حصص الرياضة والرسم في غزة خارج نطاق الاهتمام.. إن وجدت فهي للنظافة..!

الساعة 04:32 م|15 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

تلعب الحصص اللامنهجية دورًا أساسيًا في تنفيذ مهمة التعليم بمدراس قطاع غزة، لا سيما أنهم الفئة الأحوج لتلقي حصص الرياضة والرسم كمواد أساسية، لأهميتها في تخفيف الآثار النفسية للحروب التي تشنها "إسرائيل" من جهة، والأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعايشها أهالي الطلبة من جهة أخرى.

ورغم أهمية حصص الرياضة والرسم، إلا أنه في بعض مدارس الاونروا بغزة، تستخدم هذه الحصص على اعتبار أنها وقت لتنظيف الفصول وساحة المدرسة، ناهيك يتم تحويلها لحصص بديلة لمواد أخرى.

مواد أخرى..!

رئيس المجلس المركزي لأولياء الأمور غرب خان يونس، حسام الأعرج، أكد أن مدارس الأونروا تتفاوت فيها نسبة الاهتمام بالرياضة والرسم من مدرسة لأخرى، مشيرًا إلى أنه يتم استغلال بعض الحصص اللامنهجية لصالح مواد منهجية أخرى.

وأوضح الأعرج لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حصص الرياضة والرسم تتعرض لإهمال واضح في مدارس الأونروا، مشيرًا إلى أنها قضية قديمة جديدة وما تزال تطفو على السطح.

وقال: " خلال بحثي على الأمر وسؤال بعض الطلبة، وجدت أن هناك مدارس تابعة للأونروا تعطي حصة واحدة للرياضة وأخرى لحصة الرسم"، مشيرًا إلى أن مجلس أولياء الأمور طرح هذه المشكلة على طاولة مدير عمليات الاونروا خلال الاجتماعات الدورية.

وأضاف: "إدارة الاونروا تتبع سياسة معينة، لما تتعرض له من تجفيف منابع التمويل، ما ينعكس على القطاع التعليمي، فتلجأ إلى ظلم حصص الرياضة والرسم على حساب المواد الأخرى"

ودعا الأعرج لإفراد مساحة مناسبة لحصص الرسم والرياضة في المدارس، لما لها من آثر بالغ على الصحة الذهنية والبدنية للطلبة في مدارس قطاع غزة.

تنشئة وتغذية

الباحث التربوي أحمد فرينة، أكد على أهمية حصة التربية الرياضية وحصة الرسم، خاصة وأن التربية الفنية تدخل في تنشئة الطالب على القيم الجمالية وتجعله أقرب للوجدان السوي عبر اهتمامه بالنظافة، وتغذي وتثري مخيلته، وأيضاً تساعد الأخصائي النفسي بمفهومها الحديث عبر الرسوم والتعابير الفنية المختلفة إلى تشخيص حالة الطفل والتأكد من صحته النفسية في حال حاجته إلى للتدخل والعلاج.

وقال فرينة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن "الدراسات الحديثة أكدت على قيمة وأهمية وجود التربية الفنية في التنشئة منذ الصغر لبناء الشخصية وإثراء الوعي بالقيم الجمالية والذوق في حين غيابها سيعمل العكس فلا يجب أن يعتذر طفل عن تمزيقه للوحة فنية دام هو أصلاً تربى وهو غير مدرك لقيمتها الجمالية، ولا يجب أن نلومه على عدم اهتمامه بمظهره، ولا حتى سلوكه العنيف لأنه لم يتعرض لتجربة تربوية كافية لتشكيله وتنشئته تنشئة صحية وسليمة".

أهمية الرياضة في التعليم

وحول أهمية حصة الرياضة للطالب، أضاف أنها تلعب دوراً هاما في تنشيط كامل أعضاء الجسم والذهن مجتمعين، مبينًا أن الأنشطة الخاصة بحصة الرياضة ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل تدخل في تركيب شخصية الطفل المتعلم وبنيته.

ودعا الباحث التربوي، الاعلام الفلسطيني إلى تسليط الضوء على أهمية حصص الرياضة والرسم في مدارس قطاع غزة، ولفت انتباه الأهالي إضافة إلى التركيز على التبعات النفسية لتهميش حصص الفنون والرياضة من خطة المؤسسة التعليمية كمشكلة وخطأ تربوي كبير، وجعلها ذات دور ثانوي مجردة الأولوية والأهمية.

إعادة النظر

ودعا فرينة، وزارة التربية والتعليم  لتكون في مقام الأمين والمسئول على مستقبل الجيل في احتواء القضية وعلاجها، بإعادة النظر في الخطط الوزارية الموضوعة لمختلف المراحل، مبينًا أن جعل حصص التربية الفنية والتربية الرياضية حصص هامشية، يعد استثناء للقيم وتجاهل لاحتياجات الطلبة المعنوية والنفسية.

وحاول "مراسل وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، التواصل مع رئيس برنامج التربية والتعليم في وكالة الغوث بغزة فريد أبو عاذرة للحصول على تعقيب بشأن ذلك، ولكن كافة المحاولات باءت بالفشل.

ويرى مختصون تربويون أن حرمان الطلاب من حصص الرياضة والفن يحوّل الإنجاز العملي إلى أداء واجب غير مرض بالنسبة لهم، ولا يختلف كثيراً عن عملهم بشكل إجباري، نظراً لافتقاد التنوع بأساليب التعلم، وعدم توفير مساحة تفريغ لطاقات الطلاب بالرياضة أو الفن أو الأنشطة الأخرى.

كلمات دلالية