التنظيمات القيادية في السجون… كيف تشكلت وماذا يعني حلّها؟

الساعة 11:42 ص|28 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

اعتبارًا من اليوم الأحد (28 آب/أغسطس 2022) يدخل الأسرى في سجون الاحتلال مرحلة "حل التنظيم"، كخطوة تمرّد على السجان وقراراته كمرحلة أخيرة قبل الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي تم تحديد موعده من قبل لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة في الأول من أيلول/سبتمبر القادم، ومشاركة ألف أسير تنضم إليها أفواج جديدة تباعا.

ينخرط نحو 4550 أسيرا في كافة سجون الاحتلال في هذه الخطوات النضالية لمواجهة هجمة إدارة السجون على منجزاتهم وحقوقهم، بعد تراجعها عن تفاهمات سابقة بوقف العقوبات منذ حادثة هروب أسرى "نفق الحرية" قبل عام، ووقف النقل التعسفي من سجن لآخر.

فماذا يعني حل الهيئات الإدارية وكيف نشأت في السجون؟

مع بدايات الحركة الأسيرة - فترة بداية السبعينيات- بدأ تنظيم الهيئات التنظيمية للأحزاب، امتدادا للفصائل التي بدأت بالتشكيل في الخارج، فكانت امتداداً لها، فمن جهة وحدت الأسرى تحت مظلة هذه الأحزاب، ومن جهة شكلت تنظيمات موحدة أمام إدارة السجون.

وبحسب الأسير المحرر عصمت منصور- قضى 20 عاما في السجون- فإن هذه التنظيمات أصبحت "العمود الفقري للحركة الأسيرة في السجون"، والتي تطورت مع الوقت وزيادة أعداد الأسرى في السجون، لتصبح تنظيمات قيادية لها لوائحها الداخلية التي تتناسب مع الحياة داخل السجون. بالإضافة إلى فرز هذه التنظيمات ممثلين عنها لخوض الحوارات مع إدارة السجون، على عكس السابق حيث كانت إدارة السجون- التي كانت تابعة في حينه لجيش الاحتلال مباشرة- تتعامل مع كل أسير منفرد.

هذه التنظيمات بهذا المعنى والشكل استطاعت تكريس وصف الأسرى على أنهم أسرى حرب، وحولت السجن لساحة مواجهة امتداد لمقاومة الأسرى للمحتل خارج السجن، فكانت صورة عن الأحزاب خارج السجن ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف السجن والحياة الثقافية والنضالي للأسرى.

ومنذ بداية تشكيلها خاضت هذه التنظيمات إضرابات صعبة عن الطعام استطاعت خلالها تحقيق مكاسب كبيرة للحركة الأسيرة، فرضت على الاحتلال على الاعتراف بهم "كأسرى حرب" بحسب القانون الدولي" وليس معتقلين جنائيين.

ولم يقتصر عمل هذه التنظيمات على مواجهة إدارة السجون والحوارات معها باسم الأسرى، بل إنها كانت"ركيزة تشكيل وعي الحركة الأسيرة من خلال العمل على تنظيم حياة الأسرى داخليا، وقدمت للأسرى حياة ثقافية واجتماعية شاملة ومنظمة داخل السجن" كما يقول منصور.

وينبثق عن هذه الهيئات مسؤول لكل غرفة في القسم، يكون مسؤولا عن تقسيم العمل داخلها، ولجان ثقافية، ولجان أمنية تحافظ على أمن المعتقل من اختراق جهاز استخبارات السجون.

ومع الوقت استطاعت هذه التنظيمات فرض نفسها طرفا للتفاوض أمام إدارة مصلحة السجون والتعامل مع ممثليها، فتشكل شبه اتفاق ضمني بتسهيل عمل إدارة السجون  اليومي في الأقسام مقابل امتيازات يحصل عليها الأسرى.

مثلا، تجري عملية عد الأسرى ثلاث مرات في اليوم، ومن الصعب على إدارة السجون أن تجبر الأسرى على الوقوف يوميا بدون تعاون الأسرى أنفسهم، مقابل ذلك يتمكن الأسرى من الخروج إلى "الفورة" وممارسة الرياضة دون عراقيل. وفي حال أي حدث في السجون يقوم به أي أسير يتم مراجعة ممثل القسم وليس الأسيرة نفسه.

ماذا يعني حل التنظيمات؟

هذا الاتفاق الضمني وفر لإدارة السجون الكثير من الأعباء التي ستتعامل معها في حل عدم وجود هذه التنظيمات، ومن هنا كان استخدام الأسرى والتهديد بحل هذه التنظيمات مكأداة مواجهة لإدارة السجون، كما تقول الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة.

وتتابع سراحنة:" حل التنظيمات يعني  كسر لنمط الحياة الروتينية  للأسرى داخل السجون، وخلق حالة من الفوضى التي يصعب على إدارة السجون التعامل معها. حيث ستكون مجبرة التعامل مع الأسرى كأفراد وليس تنظيمات".

مثلا السجن الذي يحتجز فيه 1000 أسير، تكون مضطرة إلى التعامل معهم كأفراد، ومواجهة كل أسير في حال وقوع أي حدث داخل السجن.

كما يعتبر حل التنظيمات تصريحاً ضمنياً للأسرى للمواجهة وأن إدارة السجون في هذه الحالة عليها التعامل مع أي تصرف فردي من قبل أي أسير، وهو ما سينعكس على كل تفاصيل الأسرى اليومية، مثل توزيع وجبات الطعام، ووقف عمل الأسرى والمساعدة في تنظيم تنظيف ممرات السجون والاستجابة لعدد، والخروج للفورة - الساحات، مما يخلق عبئا إضافيا على إدارة السجون ويرفع حالة التأهب من قبل إدارة السجون.

كلمات دلالية