تبرير عدم استخدام "الطائرات المسيرة" خلال عمليات الضفة..فبركات تخفي ما خلفها..!

الساعة 05:27 م|18 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

فلسطين اليوم- فادي العمارين

بعد إعلانه إدخالها الخدمة في عملياته العسكرية التي يواصل تنفيذها صباحاً مساءً في مدن الضفة الغربية المحتلة وتحديداً في شمالها "جنين ونابلس"، يزعم جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أن سلاح الطائرات  بدون طيار " المسير"  بات  سلاحاً يصعب استخدامه أثناء عملياته العسكرية لأسباب عدة أفصح عنها جهاز الشاباك "الإسرائيلي"، أبرزها مخاوفه من التداعيات الدولية لاستخدمه، بالإضافة للكثافة السكنية في المدن الفلسطينية والتواجد الكبير للمستوطنات "الإسرائيلية".

المزاعم "الإسرائيلية" المعلنة، عن عجز جيش الاحتلال استخدام "الطيران المسير" حملت في طياتها، أسباب أخرى تفند مزاعمه في صعوبة إدخاله لقائمة الأسلحة المستخدمة في عملياته العسكرية سواء كانت في مدينة جنين أو نابلس منبع المواجهة الحالية أو غيرها من المدن الفلسطينية، بعيداً عن مخاوفه من التواجد "الإسرائيلي" ورد الفعل الدولي تجاه كون هذا السلاح  من الأسلحة الأكثر دقة ونسبة الخطأ فيه ضعيفة.

وفي بداية شهر سبتمبر 9 الحالي، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أنه استخدم "الطائرات المسيرة" في الضفة الغربية للمرة الأولى خلال عملياته العسكرية في مدينة نابلس لكن دون تنفيذها لأي مهمة، ليأتي تقرير "الشاباك الإسرائيلي"، بمزاعم صعوبة استخدامها منافياً للواقع والإصرار "الإسرائيلي" خاصة لدى قادة جيش الاحتلال في الضفة بضرورة تفعيل سلاح "الطائرات المسيرة" لمواجهة الظاهرة المقاومة في الضفة والتي توسعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية والحالية.

الأسباب الرئيسية..!

الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" أحمد عبد الرحمن، قلل في حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، من

الأسباب والمزاعم "الإسرائيلية" المعلنة عن وجود جيش الاحتلال صعوبة في استخدام سلاح "الطائرات المسيرة" خلال عملياته العسكرية في الضفة المحتلة والتي علله بالمخاوف من الرد الدولي والكثافة السكنية للمدن الفلسطينية والتواجد "الإسرائيلي" المتمثل في المستوطنات.

وأكد عبد الرحمن، أن المبررات "الإسرائيلية" تأتي في إطار التعمية على الأسباب الرئيسية وتداعياته المحتملة على عموم الضفة الفلسطينية المحتلة وبل والمنطقة ككل، كون هذا السلاح هو من الأسلحة التي تتميز بدقة عالية في إصابة الهدف، ونسبة الفشل والخطأ فيها لا تذكر بالنسبة لغيره، لذلك يعتبره الاحتلال سلاح  تنفيذ عمليات الاغتيال والمهام الخاصة التي تنتهي بنتائج كارثية بخلاف غيره من الأسلحة.

وبين أن المشكلة الأساسية التي تخشاها "إسرائيل" جراء استخدام "الطيران المسير" هو تدهور الحالة الأمنية في الضفة ودخولها في موجة كبيرة من المواجهة تصل لاندلاع انتفاضة شعبية مسلحة جديدة في عموم الضفة الغربية من شمالها حتى جنوبها، يصعب فيها فرض السيطرة، نظراً لأن المساحة الجغرافية للضفة تختلف عن غزة، والضفة فيها مستوطنات وتجمعات استيطانية كبيرة يتواجد فيها مستوطنون وسكان "إسرائيليون" وقوات للجيش، وهذا ما أكده رئيس جهاز الشاباك "الإسرائيلي" أكثر من مرة في اللقاءات والجلسات الخاصة.

كما بين الكاتب عبد الرحمن، أن الخشية "الإسرائيلية" من تدهور الأوضاع الأمنية جراء سلاح "الطائرات المسيرة" نابعة كون هذا السلاح نتائج استخدامه معروفة ومتوقعة، فحتمية فشله في إصابة الهدف ضعيفة الأمر الذي يؤدي لمجازر وارتقاء شهداء وإصابات على أثرها تشتعل الجبهة الفلسطينية عضباً وتصاعداً في التصدي للمجازر "الإسرائيلي" بحقه، خاصة وأن الفلسطيني على مدار الصراع لم يرفع يوماً الراية ولم يعرف في تاريخه الخضوع والخوف للاحتلال.

ونشرت القناة الـ12 العبرية، صباح اليوم الأحد 18/9/2022م، تقريراً تؤكد فيها أن جهاز "الشاباك" لم يتحمس لفكرة استخدام الطائرات المسيرة بالضفة، خوفاً من الردود الدولية بالإضافة إلى أن الواقع في الضفة بالغ التعقيد ولا يسمح باستخدام واسع لهذه الطائرات نظراً للكثافة السكانية للمدن هناك كـ"نابلس وجنين"، فضلاً عن أن مناطق الضفة تضم الكثير من المستوطنين الأمر الذي يحول عملية استخدام طائرات لا ترى سوى من زاوية علوية إلى وسيلة خطرة وقد تكون نتائجها عكسية.

ولفت إلى أن المبرر "الإسرائيلي" في صعوبة استخدام "المسير" نظراً للكثافة السكنية وتواجد المستوطنين غير حقيقة وغير منطقية، كون سلاح المسيرات دقيقاً جداً ويستطيع الاحتلال  التميز بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" أثناء تنفيذ مهام من خلال الطيران المسير" للامتيازات التي يملكها "الإسرائيلي" المتواجد في  مناطق الضفة  من شبكة الاتصالات والسيارات وغيرها من الأدوات، وما يدلل ذلك مجزرة مقبرة الفالوجا في جباليا والواقعة ضمن منطقة سكنية كثيفة والتي راح ضحيتها أطفال أثناء عدوانه على قطاع غزة في أغسطس الماضي 2022م

ورأى المختص في الشأن "الإسرائيلي، أن المبرر في استخدام الطائرات المسيرة في الضفة المحتلة، سيُجابه بردود دولية شديدة بسبب انعدام مبررات استخدامها الذي يرتبط بالكثير من انتهاكات حقوق الإنسان، ليس منطقيا وواهياً ، خاصة وأن "إسرائيل" على مدار تاريخها لا تقيم للمجتمع الدولي وزنا وحتى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ضربت بها عرض الحائط ولا تخشاها، لافتاً إلى المزاعم والمبررات من صعوبة استخدام "المسير" هدفه إيصال رسالة للمستوطنين أن هناك أسباباً تمنع اتخاذ مثلما هكذا قرار "تفعيل الطائرات المسيرة".

كما لفت إلى أن اختصاص المستوطنين برسالة التقرير من الشاباك، كون إعلان وتلويح جيش الاحتلال إدخال الطائرات المسيرة وربما استخدام الطيران المروحي جاء لامتصاص غضب المستوطنين في فترة العمليات الفدائية التي شهدتها مدن الاحتلال المركزية كـ" تل أبيب-  والنقب- حيفا" بعد 21 مارس حتى 6 من مايو 2022، والتي قتل فيها عشرات المستوطنين، فضلاً عن ذلك قرب "إسرائيل" من انتخابات في نوفمبر تريد بها "إسرائيل" ضمان هدوء الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" وبقاء تماسكه.

ساعة الصفر..!

وبشأن الوقت الذي سيجبر فيه الاحتلال استخدام سلاح " المسير"، أوضح الكاتب عبد الرحمن، أن قرار تفعيل واستخدام جيش الاحتلال السلاح، سيكون مرتبطاً في طبيعية الحالة الأمنية في الضفة، فعندما يشعر بأنه  فقد السيطرة على  مواجهة موجة عمليات المقاومة من خلال "الحملة الجراحية" التي ينفذها في الوقت الحالي ضد التشكيلات العسكرية للمقاومة سواء في جنين أو نابلس وغيرها من مدن الضفة وأبرزها عمليات سريعة لقواته الخاصة وتوغل لبعض المدن وحملات اعتقال، والتي متوقع خروجها عن السيطرة "الأوضاع"، ستجبر الاحتلال على استخدام السلاح وربما إدخال سلاح المروحيات والدبابات على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002م.

وبين أن كل الأسباب تم ذكرها سواء لمبررات عدم استخدام السلاح أو استخدامه، تبقى في وضع المجهول، إذا قابلها ضوء أخضر أمريكي يتيح للاحتلال وجيشه استخدام السلاح لمواجهة  كتائب المقاومة الفلسطينية المنتشرة في الضفة، والتي صعدت من عملياتها خلال الفترة الماضية، معتقداً أن الأمور في ستخرج عن سيطرة الاحتلال وأن دعوته للسلطة بالسيطرة ستفشل، لأن الاحتلال يقتل ويعتقل ويدمر وعليه أن يتحمل نتائج ذلك

كلمات دلالية