مقاومة الضفة أفشلت خطة "كاسر الأمواج"...فهل يلــجأ الاحتلال لـشن "السور الواقي 2"؟

الساعة 04:42 م|14 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

فلسطين اليوم- فادي العمارين

في خطوة متدحرجة باتت عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة؛ تأخذ منحى تصاعديا، فمن إطلاق النار حتى تفجير العبوات وليس انتهاءً بنصب الكمائن، عمليات جسدتها المقاومة بكافة تشكيلاتها العسكرية خلال الأسابيع الماضية أثناء مواجهتها لقوات الاحتلال  التي لا سياسية لها غير القتل والبطش والاعتقالات الجماعية بحق أبناء شعبنا.

العمليات الفدائية والتي تنوعت أساليب وخطط تنفيذها، لم يعد اقتصارها فقط على الخلايا والتشكيلات العاملة تحت إطار تنظيمي بل زادت من انتشارها لتضم شرائح  جديدة من المجتمع الفلسطيني، كانت ترفض هذه العمليات وتحاول محاربتها وتجريم كل من يروج لها، وعملية حاجز الجلمة صباح اليوم تؤكد ذلك.

واستشهد صباح اليوم الأربعاء 14/9/2022م، الشابين أحمد أيمن عابد (23 عاماً)، وعبد الرحمن هاني عابد (22 عاماً) من بلدة كفر دان غرب جنين، بعد تنفيذهما لكمين واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال قرب حاجز الجلمة أسفر عن مقتل ضابط "إسرائيلي" وإصابة آخرين،  ويعملان ضمن الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، بين خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،

أن تصاعد العمليات الفدائية في الضفة المحتلة، يأتي في سياق تصاعد العمل المقاوم في الضفة وانتشاره، وتحوله من العمل العسكري الظاهر والمحصور فقط في العمل التنظيمي إلى ظاهرة شعبية تمتد على كافة المستويات وتدخل قطاعات شعبية جديدة للعمل المقاوم، معلنة رفضها المطلق لفكرة التعايش مع الاحتلال والذهاب إلى فكرة مقاومته مرة أخرى خاصة وأن هذه الأرض لا يمكن لنا التعايش فيها مع الاحتلال ومستوطنيه.

وأوضح الكاتب لافي، أن تصاعد العمليات يؤكد فشل أهداف عملية كاسر الأمواج الذي ظن بها الاحتلال أنه قادر على استنزاف المقاومة بشكل تدريجي ودائم دون اللجوء إلى عملية واسعة على غرار عملية السور الواقي عام 2002م،  وهو ما أكده الاحتلال بفشله في العملية، بمحاولته إدخال خيارات جديدة من شأنها المساعدة في تحقيق أهداف العملية التي قوبلت بصمود وإرادة فلسطينية مقاومة.

والاثنين الماضي، كشف جيش الاحتلال النقاب عن استخدامه للطائرات المسيرة بدون طيار كانت محملة بالصواريخ، إلا أنها لم تشن هجمات في سلسلة من النشاطات العسكرية نفذها مؤخراً في مدينتي نابلس وجنين في الضفة الفلسطينية المحتلة، أكثر المدن توتراً ومواجهة مع الاحتلال لوجود التشكيلات العسكرية التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمعروفة بـ" كتيبة جنين وكتيبة نابلس".

كما أوضح أن المقاومة الفلسطينية النامية في الضفة لها كثيرة من الروافد  الشعبية والحاضنات الشعبية التي ترفض بالكثير من عوامل الصمود ولذلك حجم الاستنزاف التي يقابله روافد شعبية كثيرة جعل المقاومة تنتشر وتصمد وتتوسع، وهذه الفكرة أسقطت وعملت على فشل عملية كاسر الأمواج التي تعتمد الاستنزاف الدائم للمقاومة الفلسطينية.

ولفت المحلل السياسي حسن لافي إلى أن، عملية حاجز الجملة التي وقعت صباح اليوم الأربعاء، تشير إلى أن هناك تحولات حقيقية  لدى أفراد وعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأن العديد منهم بات على قناعة أن "التنسيق الأمني" هو عبارة عن فعل خارج الإطار الوطني الفلسطيني ويجب تجريمه وهو ما يولد لديهم دافع الانخراط للعمل المقاوم، وما يؤكد ذلك أن العمليات الفدائية التي يشارك فيها أبناء الأجهزة الأمنية ارتفعت بشكل ملحوظ في الضفة وهو ما يؤكد أن من يقف مع "التنسيق الأمني" من قيادة السلطة سيكون خارج الإجماع الوطني والكل الوطني الفلسطيني وسيتم تجريمه

وفي مارس 2022، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" البدء بعملية عسكرية حملت عنوان "كاسر الأمواج" هدفها مواجهة حالة التوتر القائمة في مدن الضفة الفلسطينية والمحتلة والعمليات الفدائية التي وقعت في المدن "الإسرائيلية" الكبرى والرئيسية كـ"تل أبيب" وغيرها من المدن" أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والإصابات في صفوف قوات الجيش ومستوطنيه.

خيارات الاحتلال..!

وفيما يتعلق بخيارات الاحتلال المتاحة أمام تصاعد عمليات المقاومة، رأى الكاتب لافي أن الاحتلال وجيشه سيعملان على زيادة خيار عملية "كاسر الأمواج" بوتيرة كبيرة أكثر من السابق وإدخال بعض التحسينات والأنواع من الأسلحة الجديدة في العملية مثل الطائرات المسيرة المحملة بالصواريخ وكإشارة إلى البدء في زيادة عمليات الاغتيال وتنفيذ المجازر ضد الفلسطينيين وبأقل تكلفة في الخسائر البشرية والمادية لجيش الاحتلال.

وأوضح أن من الخيارات المتاحة أمام الاحتلال هو زيادة الضغط على السلطة وممارسات الضغوطات لإعادة تقوية منظومة "التنسيق الأمني" وإعادة تفعيلها كما كانت سابقاً قبل تصاعد ظاهرة عمليات المقاومة المسلحة، لافتاً إلى أن هذا الخيار أصبح يواجه صعوبة في تنفيذه من قبل المتحكمين في السلطة، خاصة مع التغيير في توجهات قادة حركة فتح الميدانية في شمال الضفة المطالبة بتجريم " التنسيق الأمني" وانخراط أبناء الأجهزة الأمنية في العمل المقاومة ضد الاحتلال

وأشار المحلل السياسي لافي إلى أن من بين الخيارات أمام الاحتلال, هو الذهاب لعملية واسعة على غرار السور الواقي، وهو خيار صعب وسيكون محفوف بالكثير من المخاطر للاحتلال سواء على مستوى الخسائر البشرية أو حتى مستوى الحالة الأمنية في الأقليم خاصة وأن توترات شديدة يعيشها مع حزب الله على أثر "حقل كاريش".

"بالإضافة لذلك الضغوط التي ستوجهها "إسرائيل" من قبل المجتمع الدولي كون هذه العملية يعنى تنفيذها إلغاء السلطة الفلسطينية التي يعتبرها المجتمع الدولي؛ العنوان والممثل للشعب الفلسطيني، الذي سيرفض العملية التي ستكون نهاية مطافها إنهاء السلطة الفلسطينية"، وفق الكاتب لافي.

وفي عام 2002، قام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بأمر من رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "أرئيل شارون" في تنفيذ عملية عسكرية أطلق عليها اسم " السور الواقي" باجتياح واحتلال مدن الضفة الغربية بعد العملية الاستشهادية التي نفذها "عبد الباسط عودة" في فندق "بارك"  البطولية في قلب مدينة "نتانيا" المحتلة قتل وأصيب بها العشرات من "الإسرائيليين" تزامنًا مع ما يسمى عيد الفصح اليهودي، هدفها عملية " السور الواقي" القضاء نهائيًا على الانتفاضة الفلسطينية الثانية انطلقت العملية في 29 مارس 2002 وانتهت في 10 مايو 2002، وحشدت لها "إسرائيل" ما يقارب 30 ألف جندي.
 

كلمات دلالية