خبر التاريخ، مرة اخرى التاريخ.. معاريف

الساعة 08:35 ص|07 مايو 2009

بقلم: رون مفراغ

الحظ يضرب هذه الايام براك اوباما، لدرجة انه يخيل ان بوسعه ان يجتاز نهر الفوتوماك بالسير على المياه، وأنه يحتفظ بهذه الحيلة لايام اصعب. قبل يوم من مرور مائة يوم عليه في البيت الابيض فر السيناتور آرلين سبيكتور من الحزب الجمهوري الى الديمقراطي؛ وفي الغداة، اعلن القاضي ديفيد ساوتر على مغادرته المحكمة العليا بعد 19 سنة.

ساوتر، كان يعتبر جذابا جنسيا ورجوليا في الهيئة القضائية، وكان تعينا جمهوريا لجورج بوش الاب، الذي نجح بشكل ثابت في عدم الاستجابة للتوقعات التي علقت عليه. فمن عينه اعتقد بأنه حظي بتعيين مضمون تلقائيا، ولكن الامر لم يكن هكذا.

معروت بادر غينزبورغ، المرأة الاخيرة التي تبقت في الهيئة بعد ساندرا دي اوكونور، تكافح ضد السرطان وفي طريقها الى الخارج، سقطت في حضن اوباما الفرصة بتعيين قاضيين علويين يروقين له؛ بمعنى بطعم البوظة المحبب لديه. كمن سيتخذان القرارات الصحيحة في عهود المسائل القضائية العديدة والمعقدة.

يجدر قراءة "التسعة"، كتاب جيفري توبين من نيويوركر والسي.ان.ان كي نفهم اهمية ووزن المحكمة العليا في الولايات المتحدة. في هذه الايام من التحولات الدراماتيكية في الولايات المتحدة، والتي تتعلق باسلوب الحياة الشخصية، بطلب اقرار الزواج المثلي، الكفاح في سبيل منح الشرعية للمارغوانا في مسألة المهاجرين غير القانونين، في المعاضل التي تترافق والتعديل الثاني للدستور وبالبطاطا الساخنة المتعلقة بالتعذيب تحت ظل ادارة بوش – تشيني، ستصل مواضيع عديدة الى الهيئة القضائية العليا التي يعين قضاتها على مدى الحياة الا اذا اختاروا خلاف ذلك او قضوا نحبهم.

يبدو هذا كما يسمع، ولكن رؤساء في الولايات المتحدة ينتظرون لسنوات، واحيانا لا يحظون على الاطلاق بتعيين قاضي من جانبهم في العليا. شخص ما يمثل مذهبهم الفكري في جانبه القضائي. احد ما يفهم بأنه ما كان سيصل الى الهيئة العليا لولا استدعاه الرئيس من موطنه.

المحزن هو ان قسما هاما من هؤلاء القضاة ينجحون في تلبية التوقعات منهم. وحتى قاض في العليا مثل كلارنس توماس الذي طرح في الاستماع ضده ادعاء متماسك بشأن التحرش الجنسي بأنيتا هيل، عين في الهيئة المحترمة. فليس فقط ان كلارنس توماس لا يصوت كاسود، بل مؤخرا اطلق تعابير الكفر التي نقلت بتوسع، حول القيم والاحكام.

الرأي يفيد بأن طريق براك اوباما قد رسمت من اجله: فهو يحتاج الى امرأة ذات وزن كبير في هيئة رجولية في معظمها؛ مرغوب ان تكون ابنة اقليات، اسبانية او سوداء وذات سجل قضائي جدي وليبرالي. غير ان اوباما لا يسير دوما على الخط واعتباراته بعيدة المدى ليست واضحة.

الاختيار الطبيعي الذي ذكرته هنا يمكن ان يعلق في احد الاستماعات، وان يرفض مثلما حصل في الاونة الاخيرة، عن عدم دفع ضريبة الدخل او تشغيل مدبرة منزل غير قانونية. القاضي في المحكمة العليا ليس وزيرا. فهو ملزم بان يكون معفيا من كل شائبة.

من جهة اخرى، فان الحق الذي وقع من نصيبه، في هذه المرحلة المبكرة من رئاسته الاولى في ان يعين قاضيين في العليا هو نوع من الهدايا التي تفتح لها زجاجات الشمبانيا خلف الابواب المؤصدة للمكتب البيضاوي.