تحليل مجزرة مقبرة جباليا: اعتراف صهيوني يفضح زيف رواياته المزعومة

الساعة 01:10 م|16 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

بعد أقل من أسبوعين على انتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وأدى لاستشهاد ما يُقارب من 50 شهيداً وجرح أكثر من 350 مواطناً، في حرب استمرت لثلاثة أيام، استخدم فيها الاحتلال كل وسائله للضغط على الفلسطينيين، وارتكب مجازر دموية راح ضحيتها أطفال صغار كان يروج من خلالها إلى أن المقاومة كانت سبباً فيها.

ففي السابع من شهر أغسطس/ آب، خلال العدوان على غزة، قصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي"، مقبرة الفالوجة في جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 5 أطفال حينها من بينهم 4 من عائلة نجم، ليروج الاحتلال حينها أن صواريخ المقاومة كانت سبباً في القصف.

اعتراف صهيوني بالمجزرة

اليوم، خرج جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للاعتراف أن قواته خلف قصف مقبرة الفالوجة في جباليا، واستشهاد الأطفال الشهداء هم: جميل إيهاب نجم (13 عامًا)، جميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، حامد حيدر نجم (16 عامًا)، محمد صلاح نجم (17 عامًا)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عامًا).

وكان سفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة ادعى خلال جلسة لمجلس الأمن أن "إسرائيل" لم تقتل الأطفال الخمسة في جباليا.

ووفقًا لصحيفة هآرتس العبرية، فإنه خلافًا للتقرير الأولي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي حينها بأنهم استشهدوا نتيجة صواريخ "الجهاد الإسلامي" كما جرى في جباليا في الليلة التي سبقت الحدث، تبين من خلال التحقيقات العسكرية أن الأطفال قتلوا نتيجة غارة جوية إسرائيلية.

وبحسب التحقيق العسكري، لم يتم رصد إطلاق صواريخ الجهاد في ذلك الوقت، وأيضًا تُظهر بيانات القوات الجوية أنها هاجمت أهدافًا في المنطقة في ذلك الوقت.

وتشير الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال، اختار عدم التطرق إلى الهجوم علنًا، ولم ينشر أي توثيق له، ومع ذلك خلال محادثات مغلقة وبمشاركة مسؤولين أمنيين كبار جرت في أعقاب  الحادث، قيل إنه يعتقد أن الخمسة استشهدوا نتيجة هجوم جوي من طائرات الاحتلال.

ديدنه المذابح والجرائم

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أشار إلى أن الاحتلال يقود دوماً معركة ضد المدنيين وكل الحروب التي مرت منذ نشأة الكيان الصهيوني كانت حروب ضد المدنيين وحروب تطهير وإبادة جماعية، وما جرى في قطاع غزة مؤخراً في مجزرة جباليا وراح ضحيتها أطفال، تنصل منها في البداية لكنه اليوم يعترف بهذه الجريمة، بأنه من قام بهذا العمل الجبان.

وأوضح عبدو في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاعتراف يدلل على أن هذا هو نهج الاحتلال الإسرائيلي، وأن النظام العالمي والأمريكي متورط في مثل هذه الجرائم، ويدعي أن ذلك يشكل دفاعاً عن النفس، ولولا هذا الغطاء السياسي والتبني العسكري لدولة الاحتلال "الإسرائيلي" من أمريكا لما استطاعت إسرائيل أن تقوم بكل هذه المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

ماكنة دعائية


واعتبر أن الاعتراف الصهيوني يؤكد أن ما كان يقال إن المقاومة هي السبب في مقتل الأطفال، يأتي ضمن ماكنة إعلامية دعائية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية ونزع البطولة عنها.

ولفت عبدو إلى أن الاحتلال يخفي خسائره خلال العدوان، حتى إن صحيفة معاريف العبرية كشفت عن 222 إصابة مباشرة للمباني والمنشآت الصهيونية، استطاعت أن تصل لها صواريخ المقاومة، وعدد من الإصابات الأخرى، الأمر الذي يدلل على أن الاحتلال يكذب.

الاحتلال يكذب

وأشار عبدو إلى الحديث في وسائل الإعلام العبري عن مذبحة خلال أسبوع في حوادث سير أدت لمقتل 13 شخصاً، اثنان منهم من الجنود، وهو يؤكد أن الاحتلال يخفي خسائره يريد نزع الروح المعنوية للمقاومة وقصص البطولة.

وقال عبدو:"اليوم يعترف العدو ليؤكد أن ما يقوله حول صواريخ المقاومة هو مجرد ادعاءات كاذبة، وأن ما كشفته الإحصاءات أمام الكابنيت، تبين أن صواريخ المقاومة دقيقة."

معركة قانونية

وفيما يتعلق بحيثيات ما بعد الاعتراف بالمجزرة، أكد عبدو أهمية المعركة القانونية التي يجب أن تخاض ضد الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين، لافتاً إلى مجزرة عائلة السموني في عدوان 2008، وشارع الوحدة في عدوان 2021، وشطبت عائلات بأكملها من السجل المدني.

وأوضح عبدو، أن "إسرائيل" ارتكبت حرب مكتملة الأركان، وأن المجتمع الدولي سيحاسب "إسرائيل" لكن المحاكمة الدولية لم تأخذ المقتضى القانوني بحق مجرمي الصهاينة.

ضرب الأسافين

بدوره، رأى مصطفى إبراهيم القانوني والمحلل السياسي، أن الاحتلال كان يبث الشائعات خلال العدوان الصهيوني، وضرب الأسافين بأن أداء المقاومة كانت عشوائياً وتسبب بمقتل الأطفال داخل قطاع غزة.

وأشار إبراهيم إلى أنه تبين فيما بعد ذلك وباعتراف من الاحتلال أن المجزرة حدثت بقصف "إسرائيلي" وهو ما يثبت زيف وادعاءات الاحتلال خلال العدوان على غزة، وأن الاحتلال يتعمد نقل روايته لتجنب المحاسبة الدولية.

كلمات دلالية