أحد أبطال نفق الحرية

"يعقوب قادري": سأبحث عن حريتي مرات ومرات

الساعة 10:38 ص|05 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

بعد عام من تحرير نفسه وخمسة آخرين، وإعادة اعتقالهم تمكنت عائلة الأسير يعقوب القادري من زيارته في عزل سجن عسقلان، حيث نقل قبل شهر لتكون هذه الزيارة  هي الأولى للعائلة التي حرمت من زيارته بسب الإجراءات العقابية التي فرضت على يعقوب بعد عملية نفق الحرية في السادس من أيلول/ سبتمبر 2021 وإعادة اعتقاله بعد خمسة أيام.

وقع هذه الزيارة كانت صعبة على يعقوب وأشقائه، بكى الجميع لأكثر من نصف وقت الزيارة، على والدتهم التي توفيت قبل ثلاثة أشهر ولم تستطع العائلة إبلاغ يعقوب فعلم من خلال خبر على إذاعة الخليل المحلية يصله بثها في زنزانته وهو المحروم من المحطات الفلسطينية والعربية.

يقول شقيقه محمد ل “فلسطين اليوم":

 الاحتلال حاول فرض عقوبات قاسية على يعقوب ورفاقه لاستعادة صورته بعد تمكنهم من كسر المنظومة الأمنية للاحتلال من خلال نجاحهم بالهروب.

وما يقلق العائلة أكثر اكتشاف مرض يعقوب وإصابته بورم في الغدة الدرقية، وسط خشيتها باستغلال مرضه للانتقام منه أكثر ومساومته على العلاج.

عن مرض يعقوب الحالي يقول محمد: إنه كان يشعر بتعب وآلام في الرقبة ودوخة قبل تحرره من النفق، ولكن مع سياسية الإهمال الطبي التي كانت تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال لم يتم تقديم العلاج له أو إجراء الفحوصات اللازمة له، وكل ما كان يقدم له هو المسكنات.

ومع الإجراءات التي فرضت عليه والعزل الدائم تفاقمت حالته الصحية بات يعاني من تشنجات تستمر 24 ساعة متواصلة مما استدعى إجراء صورة طبقية له قبل أربعة أشهر، فتبين أنه يعاني من تضخم الغدة الدرقية عشرة أضعاف عن الوضع الطبيعي، واحتمال عالي لوجود ورم في الغدة.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يماطل الاحتلال في إجراء "خزعة" لتشخيص نهائي لحالته وتقديم العلاج اللازم له، رغم تدخل منظمات صحية وحقوقية للضغط على إدارة السجون لإجراء هذه الخزعة.

ويحمل محمد مسؤولية تفاقم حالته الصحية إلى الاعتداءات الدائمة عليه من قبل أمن مصلحة السجون " الشاباص" حيث تعرض للضرب أكثر من مرة.

ليس فقط الإهمال الطبي ما يعاني منه يعقوب حاليا، فحسب ما نقله المحامي لعائلته فإن مصلحة السجون تقتحم غرفة العزل الانفرادي بشكل يومي وتقوم بالتفتيش هذا بالإضافة إلى نقلهم بشكل دائم كل ثلاثة أشهر، وحرمانهم من التواصل مع العائلة أو وجود كهربائيات في العزل.

ولم تكن عائلة يعقوب بعيدة عن هذه العقوبات، فقد اقتحم منزل أشقائه في  بلدة بير الباشا جنوب جنين أكثر من مرة أخرها في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الفائت حيث داهمت قوة عسكرية منزل أشقائه محمد وعلي وقاموا بتخريبه وتحطيم الأثاث بالكامل واعتقاله ل 24 ساعة دون تقديم أي تهمة، في حين قاموا بالاعتداء بالضرب على علي – شقيق يعقوب الأكبر- بالضرب وكسر أحد أضلاعه وشوه وجهه بالكامل.

يقول محمد:" اقتحام منازل العائلة فقط للانتقام من يعقوب والعائلة واستمرار لمسلسل التنكيل".

واعتقل قادري (50 عاما) في العام 2003 حُكم بعدها بالسجن المؤبد مرتين، إضافة إلى 35 عاماً بعد اتهامه بالمشاركة في تنفيذ عمليات مقاومة ضد أهداف احتلالية مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

خلال هذا الاعتقال وخلال احتجازه في سجن شطة 2014 برفقة الأسير محمود العارضة، حاولا الهروب من خلال حفر نفق أيضا، ولكن هذه المحاولة تم كشفها قبل تمكنهم من الهرب، فتم تحويله إلى العزل الانفرادي لعامين.

ولكن هذا لم يكن اعتقال قادري الأول، فقد اعتقل لأول مرة وعمره لم يتجاوز 15 عاما.

ورغم ما تعرض له قادري من تنكيل وتعذيب بعد إعادة اعتقاله مع محمود العارضة في 10 أيلول/ سبتمبر 2021 من مدينة الناصرة، إلا أنه وصف أيام تحرره بأنها الأجمل في حياته، وقال لمحاميته:" أجمل 5 أيام في حياتي. رؤية فلسطين لن أنساها بالمرة هو حلم وتحقق"، مضيفا: "أكلت التين والبوملي والبرتقال الأخضر. رأيت أطفالا بجانب أهاليهم لأول مرة منذ 22 عاما..  قبلتهم واحتضنتهم".

قادري كان من القوة والصلابة بعد اعتقاله ومعنويات عالية تجلت في رسالته عبر محاميته والتي قال فيها:" طالما بقيت على قيد الحياة سأبحث عن حريتي مرات ومرات".

كلمات دلالية