تقرير فقراء غزة يستقبلون العام الدراسي الجديد بجيوب خاوية

الساعة 10:08 م|28 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- غزة

يبدأ غداً الاثنين الموافق 29 أغسطس 2022 العام الدراسي الجديد، وذلك وفق ما أعلنت وزارة التربية والتعليم، لكن على ما يبدو سيكون موسم الاستعداد للمدارس كالسنوات السابقة حيث الإمكانيات الضعيفة للآلاف من الأسر المستورة في قطاع غزة، و التي أرهقها الفقر و البطالة، بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ 17 عاماً.

و تشتكي العديد من العائلات الغزية من عدم تمكنها من الاستعداد للعودة للمدارس، من خلال شراء ما يلزم أبنائهم من مستلزمات و قرطاسية، بسبب سوء الحالة الاقتصادية التي يعيشونها.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية رصدت العديد من الحالات التي لجأت الى المؤسسات الخيرية لطلب المساعدة في شراء و توفير مستلزمات المدرسة من ملابس و قرطاسية، و غيرها، حيث عبر العديد من هؤلاء المواطنين عن حزنهم لعدم تمكنهم من توفير احتياجات أبنائهم للعودة للمدارس كغيرهم من زملائهم.

المواطن "أحمد"، و هو أب لأربعة أبناء في المدارس، جاء الى أحد المؤسسات الخيرية في قطاع غزة طالباً مد يد العون له، لشراء زي مدرسي لأبنائه، مشيراً الى أنه عاطل عن العمل و غير قادر على توفير قوت يوم أبناءه أو توفير ما يلزمهم للذهاب الى المدارس.

و في حديث لمراسلتنا، أوضح أحمد أنه يتلقى كفالة مالية كل ثلاثة أشهر من المؤسسة الخيرية، تعينه على مصروف ابناءه لبضعة أيام، و لكن توقفت تلك الكفالة منذ فترة، و لذلك لم يستطع توفير احتياجات ابناءه للمدرسة.

بدورها قالت الأربعينية أم عبد الله إنها تعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، والدهم مريض، و لها من الأبناء أربعة طلاب في المدارس، لكنها لم تذهب لتشتري مستلزمات المدرسة لهذا العام، كما هو الحال في العام الماضي، مشيرة الى أنها تعتمد على مخصصات الشؤون الاجتماعية في إعالة أسرتها، بالإضافة الى ما يقدمه لهم أهل الخير و المؤسسات الخيرية.

و طالبت أم عبد الله الحكومة الفلسطينية بالإسراع بصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، حتى يتمكن المستفيدون منها من توفير احتياجات أبنائهم مع بدء العام الدراسي الجديد.

و بينت بأنها اضطرت لإعادة إصلاح ملابس و حقائب أبنائها القديمة، حتى يمكنهم الذهاب بها الى المدرسة، لكنها أشارت الى أن احتياجات اسرتها تتجاوز الزي المدرسي و القرطاسية، حيث تعاني العائلة من ظروف معيشية صعبة، و لا تتمكن من تحصيل الطعام في معظم الأيام.

بدورها أوضحت هيام عايش، أم لخمسة أبناء أنها لا تستطيع إرضاء رغبات أبنائها، الذين ينظرون الى ما يشتريه اقرانهم في الصف من ملابس و قرطاسية، مبينة أنها لن تشتري الزي المدرسي لأبنائها، بل ستكتفي بإصلاح ما لديهم من الأعوام الماضية، وستجلب فقط القرطاسية العادية.
وتتابع عايش قائلة: يعمل زوجي في مؤسسة خاصة، و يحصل على راتب قدره 800 شيكل أي ما يعادل 250 دولار، لكن هذا المبلغ لا يكفي احتياجات المنزل  ونعتمد على بعض المعونات من المؤسسات الخيرية، لتغطية نفقات العائلة.

المحلل الاقتصادي أحمد أبو قمر أشار الى أنه رغم حالة التحسن في أسواق القطاع في موسم المدارس، إلا أن هناك الكثير من العائلات لم تتمكن من التزود بما يحتاجه أبنائهم لبدء العام الدراسي الجديد، بسبب سوء الوضع الاقتصادي الذي ما زال يسيطر على قطاع غزة.

و أوضح أبو قمر في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأن عزوف الكثير من المواطنين عن شراء لوازم المدارس سببه عدم صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، و ازدياد معدلات الفقر و البطالة، و ما زالت في ارتفاع مع استمرار الحصار الإسرائيلي، و عدم وجود فرص عمل في القطاع.

و أشار المحلل الاقتصادي الى ارتفاع الأسعار على مختلف السلع، و من بينها لوازم المدارس هذا العام، ما شكل عائقاً أمام العائلات محدودة الدخل لشراء احتياجاتهم.

و لفت الى أن ارتفاع الأسعار على الزي المدرسي سببه فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من الخارج، و ذلك ما تسبب بوجود أكثر من 90٪ من البضائع خصوصا من قطاع الملبوسات هي صناعة محلية، و هي الأخرى طرأ عليها ارتفاع في الأسعار، و هذا ما أدى لعزوف الكثيرين عن شراء تلك البضائع.

 

 

 

 

كلمات دلالية