خبير في شؤون التعليم: قرار الوزارة بمنع الترويج للدروس الخاصة جاء متأخراً لكنه ضروري

الساعة 07:47 م|12 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم- غزة

ظهرت في الأيام الماضية العديد من الإعلانات التي نشرها معلمون عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، يروجون فيها لمراكز الدروس الخصوصية التابعة لهم، و ذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، و ذلك ما أثار انتقادات واسعة من قبل الأهالي، و دفع وزارة التربية و التعليم لإصدار تعميماً يمنع المدرسين بالترويج للدروس الخصوصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

و أصدرت وزارة التربية والتعليم اليوم الأحد 11/9/2022، تعميماً لجميع مدرسي الدروس الخصوصية ، حيث قالت إن الوزارة لاحظت بعض المعلمين يروجون للدروس الخصوصية عبر صفحاتهم الشخصية على الفيس الأمر الذي يخالف أنظمة الوزارة وتعليماتها.

وعممت الوزارة على جميع المعلمين عدم استخدام صفحاتهم الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للدروس الخصوصية بأي شكل من الأشكال، مع ضرورة حذف أي إشارة ترويجية تمت خلال الفترة السابقة.

قرار وزارة التربية و التعليم لاقى ترحيباً من قبل الكثير من المواطنين الذين أكدوا بأن الدروس الخصوصية تثقل كاهل أولياء الأمور في كل عام، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، و يلقي بظلاله على مختلف مناحي الحياة في القطاع المحاصر منذ 2006.

المواطنة "أم مروان" 42 عاماً تقول: "إن الدروس الخاصة مرهقة مالياً، وتعد عبئاً على ميزانية الأسرة، و لكن هناك الكثير من أولياء الأمور لا يستطيعون التغاضي عنها؛ نظراً لصعوبة المناهج الدراسية، و عدم حصولهم على المعلومات الكافية عنها من بعض المعلمين".

و أكدت في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إن هناك بعض المدرسين من ذوي الكفاءة المنخفضة يتولون تعليم مواد دراسية تحتاج كثيراً من التركيز و التدريب، كاللغة الإنجليزية و الرياضيات على سبيل المثال، فيلجأ الطالب و ذويه الى معلمين الدروس الخاصة لتعويض هذا النقص.

بدوره حمل المواطن أبو خليل، وزارة التربية و التعليم المسؤولية عن انتشار مراكز الدروس الخاصة، مشيراً الى أن تلك المراكز أصبحت تنتشر في الأحياء السكنية و في البيوت بشكل كبير و عشوائي.

و لفت الى أن صعوبة المناهج و عدم تطوير كادر تعليمي متدرب جيداً و لديه من الخبرة ما يكفي لإيصال المعلومات للطلبة، جعل أولياء الأمور يتجهون الى مراكز الدروس الخاصة، مما ساعد و شجع على انتشارها.

أما المواطنة الهام، 34 عاماً فرأت أن انتشار المراكز الخصوصية، و التي يكون أصحابها من المعلمين الموظفين في وزارة التربية و التعليم سببه الطمع، و استغلال حاجة الطلاب من قبل هؤلاء المعلمين، الذين لا يقومون بواجبهم الوظيفي على أكمل وجه، لدفع هؤلاء الطلبة للحضور الى مراكزهم الخاصة.

و حول قرار الوزارة الأخير تحدث الخبير في شؤون التعليم، محمد الحطاب لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قائلاً: " اعتقد ان الوزارة اصابت في الا تصبح القصة ظاهرة علنية على الاقل مع انها ظاهرة خفيفة".

و لفت الحطاب الى أن ما قامت به الوزارة بهذا الشأن هدفه الحد من التنافس الذي بدأ يطفو على السطح لدرجة ان بعض المدرسين ينشر صورته في زيارته للطالبة المتفوقة او الطالب المتفوق على انه سبب تفوقه.

و تساءل الحطاب قائلاً: "لماذا لا يفهم اربعون طالب الدرس في المدرسة بينما يفهم عشرات الطلبة في المركز او في قاعة الاحتفالات التي يعقد بها الدرس.. هل الخلل في عقل الطالب ام في الاداء ما بين الصف وقاعة الحصص الخصوصية".

و أضاف يقول: " اصبحت الدروس متلازمة لطالب توجيهي سواء كان متفوق او متوسط او ضعيف مع انه قديما كان يلجأ اليها البعض لتوضيح بعض النقاط اما الآن فقد اصبحت اساس لدى طالب التوجيهي".

 و قال الحطاب: "مهما فعلت الوزارة من اجراءات فقد سبق السيف العدل وانتشرت النار في الهشيم ولكن على كل الاحوال ان تبدأ الان افضل من التغافل عما يحدث".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية