لم يكسر تعنت الاحتلال "الإسرائيلي" وجبروته وعدوانه صمود المزارعين في قطاع غزة، خاصةً حين يعتدون على أراضيهم بالاستهداف وإطلاق النار، ويمنعونهم من تصدير منتجاتهم، كما فعلها مع مزارعي البطاطا الحلوة، فالأيدي الخيرة دائماً موجودة تقف تسندهم وتشد على أيديهم، وتحاول تعويض خسارتهم.
"فريق سناب غزة" كان الأسرع لنجدة مزارعين البطاطا الحلوة في قطاع غزة، الذين منعتهم "إسرائيل" من تصدير حصادهم من البطاطا الحلوة إلى الضفة الغربية المحتلة، فقرروا تعويض المزارعين بطريقتهم الخاصة.
وعلى مدار العام، تمنع "إسرائيل" المزارعين من تصدير منتجاتهم الزراعيّة من قطاع غزة إلى الضفة المحتلة، في سياسة عقابية تتبعها مع المواطنين في القطاع بشتى الطرق وعلى كافة السبل، فمنعت قبل ذلك تصدير الفراولة والبندورة.
تُنتج غزة نحو ألفيّ طن من البطاطا الحلوة سنويًا، يسوّق نصفها في القطاع والبقيّة في الضفة، لكنّ الاحتلال يمنع ذلك منذ بداية الموسم، الأمر الذي يُكبّدهم خسائر فادحة، فالدونم الواحد يكلّف المزارع نحو ثلاثة آلاف شيقل (الدولار:3.41)، لأنّ الأشتال يتم استيرادها عادةً، كما أنّ الأرض بحاجة لتعقيم وتسميد.
يحيى حلس مسؤول "فريق سناب غزة"، أوضح في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن فريقه قرر تعويض المزارعين بطريقته الخاصة، من خلال شراء كميات من البطاطا الحلوة وتوزيعها.
وجاءت فكرة توزيع البطاطا الحلوة على العائلات الفقيرة- وفقاً لحلس- من قرار الاحتلال "الإسرائيلي" منع تصديرها للخارج الأمر الذي يُكبد المزارعين خسائر كبيرة.
وأعرب حلس، عن أمله أن تسهم الفكرة في إنقاذ المنتج الفلسطيني والمزارعين بعد منع الاحتلال، وأن يوفقوا مع المزارع بشراء هذا الجزء البسيط من انتاج هذا الصنف لدى المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة .
وتوقع حلس، أن يتم شراء من اثنان إلى اثنان ونصف الطن من البطاطا الحلوة، حيث تهدف الحملة إلى الوقوف مع المزارع، فيما سيستفيد منها عامة الشعب وعددها قرابة 500 أسرة.
وأوضح حلس، أن الفريق طلب من المزارعين تحديد سعر الكيلو الواحد بدون تفصيل في السعر، حيث يحرص الفريق على الشراء المباشر من المزارعين.
وأشار حلس، إلى أهمية الوقوف مع أبناء شعبنا من قبل الجميع، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، لذا فالمطلوب وقفة جادة من أصحاب المبادرات والمؤسسات والجمعيات واللجان والدوائر والتنظيمات والحكومة.
ويبيع المزارعون محصول البطاطا الحلوة بسعر شيقل واحد للكيلوغرام إذا ما تم تصديره لسوق الضفة، لكنّ السعر للكمية ذاتها لن يتعدى نصف الشيقل إذا ما تم بيعه في السوق الغزي، ما يعني أن صندوقًا يزن 15 كيلوغرامًا لن يزيد سعره عن خمسة إلى ستة شواقل في أحسن الأحوال.
وعادةً يبدأ موسم حصاد البطاطا الحلوة في قطاع غزة مع بواكير آب/ أغسطس، ويستمر حتى كانون ثان/ يناير، ما دفع الفرا وغيره من المزارعين لمناشدة الجهات الحقوقيّة لممارسة ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي للسّماح بتصدير محصول البطاطا الحلوة، قبل انتهاء الموسم.
والبطاطا الحلوة من الأصناف المسموح إسرائيليًا بتصديرها من غزة، لكن المنع هذه المرّة يثير قلق المزارعين، حيث أن من شأن المنع المستمر منذ نحو شهر، أن يُكبّد المزارعين خسائر كبيرة.
وتزرع غزة نحو 600 دونم من البطاطا الحلوة، فيما يبلغ متوسّط إنتاج الدونم الواحد نحو ثلاثة أطنان ونصف من البطاطا الحلوة، أي بإنتاج إجمالي يقترب من ألفي طن، يسوّق نصفها عادة في الضفة الغربية المحتلة.