بعد تهديد "بن غفير" بقتله.. عائلة الأسير نور الدين جربوع تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته

الساعة 09:18 م|22 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- جنين

في اتصال هاتفي قبل شهر طلب الأسير الجريح نور الدين جربوع من مخيم جنين من زوجته شراء خط هاتف جوال "إسرائيلي" بعد اتفاق بينه وبين إدارة سجن مستشفى الرملة على السماح له بإجراء الاتصالات مع عائلته. وبالفعل تم تأمين الخط وإبلاغ إدارة السجن بالرقم لفحصه والموافقة، وبالفعل أبلغت العائلة بالموافقة وأن نور سيتمكن من التواصل معها عبر الهاتف قريباً حسب ما نقل المحامي.

وبينما كانت العائلة تنتظر اتصالا من "نور الدين" سمع رنين الهاتف الجوال وظهر على شاشته عبر برنامج الكشف عن هوية المتصل " تروكولر" اسم “إيتمار بن غفير" إلا أن الزوجة لم تلقي بالا للاسم، وتلقت المكالمة معتقده أنه "نور الدين" لتتفاجأ بشخص يتحدث بلغة عربية ركيكة يهددها.

ويوضح شقيقه توفيق هذه التفاصيل قائلا:" كان التهديد واضحاً، سأل في البداية إذا ما كان منزل نور أم لا وعندما تأكد أنه منزل نور بدأ بتهديدها قائلاً إن نور لن ينعم بالأمان والعلاج أو الحرية، ولن يُسمح بتقديم العلاج له داخل المستشفيات الإسرائيلية، وأن هناك حراكاً ضد المستشفى كي لا يتم تقديم العلاج له وأن مصيره سيكون مصير داوود الزبيدي".

وتابع توفيق:" الحديث كان مختصرا وملئ بالتهديدات بقتل نور، ولكن ردنا كان "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

وحمَّل شقيق نور مسؤولية هذا التهديد لإدارة السجون الإسرائيلية والشاباك الإسرائيلي، مشيراً إلى أن رقم الشريحة التي تم الاتصال عليه غير مسجل باسم العائلة ولم تُجرِ العائلة من خلاله أية اتصال، ولا يعلم عنه سوى مصلحة السجون الخاص بهم، فمؤكدا أن ما جرى هو تسريب الرقم للمستوطن المتطرف من خلال إدارة السجن والاستخبارات.

وليست هذه المرة الأولى التي تشعر العائلة بالتهديد والقلق على مصير نور الدين بعد استهدافه خلال اقتحام مخيم جنين بإطلاق 30 رصاصة باتجاه المركبة التي يستقلها، 10 منها اخترقت جسده، وفيما بعد تعرض للإهمال الطبي خلال علاجه في مستشفى الرملة أدى إلى إصابته بالكورونا، مما أدى لتوقف قلبه عن العمل مرتين، ودخوله في غيبوبة.

وأضاف شقيق نور:" كل هذا يندرج ضمن سياسة الإهمال الطبي لقتل الأسرى واغتيالهم بإدارة الشاباك العلني والمكشوف، ففي كل مرة يتعرض لانتكاسة طبية ويتم نقله في حالة إغماء إلى المستشفى، جراء تعفن الجرح ونقص والتهاب بالدم ونزيف داخلي".

وكل هذا الاستهداف لنور الدين، كما يقول شقيقه، يأتي في إطار الانتقام من مخيم جنين وأهله، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال يستهدفون حجارة المخيم وبيوتها الفارغة وخلال اقتحاماتهم يطلقون النار على المركبات الفارغة لتخريبها، فقط للانتقام، فكيف يكون الحال ضد أبناء المخيم وشبابه.

وتحدث توفيق عن زيارته الأخيرة لنور الدين هو ووالدته وزوجته وطفلته الوحيدة - لم تكمل عامها الأول بعد- في سجن مستشفى الرملة، حيث كان بوضع صعب للغاية خلال الزيارة، وعلامات الإرهاق والتعب بادية عليه، ويمسك سماعة الهاتف بصعوبة بيديه، ويعاني من مشاكل الجرح في بطنه وظهره، إلى جانب إصابته بشلل نصفي.

 أطلق عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، تهديدات لعائلة الأسير الجريح نور الدين جربوع من مخيم جنين، عبر اتصال هاتفي.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، في بيان صادر عن الهيئة اليوم الاثنين، "إن تهديد أسرة أسير من قبل عضو كنيست، يتفاخر كل يوم بمواد مصورة لجرائمه وحقده، هو جزء أساسي من المنظومة الإسرائيلية التي تشرع القوانين وتصوت عليها.

وبين أن التهديد كان حول الانتقام من نور، وأنه لن يتم تركه على قيد الحياة، وأنهم سيصلون له في المستشفى الذي يُحتجز فيه، وسيتم تصفيته، كما سيتم الانتقام من أُسرته.

وأوضح أبو بكر أن المدعو بن غفير، صاحب سجل حافل بمثل هذه الممارسات، مؤكداً أنه سيتم التعامل مع اتصاله التهديدي للانتقام من نور وأُسرته بشكل جدي، تحديداً وأنه صاحب سجل جنائي أسود، ويشجع على العنف ونشر الفوضى، كما أنه محامي مجاني لكل من يرتكب جريمة بحق الفلسطينيين.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهدد فيها الإرهابي المتطرف بن غفير بقتل الأسرى في مستشفيات الاحتلال، فقبل ذلك ترأس المتطرف إيتمار بن غفير عدد من المستوطنين المتطرفين، الذين اقتحموا الغرفة التي كان يعالج فيها الشهيد داوود الزبيدي في مستشفى "رمبام" بمدينة حيفا وأطلقوا دعوات لقتله، كذلك اقتحم بن غفير الغرف التي كان يتواجد بها أسرى مضربون عن الطعام في عيادات سجن الرملة، من بينهم الأسير هشام أبو هواش.

يشار إلى أن الأسير جربوع (27 عاماً) من مخيم جنين، اعتقله جيش الاحتلال بتاريخ 9 من نيسان/ أبريل الماضي، وخلال اعتقاله كان قد أُصيب بعدة رصاصات بجسده استقرت إحداها في العمود الفقري أدت إلى إصابته بشلل نصفي، ويقبع حالياً داخل ما يسمى عيادة "سجن الرملة" بظروف صعبة.

كلمات دلالية