23 عاماً من الأسر.. الشيخ عبد الله العارضة مصداق الصبر وقدوة المجاهدين

الساعة 09:16 م|19 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- جنين

من الجيل القرآني والرعيل الاستشهادي، من أوائل الذين التحقوا بالركب الطاهر غير اَبهين بالابتلاء، وانضموا لطليعة الأمة ومشروع الشهداء، متمسكين بإيمانهم ووعيهم وثورتهم، وزاهدين في دنيا عابرة، لأجل فكرة خالدة.

في شمال فلسطين، إلى جنوب غربي جنين، كانت "عرابة" تنتظر عبداً من عباد الله، الذين أخلصوا النية لله في التاسع والعشرين من أغسطس عام 1979م، وسط بيت يخلو من زخارف الدنيا وزينتها.

ذلك البيت المعبد بالعلم والإيمان، وبين يدي والده الشيخ الجليل والإمام أحمد العارضة الذي استقبل في بيته خطوات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي في بدايات المشوار الجهادي، وعلى وقع أفكار الإسلام والجهاد وفلسطين، كان فارس عرابة عبد الله العارضة قد اختار طريقه مؤمناً بتكلفته الكبيرة، على خطى الشهداء والأسرى والمجاهدين.

فقد قدمت عائلة العارضة ثلة مجاهدة من أبنائها، الشهيد المجاهد سفيان العارضة وشقيقته الزهرة بلقيس اللذين ارتقيا برفقة الشهيدين المجاهدين أسعد دقة ووائل عساف في عملية اغتيال صهيونية بتاريخ 12-9-2001م، والأسيرين البطلين محمود العارضة ومحمد العارضة منفذي عملية "نفق الحرية" الشهيرة في 6-9-2021م.

مضى فارسنا على خطى العلم كما هو حال الذين يسلكون طريقهم نحو الجنة، وأكمل تعليمه الجامعي للحصول على شهادة البكالوريس في التاريخ من جامعة الأقصى بغزة، رغم كل المعيقات وقضبان الزنازين والمعتقلات.

نشط في العمل العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في إحدى الخلايا المقاتلة بقيادة الشهيد القائد المهندس إياد حردان، ليجسد أفكاره ومبادئه واقعاً ومواجهة، ويقرن إيمانه المشتعل بثورة في وجوه الاحتلال المجرمين.

شارك في العديد من العمليات الجهادية والبطولية وعمليات إطلاق نار تجاه جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين. واعتقل قبيل انتفاضة الأقصى على القوات الصهيونية الخاص في كمين محكم بين جنين وطولكرم في 19-8-1999م، وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن لـ(26 عاماً).

تعرض لتحقيق وحشي وقاسٍ في أقبية التحقيق الصهيونية، إلا أن إرادته الصلبة وعزيمته الفولاذية، لم تنكسر أمام أساليب المحققين.

امتاز بين إخوانه ورفاق سجنه بالتدين الشديد وحفظ كتاب الله والالتزام المتفرد، كما عرف بنشاطه في اللجان الثقافية والإدارية من أجل خدمة الأسرى وقضاياهم.

توفى والده الشيخ أحمد العارضة، عقب عودته من أداء فريضة الحج بتاريخ 15-11-2011م، كما توفيت والدته صابرة محتسبة سنوات الابتلاء والبعد عن نجلها الذي لا يزال رهين السجن.

انتخب أميراً للهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال في شهر سبتمبر عام 2019م، وهو أمير أسرى الحركة في سجن النقب الصحراوي.

عقب عملية "نفق الحرية" في 6-9-2022م، فرضت عليه إدارة السجون، العزل الانفرادي،  بتهمة تقديم المساعدة للأسرى الستة الذين استطاعوا نزع حريتهم.

تعرض للعزل عدة مرات طوال فترة اعتقاله، حيث نقل من عزل النقب إلى عزل مجدو في 8-11-2022م، ويقبع حالياً في عزل ريمون.

خاض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام في 27-4-2022م، رفضًا لتمديد أمر عزله الانفراديّ، في أعقاب عملية "نفق الحرّيّة".

رغم هذه السنوات الطوال إلا أن الشيخ عبد الله العارضة، بقي كما هو العهد به، مصداقاً للصبر الذي يعقبه الفرج بإذن الله، وقدوة للمجاهدين الذين عرفوه وأحبوه، واتخذوه أخاً كبيراً يكمل معهم المسير نحو النصر والحرية.

كلمات دلالية