لماذا يجب علينا مقاطعة السفر عبر مطار "رامون" ..!

الساعة 09:18 م|23 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

منذ أمس ( 22 أب/ أغسطس) سيطر اسم مطار  رامون وتشغيله لاستخدام الفلسطينيين على حديث الشارع الذي انقسم بين مؤيد ورافض لفكرة السفر من خلاله. الرحلة الأولى التي سافر خلالها 24 فلسطينيا من أطباء ومهندسين وعائلاتهم، حظيت بتركيز إعلامي كبير وترويج دعائي إسرائيلي لسهولة السفر عبر المطار من مناطق الضفة الغربية، مقارنة مع السفر عبر معبر الكرامة الذي تسيطر عليه الأردن إلى جانب "إسرائيل".

وتحاول "إسرائيل" التي حاولت تسويق صورة وردية عن السفر عبر المطار، من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها تشغيل المطار الذي صنف اقتصاديا على أنه "مشروع ساقط اقتصاديا" إلى جانب تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي بأنها تقدم تسهيلات للفلسطينيين للسفر إلى الخارج وخاصة بعد أزمة السفر عبر معبر الكرامة بداية فصل الصيف الحالي، والازدحام الشديد ومعاناة المسافرين جراء ذلك.

وخلال الترويج للمطار عبر صفحة المنسق العسكري للإدارة المدنية، والذي كان ضمن الحاضرين في المطار أمس حسبما قالت صحيفة هآرتس العبرية، أغفل التطرق إلى أن كل من هو ممنوع أمني من قبل الاحتلال يمنع من استخدام المطار، إلى جانب التكلفة المرتفعة للسفر إلى المطار المقام على أراضي النقب جنوب فلسطين المحتلة.

يقول عصام العاروري، مدير مركز القدس للمساعدة القانونية والاقتصادية:" الاحتلال يحاول بيع مشروع فاشل لم يلق نجاحا من قبل المستوطنين الذين امتنعوا عن استخدامه.

وأضاف العاروري في منشور كتبه على حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي:" أعلن هنا أنني أعارض وبشدة استخدام أبناء شعبي مطار رامون، لأننا تعودنا من الاحتلال أن "يبيعنا" نفاياته فمطار رامون الذي كلف الاحتلال نصف مليار دولار فشل في استقطاب المسافرين، وحسب بعض التقارير وصل إليه 20 مسافرا في 9 رحلات فقط".

وبحسب العاروري فإن المطار يبعد أكثر من 300 كيلومتر عن أقرب نقطة في الضفة، وبحاجة لتصريح أمني "مُذل" للوصول إليه، والسفر 4 ساعات للوصول، وتكلفة متوقع أن تكون أعلى من تكلفة الجسر بما فيها ضرائب الخروج.

وأشار العاروري إلى جزئية إضافية لرفض السفر عبر هذا المطار وهي أن تحويل حركة المسافرين عبر هذا المطار سوف يكون على حساب السفر عبر الأردن، ويلحق ضررا اقتصاديا بالجانب الأردني، وتابع "هذا فضلا عن صلاتنا الإنسانية التي لا غنى لنا عنها، وحاجتنا للتضامن الفلسطيني الأردني، والموقف التاريخي حيث شكلت المعابر مع الأردن متنفسا لنا".

وبالعودة إلى المطار الذي أعلن عن تشغيله في (23 تموز/ يوليو 2022). على ان تكون أول رحلة في آب/أغسطس الحالي عبر شركات طيران تركية إلى تركيا وأنطاليا. وجاء تأسيس هذا المطار في العام 2014 بعد العدوان "الإسرائيلي" على القطاع وتمكن المقاومة من تهديد حركة الطيران في مطار الاحتلال الرئيسي والأكبر مطار اللد " بن غوريون" ووقفها بفعل الصواريخ التي استهدفته، فكان التوجه من قبل لجنة تقييم أمنية أن يتم فتح مطار بديل في هذه الحالات لتحويل الطيران إليه، بعد أن خلصت اللجنة إلى أن مطار اللد "بن غوريون " ساقط أمنيا.

وتأسس المطار جنوب فلسطين المحتلة، ويبعد عن مدينة القدس ورام الله 340 كم، أي أن السفر للوصول إليه سيكون عبر ما بخط 90 الاستيطاني بالقرب من مدينة أريحا، وهو ما سيزيد المسافة بأكثر من 100 كيلو متر، أي أن المسافر من وسط الضفة يحتاج للسفر 440 كيلو متر أي ست ساعات بالمركبة، وتخطي عدد كبير من الحواجز العسكرية.

المحلل السياسي نهاد أبو غوش قال:" إن "إسرائيل" سعت إلى جانب هذا الهدف إلى إنعاش منطقة النقب وجذب مزيدا من المستوطنين للمنطقة لمحاربة النمو الديمغرافي للفلسطينيين هناك، من خلال تأمين خدمات شاملة لهم – أي للمستوطنين.

ولكن هذا التوجه من قبل سلطات الاحتلال لم يفلح، وفشل المطار اقتصاديا بالرغم من التكلفة المرتفعة لإنشائه ليكون ثاني أكبر مطار "إسرائيلي"، ومن هنا كان التوجه لفتحه أمام الفلسطينيين.

ولتحقيق هذا الهدف، كما يقول أبو غوش، :"اختلقت |إسرائيل" أزمة السفر عبر معبر الكرامة هذا الصيف، وحاولت التسويق على أنها نتيجة للإجراءات الأردنية والفلسطينية، ولكن في الحقيقة إن الإجراءات التي تقوم بها بالجانب الذي تسيطر عليه بالمعبر هو السبب في التأخير وخلق الأزمة".

ويرى أبو غوش أن الهدف الكبير الذي تسعى "إسرائيل" إليه من خلال تشغيل المطار وفتحه أمام سفر الفلسطينيين، إلى جانب هذه الأهداف، هو فرضها مزيدا من الهيمنة على حركة الفلسطينيين واخضاعهم أمنيا واقتصاديا، وخاصة أن هذه الخطوة يمكن أن تتوسع لتشمل سفر الفلسطينيين من قطاع غزة.

كلمات دلالية