حماس والجهاد توأم لا ينفصل

الساعة 02:10 م|24 أغسطس 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

حماس والجهاد الإسلامي توأم لا ينفصل, فكلاهما لدية مناعة كاملة من إمكانية اختراق الأعداء لجبهتهما الداخلية, وكلاهما لديه من الحصانة والوعي والثقافة ما يستطيعان ان يتجاوزا به أي خلاف في وجهات النظر او عقبات تعترضهما, فما يجمع الحركتين اكبر بكثير مما يفرقهما, فهما يتدفقان من نبع واحد, ويصبان في مجرى واحد, وعدوهما واحد, ووسيلتهما للوصول الى الأهداف المرجوة واحدة, الاحتلال اعتقد واهما انه يستطيع ان يخترق هذا الحصن الحصين, فبدأ ببث الدعايات الكاذبة, واستخدام ادواته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام «الصفراء» في محاولة لضرب العلاقة بين الطرفين, ولعله كان يدرك انها محاولة فاشلة, لكنه أراد ان يخوض غمارها لعل وعسى, حركة الجهاد الإسلامي وهى في خضم المعركة ومنذ اللحظة الأولى ادركت مسعى الاحتلال, فخرجت للتحدث عن وحدة الموقف الفلسطيني, والتنسيق بين الفصائل, والتعاون في الميدان, فانقلب السحر على الساحر, وأصبحت وسائل اعلام عبرية تتحدث عن دور القسام في المعركة, والتعاون الخفي بين السرايا والقسام, وان الصواريخ وصلت الى نتانيا أي لأكثر من مائة كيلو متر, وان كثافة الصواريخ وقدرتها على اختراق منظومة القبة الحديدية تشبه ما حدث في ملحمة سيف القدس البطولية التي كانت حماس تشارك فيها, وبدأ التباين في المواقف يطفو على السطح والاحتلال يتخبط في تصريحاته, وجاء موقف الجهاد الإسلامي المسؤول بتوجيه التحية لكل الفصائل الفلسطينية لينسف مخطط الاحتلال الهادف لبث الفرقة بين فصائل المقاومة من جذوره ويثبت ان الوحدة تتحقق من خلال الدم النازف, ومن خلال الميدان الذي يجمعنا, ومن خلال احترام كل فصيل لموقف الفصيل الاخر, حيث تتجسد الوحدة من خلال التعدد في الفكر وفي الوسيلة طالما الهدف واحد. 

حركتا حماس والجهاد الإسلامي عقدتا اجتماعا مشتركا لبحث نتائج معركة وحدة الساحات, ومدى التزام الاحتلال بشروط المقاومة وخرجتا ببيان مشترك اكدتا فيه على  حيوية الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود والمواجهة, وحالة الالتحام بالمقاومة الفلسطينية  منذ عشرات السنين، ما لانت له قناة، ولا ضعفت له عزيمة، متسلحاً بإيمانه العميق بالله أولاً، ثم بعدالة قضيته الوطنية وحقه التاريخي في أرضه المباركة من نهرها إلى بحرها، مؤمناً تمام الإيمان بأن المقاومة الشاملة بكل أشكالها وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمسرى والأسرى وعودة اللاجئين، وأن ما سوى ذلك من حلول وتسويات ما هو إلا سراب ووهم، لم يجلب لشعبنا إلا الويلات، وتكريس الاحتلال، وزيادة الاستيطان، وتهويد المقدسات. حيث جرى نقاش مركز ومعمق حول سبل تطوير مشروع المقاومة الذي تتبناه وتتصدره الحركتان إضافة إلى كل فصائلنا الوطنية، وآليات تعزيز حاضنته الشعبية والوطنية بما يمهد الطريق نحو ثورة شــعبية شاملة تخوض المواجهة مع الاحتلال في كل شبر من أرض فلسطين، وتم الاتفاق على تعزيز أوجه العمل المشترك وتفعيل اللجان المشتركة بين الحركتين في المـــستويات السياسية والعسكرية والأمنية، واكدت الحركتان على ما يلي: -

- التحية كل التحية لشعبنا العظيم في كل مكان ولشهداء شعبنا الأكرمين ونخص بالذكر شهداء معركة وحدة الساحات أبطال سرايا القدس القادة الشهداء تيسير الجعبري وخالد منصور، وللأسرى الأبطال جميعاً وللأسير الصامد خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 173 يوماً، كما نوجه التحية للأجهزة الحكومية في غزة التي تعمل ليل نهار على حماية ظهر المقاومة وجبهتها الداخلية.

- المقاومة خيارنا الاستراتيجي لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عال ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة، وفي المقدمة منها كتائب القســـــام المظفرة، وسرايا القدس البطلة، ونحذر العدو من أي غدر تجاه شعبنا ومقاومته الباسلة وسيكون ردنا عليه حازماً وحاسماً وموحداً.

- غرفة العمليات المشتركة منجز وطني يضم فصائل المقاومة كافة في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال وفي المقدمة منها كتائب القسام وسرايا القدس وسنعمل جميعاً على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة.

- في الذكرى 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك نؤكد أن القدس مركز الصراع وهي قبلة المجاهدين والثوار، وسيف القدس لن يغمد وسنواصل - ومعنا شعبنا كله - معركة القدس حتى التحرير والعودة.

- ندعو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الكف عن ملاحقة المقاومين الأبطال والإفراج عن المعتقلين السياسيين وخاصة في سجن أريحا سيء الصيت، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال والتحرر من مسار أوسلو الكارثي وإلى إطلاق المقاومة الشاملة حقيقةً لا كلاماً.

- تؤكد الحركتان حرصهما على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وذلك من خلال تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل شعبنا كاملاً في الداخل والخارج ولتحقيق هذه الغاية ستواصل الحركتان جهودهما المشتركة لتشكيل تكتل وطني يوحد الجهود المبذولة على هذا الصعيد.

- ندعو أبناء الحركتين وأنصارهما إلى مزيد من التلاحم والتقارب والانطلاق يداً بيد في خدمة شعبنا ومقاومته البطلة.

- تشكر الحركتان وتقدر عالياً كل الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم الذين وقفوا مع شعبنا ضد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ونطمئنهم على وحدة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على فرض المعادلات ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال، كما نشكر الدول العربية والإسلامية التي ساندت حقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا ونخص بالذكر جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر والأحزاب العربية والإسلامية. كما ناقش المجتمعون العلاقات الثنائية بين الحركتين في المستويات كافة.

حماس والجهاد تتمتعان بكامل المسؤولية, وتعرفان كيف تتعاملان مع الاحتلال, فلا تراهنوا على الفرقة بينهما لان ما يجمعهما اكبر بكثير مما يفرقهما, انتظروا معركة جديدة مع الاحتلال لتشهدوا على وحدة وتلاحم الحركتين.

كلمات دلالية