محللون: عملية الأغوار كشفت هشاشة الأمن "الإسرائيلي" أمام تطور أداء المقاومة الفلسطينية

الساعة 03:46 م|07 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

شكلت عملية البقيعة في الأغوار الشمالية القريبة من غور الأردن، الاحد الماضي، ضربة أمنية جديدة للمنظومة الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمام إرادة المقاومين الفلسطينيين الصلبة الذين يواصلون تطوير أدائهم في مقاومة المحتل والتصدي لجرائمه المتصاعدة ضد المواطنين في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

عملية غور الأردن، جاءت في وقت يهدد فيه قادة جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات واسعة في الضفة في معركة "كسر العظام"، لتأتي العملية البطولية التي أصيب فيها سبعة جنود من لواء غولاني بينهم حالات خطرة لتؤكد أن تلك التهديدات لم تضعف مسيرة وأداء المقاومة رغم فارق الإمكانات.

المختص في الشأن الصهيوني معتصم سمارة، قال، إن عملية إطلاق النار تأتي في سياق رد الفعل الطبيعي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، موضحًا أن موقع العملية كان غير متوقع لدو الاحتلال، مشيرًا إلى أنها منطقة غير مأهولة بالسكان.

وأضاف أن العملية الذي شارك فيها ثلاثة فلسطينيين نفذت بحرفية عالية وهو ما جعل الاحتلال في قلق وحالة من الارتباك.

وتابع سمارة: "جيل المقاومة الجديد أربك المنظومة الأمنية الصهيونية لأنه جيل غير منظم ويقوم بأعمال فردية من تلقاء نفسه".

عملية جريئة

من جهته، المختص في الشأن الصهيوني عزام أبو العدس: إنه "يعتبر مكان عملية إطلاق النار يعتبر ضربة أمنية للاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن عملية غور الأردن كانت جريئة، واستخدم فيها المنفذان أسلوبين، الأول إطلاق النار والثاني إلقاء الزجاجات الحارقة على الحافلة.

وأضاف أبو العدس، أن المقاومة باتت تمتد أفقياً ورأسياً في الضفة الغربية، وتستهدف حالة استقرار المستوطنين في أراضي الضفة، مما يعني ضرب المشروع الصهيوني في العمق، مشيرًا إلى أن الاحتلال كلما أراد أن يقتحم مدينة أو قرية أو بلدة يواجه مقاومة شرسة.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، قال إن "عملية إطلاق النار في الأغوار تدل على تطور مهم في العمل النضالي في الضفة، والمقاومة في الضفة الغربية دخلت مرحلة جديدة وفي تطور".

وأشار إلى أن كل الأوضاع في الضفة الغربية ذاهبة باتجاه التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأصيب 7 من جنود لواء غولاني في عملية إطلاق النار على حافلة كانت تقل هؤلاء الجنود قرب غور الأردن، منهم إصابتان بحالة خطرة.

وفرضت قوات الاحتلال، عقب وقوع العملية، طوقاً عسكرياً في منطقة سهل البقيعة على شارع 90 قرب غور الأردن، كما قررت رفعت حالة التأهب في جميع أنحاء فلسطين المحتلة.

وشهدت المنطقة تحليقا مكثفا لطيران الاحتلال في سماء عاطوف وسهل البقيعة، فيما اندلعت في وقت لاحق مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في الجهة الشرقية من البلدة.

أما المحلل السياسي جمعة التايه، يعتقد أن عملية غور الأردن، قد شكلت "ضربة أمنية قوية وفشل جديد للمنظومة الأمنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي".

ويقول التايه –لـوكالة فلسطين اليوم الإخبارية- إن "العملية الفدائية في الأغوار التي أسفرت عن إصابة سبعة جنود بجروح متفاوتة، تأتي في سياق العمليات البطولية التي ينفذها المقاومون والآخذة بالتزايد في جميع مناطق الضفة ضد جيش الاحتلال الذي يتوغل يوميا بالدم الفلسطيني ويمارس بحقهم أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات".

ويضيف أن المقاومين نجحوا في تنفيذ هذه العملية، رغم الإجراءات الأمنية "الإسرائيلية" المشدّدة في مناطق الضفة والأغوار كافة.

ويتابع: إن "خيار المقاومة فتح أمام الشعب الفلسطيني الذي يعيش واقع بائس نتيجة المفاوضات، مقاومة جيش الاحتلال على كافة نقاط التماس والحواجز الأمنية وأحيانًا داخل المستوطنات"، مشيرًا إلى أن معنويات المقاومة والمقاومين عالية.

تصاعد عمليات المقاومة

من ناحيته، قال المحلل السياسي، سري سمور، إن "عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية أثبتت أن هذا الجيل الفلسطيني الجديد، مستمر وماضٍ على نفس النهج، كما ويسعى لتطوير وسائل المقاومة بشتى السبل".

وأضاف المحلل، سمور، أن المقاومة في الضفة تتصاعد في ظل الواقع الفلسطيني الصعب والسيطرة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" المدعومة بالتكنولوجيا المتقدمة، وهو نابع من إصرار المقاومين في مقارعة المحتل والتصدي له.

وتتواصل أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة عالية خلال العام الجاري، فقد نفذ المقاومون نحو 7216 عملاً مقاوماً منذ بداية 2022، من بينها 413 عملية إطلاق نار بطولية.

كلمات دلالية