تحليل بيان "الجهاد الاسلامي" و "حماس" رمَمَ تصدُّع خِلافات الإِخوة وضَرَبَ الاحتلال في مَقتل!

الساعة 07:30 م|22 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- غزة

ما أن وضعت الحرب أوزارها في معركة "وحدة الساحات"، حتى بدأ عتاب الأخوة بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، لتكون لهجة الغضب ظاهرة من أبناء حركة الجهاد الإسلامي، وخاصة بعد أن نجح الاحتلال في دق الأسافين بين الحركتين، و ادعاءه بأن المعركة حدثت كما أراد بإبعاد كافة الأطراف ومحاولة التفرد بالجهاد الإسلامي، إلا أن نيران المعركة أوقفت كافة الألسن وجعلت من اسمها "وحدة الساحات" عنواناً بعيداً عن الفرقة، ولقنت الاحتلال درساً لن ينساه.

ولقد كانت دماء الشهداء حقاً على كافة الأحرار، وخاصة قطبي المقاومة "سرايا القدس" و "كتائب القسام"، للخروج ببيان ليضرب الاحتلال في مقتل، ويؤكد من جديد بأن المقاومة صفٌ واحد ولا غبار على ذلك.

وأكدت حركتا "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، في بيانهما اليوم الاثنين، أن المقاومة خيارهما الاستراتيجي ويوجد تنسيق عالٍ ومتقدم بين الحركتين، وقالتا إن: "الرد سيكون موحدا حال غدر الاحتلال الإسرائيلي".

وأضافت "الجهاد" و"حماس" –في بيان مشترك-: أنهما "سيعملان على تعزيز دور ومكانة الغرفة المشتركة حتى التحرير والعودة"، مشددتين على حرصهما على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وفي الذكرى 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أكدتا على أن القدس مركز الصراع وهي قبلة المجاهدين والثوار، وأن "سيف القدس" لن يغمد.

بيان الحركتين لاقى ارتياحاً كبيراً في صفوف المراقبين، الذين أكدوا بأن لقاء الأخوة بين الحركتين وضع حداً لمحاولات الاحتلال الحثيثة لزرع الفرقة بينهما، والتفرد بكل واحد منهما على حدة.

الكاتب والمحلل السياسي أ. حسن عبده رأى أن البيان الذي صدر عن حركتي "الجهاد الإسلامي وحماس" بيان متوازن ويتفق مع منجزات معركة "وحدة الساحات"، ويؤكد متانة العلاقة بين الحركتين، بعد أن حاول الاحتلال دق الأسافين بينهما.

وأوضح الكاتب عبده في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن بيان الحركتين أفشل هدفاً من أهداف العدوان على غزة، وهو عزل حركة الجهاد الإسلامي عن الفصائل الأخرى، وأكد على عمق الثوابت التي تجمع الحركتين، وفي مقدمتها ثابت المقاومة، التي هي استراتيجية ثابتة لهما في مواجهة الاحتلال.

و لفت المحلل الى أن حكمة حركة الجهاد الإسلامي اثناء المعركة، و اللقاء الذي جمعها اليوم مع الأخوة في حماس أظهر بأن العلاقة بينهما أقوى من أن يقوم الاحتلال بشقها و عزلهما عن بعضهما، و أقوى من أي جهد "إسرائيلي" يهدد هذه العلاقة و متانتها.

و شدد عبده على أن الحركتين نجحتا في هذا الامتحان و تجاوزتا ما أراده الاحتلال الذي وضع أسس لزعزعة الوضع الداخلي بين الحركتين.

من جهته أشار الكاتب و المحلل السياسي، مصطفى الصواف الى أن التوحد حول البندقية اول طريق التحرير، مشيراً الى أن لقاء اليوم الإثنين ٢٢/٨/٢٠٢٢ والذي عقد بين مستويات قيادية سياسية وعسكرية وأمنية في حركتي حماس والجهاد هو تأكيد على أن العلاقة بين الحركتين علاقة قوية ومتينة حتى وإن حدث بعض الخلاف هنا أو هناك.

و لفت الصواف الى أن لقاء اليوم أكد على متانة العلاقة بين الحركتين وعلى وحدة المقاومة، التي حاول الاحتلال ضربها من خلال عدوانه على حركة الجهاد الإسلامي ومحاولة دق الأسافين.

و بين الكاتب الصواف بأن لقاء اليوم بين الحركتين يؤكد فشل الاحتلال والمتربصين بالبحث عن مدخل لضرب الوحدة ولكنهما فشلا فشلاً ذريعا.

و قال: "صحيح ان لقاء اليوم والذي جمع هذا النوع من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية هو الحاجة الماسة لتمتين العلاقة القائمة على التعاون المشترك، والذي تؤكد عليه قيادات الحركتين".

و أضاف الكاتب يقول: "إن الحركتين تدركان بأنه كان لابد من اللقاء ودراسة ما حدث و وضع الأمور على طاولة البحث والنقاش واستخلاص العبر والبناء على ما حدث لتمتين الصف، والتأكيد على وحدة الموقف ومسعى الحركتين لمزيد من اللحمة والتشارك والبناء المشترك بما يحقق ما تسعى إليه الحركتان للوصول إليه وهو التحرير" .

و أشار الى أن الوحدة والتوحد حول البندقية والمقاومة هو أول الطريق نحو التحرير، لافتاً الى أن هذه الوحدة حول المقاومة وبرنامجها ما نأمل ان نشاهده بين الكل الفلسطيني، والتي اكدتها غرفة العمليات المشتركة، والتي نأمل ان تتشكل غرفة عمليات سياسية موحدة حول برنامج سياسي مشترك بين الجميع ما يعزز خيار المقاومة والوحدة حولها كطريق نحو التحرير.

بدوره قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أنه من خلال اللقاء بين حركتي حماس والجهاد أردنا أن نرسل رسالة بأنه لا يمكن لأي جهة كانت وخاصة الاحتلال أن يحدث أي نوع من الخلاف بين مكونات العمل الوطني المقاوم في الميدان، وأن كتائب القسام وسرايا القدس شركاء في الدم كما هم شركاء في الميدان.

و أوضح قاسم أن اللقاء يأتي في السياق الطبيعي للتواصل والتنسيق عالي المستوى في البعد السياسي والأمني والعسكري.

 

كلمات دلالية