في 25 حزيران/يونيو الفائت أطلق مقاومين النار باتجاه دورية احتلالية على الطريق الالتفافي القريب من بلدة سلواد شرقي رام الله، ومنذ ذلك الحين وقوات الاحتلال تستهدف القرية باقتحامات متتالية وشبه يومية واعتقالات بالجملة، وفي كل مره يكون الإعلان انها تمكنت من اعتقال مطلقي النيران الا أن الرد من الشبان والمقاومة في اليوم التالي بعمليه إطلاق نار جديده.
الفشل الكبير للاحتلال في اعتقال ووقف عمليات إطلاق النار من البلدة جعل القرية هدف للاحتلال بإجراءات عقاب جماعية ضد سكانها كان أخرها حصار القرية وإغلاقها منذ يوم الشبت الفائت (20 أب/ أغسطس 2022) الى جانب الاقتحامات اليومية التي ترافقها مواجهه عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال.
فجر اليوم (25 أب/ أغسطس2022) كان اقتحام اخر داهمت خلالها قوه احتلاليه كبيره عمارة سكنية واعتقلت الأسير المحرر قبل 4 سنوات “كمال العنيد" بعد تفجير باب منزله واقتحامه بطريقة وحشية، كما قلت والدته.
وتابعت الوالدة لفلسطين اليوم:" اقتحموا العمارة التي نسكنها، وتوجهوا مباشرة إلى الشقة التي يسكنها مع زوجته وأطفاله، وقاموا بخلع الباب ولم ينتظروا حتى يقوم هو بفتحه، واعتقلوه دون السماح له بارتداء ملابسه".
وبحسب الوالد فإن الاحتلال اعتقل العنيد، وهو أسير محرر من 9 سنوات سابقة، بعد الاعتداء عليه بالضرب أمام زوجته وأطفاله.
الاحتلال أعلن في اعقاب انتهاء العملية العسكرية في القرية أنه اعتقل فلسطينيين قال "إنهما أطلقا النار على باص للمستوطنين على الشارع الالتفافي القريب من القرية.
الشاب الثاني الذي تحدث عنه إعلان جيش الاحتلال هو الشاب محمد خالد حماد، والذي اعتقل بعد استدعائه لتسليم نفسه في معسكر عوفرا المقام على أراضي القرية بعد احتجاز والده ومساومته على استمرار اعتقاله في حال عدم تسليم نفسه.
اعتداء بشكل عنيف
ومع كل اقتحام وحملة اعتقالات يتعمد جنود الاحتلال التخريب في المنازل والاعتداء على المعتقلين بشكل عنيف، إلى جانب إطلاق عنيف للرصاص الحي والقنابل الصوت والغاز باتجاه الشبان خلال المواجهات في محاولة منه لخلق حالة ردع وتخويف لأهالي البلدة.
التخوف الكبير من قبل الاحتلال أعقب جنازة أحد الأطفال بعد استهدافه من قبل الجنود على الشارع الالتفافي وخروج مسلحين بالعشرات دون إطلاق الرصاص بالهواء بعد عصبهم لبنادقهم على غرار ما تقوم به كتيبة جنين في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وفيما بعد كتيبة نابلس.
واستشهد الطفل "محمد عبد الله حامد" 16 عاما، في (23حزيران/ يونيو 2022) عندما أًصيب برصاصة احتلالية وتم اعتقاله مصابا ليعلن الاحتلال فيما بعد استشهاده متأثرا بالرصاصة التي إصابته بشكل مباشر في منطقة أسفل الوجه.
هذا التخوف من استنساخ التجربة في البلدة، المعروفة بقوة مقاومتها للاحتلال تاريخيا، جعل هذا التركيز الكبير على ملاحقة المقاومين فيها بمزيد من القوة والعنف من قبل الاحتلال، والاعتقالات التي اعقبها تحويل عدد كبير من الشبان بعدها للاعتقال الإداري.
60 معتقلاً منذ بداية العام
وبحسب إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني فإن الاحتلال اعتقل منذ بداية العام 60 مواطنا من البلدة معظمهم حولهم للإعتقال الإداري.
قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني وأبن القرية، قال إن ما يجري من حملات اعتقال جماعية مصحوبة بعمليات تخريب وتفتيش، إجراءات عقابية ضد القرية لم تشهدها منذ الانتفاضة الثانية 2000.
وتابع:" هذه الاعتقالات ترافقت مع عمليات اعتداء وضرب للمعتقلين وتخريب منازلهم وتهديد عائلاتهم، وفيما بعد تحويلهم للإعتقال الإداري".
وبحسب فارس فإن عديد من الشبان الذين يتم اعتقالهم يتم الإفراج عنهم بعد ساعات، ولكن بعد تهديدهم وتحميلهم رسائل تهديد أيضا لأهالي القرية، وأضاف:" ما يجري من اعتقالات الهدف منها استنزاف طاقة الشعب الفلسطيني من خلال الاعتقالات".
وفي سلواد، كما يقول فارس، يضاف إلى ذلك قلق جيش الاحتلال مما يجري من مقاومة في البلدة فيعتقد أن هذه الإجراءات تخلق سياسية ردع، وخاصة مع استهداف لمؤسسات تقدم خدمات للبلدة بإنه في حال تجاوز الخطوط الحمراء فإن الرد من قبل الجيش سيكون كبيرا.
ووصف فارس هذه الإجراءات، وخاصة تحويل معظم المعتقلين للإعتقال الإداري، بالتعبير عن قلق وإضراب لدى الجيش وعجزه عن التعامل مع الحالة.