراد بالأقصى وتنفيذ مخططاته الصهيونية.
ودعا الصفدي، أهالي القدس والداخل المحتل والضفة لشد الرحال والقدوم إلى الأقصى والرباط فيه لإفشال مخططات الاحتلال.
أهداف سياسية
وحذّرت محافظة القدس، في وقت سابق اليوم، من خطورة تصعيد استهداف المسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى الأعياد اليهودية داخل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وقالت المحافظة في بيان صحفي: "إن إصرار "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال استثمار الأعياد اليهودية بالسماح باقتحامات غلاة المتطرفين المستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى، له أهداف سياسية للحملات الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية المتطرفة للحصول على مزيد من أصوات الناخبين المتطرفين، وذلك باستخدام أبناء شعبنا قرابين من أجل مكاسب انتخابية وأهداف سياسية.
فرض وقائع
وأضافت المحافظة في بيانها: " إن الاحتفال بهذه الأعياد داخل باحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية والسجود الملحمي والنفخ في البوق هي محاولات لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى.
وأكدت أن "مقدساتنا غير خاضعة لجس نبض مشاعر المسلمين والشارع المقدسي خاصة، وتعلم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جميعها أن شعبنا على استعداد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل حماية مقدساته والذود عنه وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وهو مستعد لأن يفديها بالنفس والمال والأرواح والأبدان من أجل ذلك".
وقالت المحافظة في بيانها "يحاول الاحتلال توظيف الأعياد اليهودية من أجل تبرير الاقتحامات، فيغلق جميع منافذ القدس مع محيطها العربي ويمنع دخول أبناء شعبنا لها، ويوفر الحماية الكاملة لغلاة المستوطنين لاستباحة المكان وأداء طقوسهم التلمودية متذرعاً بالمناسبات الدينية، لفرض وجود يهودي داخل المسجد الأقصى، وتحويله إلى صورة ذهنية قائمة وأمر واقع".
ودعت المجتمع الدولي إلى استغلال فرصة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية هذا الشهر للتعبير صراحة عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس، والضغط على "إسرائيل" كقوة قائمة بالاحتلال لوقف هذه الاقتحامات وكبح جماح غلاة المتطرفين المستوطنين الذين يدنسون حرمة البلاد والعباد.