د. الهندي: الضفة تشــهد أجواء مقاومة وتصعيد ولا أفق للمصالحة حالياً

الساعة 10:56 ص|21 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

اكد د. محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الاربعاء 21/9/2022 ان "الصراع يدور الآن على أرض الضفة، فيما غزة لا يريدها أحد" ، مشدداً على ان "الصراع الحقيقي يدور في قلب الضفة الغربية، والسيطرة عليها"، لافتاً إلى أنه "في الضفة اليوم نحو 800 ألف مستوطن، وهناك إحصائيات فلسطينية توصلهم إلى مليون".

واعتبر الهندي خلال تصريحات لصحيفة العربي الجديد في بيروت ان "الأوضاع في الضفة الغربية أجواء مقاومة، وهناك أجواء تصعيد، في مقابلها تشن "إسرائيل" ما تسمى بعمليات كاسر الأمواج".

ووصف هذه الأجواء بـ"دائرة التصعيد التي تغذي نفسها"، موضحاً أن "هناك شباباً فلسطينياً مؤطراً وغير مؤطر يقاوم دون اعتبار لسلطة أو غيرها، فيما ما تسمى بعملية كاسر الأمواج تتواصل بالاقتحامات والاعتقالات".

وبين ان المشهد الحالي في الضفة يمكن تلخيصه كالتالي، "عجز السلطة الفلسطينية، أوضاع إقليمية ودولية غير مواتية، شباب فلسطيني يقاوم، خاصة في نابلس وجنين، عملية كسر الأمواج".

خيارات الاحتلال

وطرح الدكتور الهندي عدة خيارات قد تبدو أقرب لسيناريوهات أمام الاحتلال في الضفة الغربية في ظل تصاعد المقاومة ، حيث قال ان الخيار الأول, هو استمرار الاعتقالات والاجتياحات لمناطق مصنفة (أ) تحت سيطرة السلطة بهدف إضعافها، وزعزعة الثقة بها، ما ينتج احتكاكاً بين أجهزة أمن السلطة والشباب الفلسطيني، إلا أن الأمور قد تتعقّد أكثر.

أما الخيار الثاني فهو اجتياح عسكري قصير وعنيف، محدود بمدة زمنية، لكسر قاعدة المقاومة في الضفة، إلا أن نتائج هذا الخيار مشكوك فيها لدى إسرائيل.

اما في الخيار الثالث، بحسب الهندي، فقد تكون هنالك حملة عسكرية ضخمة لاحتلال الأراضي في الضفة الغربية، تحديداً شمالها، وهذا يُنتج مخاطر ومعوقات، أبرزها التحام يومي بين الاحتلال والمقاومين، بالإضافة إلى مسؤولية خدماتية ومالية لحوالي ثلاثة ملايين فلسطيني.

وتوقع الهندي أمام هذه الخيارات وحرص الموقف الامريكي على أمن "إسرائيل" ومن خطر التدحرج إلى حافة اللاعودة، أن تقوم الإدارة الأميركية ومعها الأردن والإمارات بتقوية السلطة الفلسطينية عبر السلام الاقتصادي، إلى جانب التلويح بالعودة إلى المفاوضات.

ورجح الهندي في هذا السياق أن تزداد الضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لجهة تراجعه عن خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل أن يكون خطاباً ناعماً.

فيما توقع "فتح قنوات اتصال مع السلطة الفلسطينية، ونقل السيطرة في شمال الضفة الغربية إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بدل الاحتلال الإسرائيلي، يرافقه سلام اقتصادي تقوده الأردن والإمارات عبر مؤسسات السلطة، مقابل منع التصعيد وإحباط البنى التحتية للمقاومة".

ولفت في هذا الشأن إلى أن "ما حصل ليلة أمس الاثنين، في نابلس من مواجهات بين الأمن الفلسطيني والأهالي ما هو إلا سباق حركة الشارع والأجهزة الأمنية الفلسطينية".

لا أفق للمصالحة

وحول الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الداخلي ، أشار الهندي إلى أن وجود ترتيبات لعقد لقاء يجمع الفصائل الفلسطينية ستدعو له دولة الجزائر قريباً؛ لكنه بين أن "هناك جوانب متعدد لنجاح تلك الجهود من خلال التوافق على برنامج سياسي وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية؛ لكن وفق المعطيات وبعيداً عن التسويق، لا توجد أمور واضحة الآن لتجاوز مرحلة الانقسام".

الدور المصري لا بديل عنه

وأكد الدكتور الهندي ان "معركة وحدة الساحات لم تأت على خلفية اعتقال بسام السعدي في الضفة الغربية وتمديد اعتقال خليل عواودة، وإنما جاءت على خلفية اغتيال أحد أبرز قادة سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، تيسير الجعبري، بغارة إسرائيلية في غزة".

وعدّد الهندي أحداث المعركة، مؤكداً أن "الحركة تعرضت للغدر من قبل العدو الإسرائيلي، فبداية التصعيد كانت مع اعتقال السعدي، وتحديداً طريقة اعتقاله عبر السحل والضرب، إذ كان المطلوب كسر هيبة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية".

وكشف أن "الحركة بعد هذه الصورة المهينة لطريقة الاعتقال قامت بالتصعيد في الخطاب، وهنا تدخّل الوسيط المصري للتهدئة، وقبل ذلك بساعة أُبلغ المصريون بأن الأمر انتهى، وسيسمح بمقابلة السعدي ونشر صور له".

وأضاف أن "هذا ما بُلغنا به عبر الوسيط المصري، ليباغتنا الاحتلال بالقصف، وباغتيال أبرز القادة".

 

كلمات دلالية