تقرير عندما خرجت الروح من جسد أم بشار تايه..!

فلسطين اليوم

بحرقة ودموع كانت تنظر لركام منزلها المهدم، قلبها يتألم ولا يقوى على الحزن أكثر، لسانها عجز عن الكلام، لكن كل ما تشعر به أن روحها تخرج منها، فبيدها أُجبرت على هدم منزلها ذاتياً، في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، بضغط من بلدية الاحتلال في القدس.

المقدسية أم بشار أبو تايه، اضطرت لهدم منزلها الواقع في حي بطن الهوى ببلدة سلوان أن تهدم منزلها ذاتياً، بعد ملاحقة لأكثر من عشر سنوات كان ينغص فيها الاحتلال على حياة أبو تايه ليجبره على ترك المنزل.

الأرملة أبو تايه، لم تقوى على الملاحقة أكثر، فالضغط وأساليب الاحتلال التعسفية أكبر منها، فشرعت بهدم منزلها، بيدها وكان الأمر أشبه بالروح التي تخرج من الجسد، ولكن بلدية الاحتلال أخطرتها بهدم منزلها ذاتياً بحجة "البناء دون ترخيص" وأنه يقع في "منطقة خضراء"، وإلا ستضطر لدفع تكاليف الهدم الباهظة.

يأوي منزل أبو تايه أطفالها الأربعة الأيتام، التي كانت تعيش فيه منذ أكثر من 20 عاماً، حاولت فيها العائلة أن تصدر ترخيصاً لمنزلها المبني أصلاً، ولكن دون جدوى، وذلك بذريعة وقوع المنزل ضمن "منطقة خضراء".

وبعد السكن في المنزل بعامين بدأت الملاحقات لهم وتوالت قرارات الهدم، وحاولت ترخيصه من خلال طواقم هندسية، كما تمكنت من تأجيل الهدم من خلال طواقم المحامين، حتى صدر الأسبوع الماضي قرار الهدم النهائي.

تقول أبو تايه: "شعرت أن روحي تخرج مني، فهو بيتي المتواضع الذي يأويني وأطفالي الأيتام، لا يوجد مكان آخر يأوينا، لكنه جبروت الاحتلال وغطرسته وظلمه، فهو يسعى لطردنا منذ سنوات طويلة."

وتضيف:" سأبقى صامدة من أجل أطفالي، لا مفر من ذلك، حياتنا كلها فداء للوطن، ولكن البيت غالي كالنفس والروح، لكني اضطريت لهدمه لأني لا أستطيع تكاليف الهدم والضريبة، لافتةً إلى أن قيمة تكاليف الهدم تقدر ب80 ألف شيكل."

وتصف شعورها بالصعب، والقاسي والذي لا تتمناه لأحد، لتضيف أن ابنها يرفض الخروج من المكان ويتواجد في المكان منذ هدمه.

وتصنف بلدية الاحتلال مناطق واسعة من سلوان كـ "مناطق خضراء" يمنع البناء فيها، على الرغم من وجود أحياء مقدسية فيها متواجدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لشرق القدس في العام 1967.

وتصاعدت خلال الأشهر الأخيرة عمليات الهدم الذاتي، بقرارات وملاحقات من بلدية الاحتلال.