الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد حسام جردات

الساعة 08:24 ص|30 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: كانت بلدة السيلة الحارثية في جنين على موعد مع فارسها حسام لطفي جردات "أبو إسلام" في 7 أغسطس 1962م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين، ربته على حب الجهاد والمقاومة، حيث كان الأبن البكر لعائلته، وكان السند لها بعد وفاة والده، فتحمل المسؤولية منذ صغر سنه.

في صفوف الجهاد: بدأ فارسنا حسام مشواره الجهادي منذ الصغر، فبدأ نشاطاته خلال انتفاضة الحجارة عام 1987م، والمشاركة في فعاليات الانتفاضة، والمواجهات مع قوات الاحتلال، والتصدي لقطعان مستوطنيه، وعلى إثر ذلك تعرض للاعتقال عدة مرات.

مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، بدأ عمله الجهادي في صفوف سرايا القدس، وكان من أبرز قادة السرايا في مخيم جنين،  الذي شهد على بطولاته، فكان الفارس الشجاع الذي لم يتوانِ للحظة في الدفاع عن المخيم، والتصدي لاقتحامات قوات الاحتلال.

أتقن فارسنا حسام صناعة العبوات الناسفة، التي كان يزرعها ويفجرها في آليات الاحتلال التي تقتحم مخيم جنين، مما دفع قوات الاحتلال إلى وضعه على قائمة المطلوبين لديها، فلم يكد يمضي يومًا دون مداهمة لمنزله في محاولة لاعتقاله أو اغتياله.

وقد كان لفارسنا حسام، بصماته في معركة الدفاع عن مخيم جنين عام 2002م، برفقة إخوانه المجاهدين وعلى رأسهم الشهيد القائد محمود طوالبة، فقد أبلى بلاءً حسنًا في ساحة المواجهة خلال المعركة، ولم تشأ الأقدار بأن ينال حلمه في الشهادة كما تمنى في تلك المعركة.

عقب نشاطه البارز في العمل العسكري، تعرض لعدة محاولات اغتيال باءت بالفشل والتي كان آخرها قبل استشهاده بشهر ونصف، حينما استهدفت طائرات الاحتلال المنزل الذي كان متوجهًا إليه قبل وصوله بلحظات، ما أدى لارتقاء اثنين من مساعديه ونجاته من الاغتيال.

شهيدًا على طريق القدس: بعد رحلة جهادية حافلة بمقارعة الاحتلال، وبعد الحلم الذي طالما تمناه كان الموعد مع الرحيل، ففي مساء 23 أغسطس / آب من العام 2006م، تمكنت وحدة صهيونية خاصة من نصب كمين له في مخيم جنين، حيث أطلقت تجاهه النار من سلاح كاتم للصوت فأصيب على إثرها بجروح خطيرة، فتم نقله للأردن لتلقي العلاج، حيث ارتقى بتاريخ 30 أغسطس 2006م، متأثرًا بجراحه الخطيرة، وقد أعاق الاحتلال وصول جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه لـ 5 أيام.

وبتاريخ 3 سبتمبر وصل الشهيد القائد حسام إلى مسقط رأسه في مخيم جنين، لتخرج الجماهير الحاشدة في موكب جنائزي مهيب في تشييع القائد حسام، وبمشاركة مجاهدي سرايا القدس الذين حملوه على الأكتاف متوعدين بالرد والسير على نهجه.

 

 

 

 

كلمات دلالية