رسالة من مسؤول في حركة حماس لأبناء الجهاد .." عُذْرًا أخي يا ابن الجهاد"

الساعة 10:19 ص|15 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

قدم مسؤول في حركة حماس رسالة لأبناء حركة الجهاد الاسلامي حملت عنوان " عُذْرًا أخي يا ابن الجهاد" وهذه  فحواها :

"عُذْرًا أخي يا بن الجهاد، على كل كلمة خرجتْ منْ أحدنا فيها إساءةٌ أو تَحْزِينٌ لكم، فلئن وُجِد فينا من المُحَزِّنِينَ والمُسيئين، فإنّ فينا أضعاف أضعافهم مِنَ المُحِبِّين الناصحين، وحَسْبُكم أنْ تعلموا أنّ جميع أئمتنا في جميع مساجدنا قنتوا في صلواتهم؛

يدعون لكم بكل خير، بأمرٍ من قيادتنا ودوائرنا، وحَسْبُكم أنْ تعلموا أنّ جميع خُطبائنا ووعَّاظنا رفعوا من شأنكم  وجهادكم، وأَعْلَوْا ذكركم في كل ميدان، وحَسْبُكم أنْ تعلموا أنّ الذي عليه أَمْر حركتنا حفظ اللسان والقلم مِنْ أنْ تقع فيكم، ونصرتكم بما يُستطاع ويُتاح، وحَسْبُكم أنْ تعلموا أنّ المُحَزِّنِينَ والمسيئين فينا ليسوا ظاهرة ولا تَوَجُّهًا، ولا التَّحزين والإساءة نهجًا ولا طريقة مُتَّـبَعةً فينا، بل مَنْ هذا شأنه فينا منبوذ مذموم،

 وحَسْبُكم أنْ تعلموا أنّ ما يَسوؤُكم يَسوؤُنا، وما يحزنكم يحزننا، وأنه ما تكلم أحد أو كَتب ما يحزنكم ويَسوؤُكم، إلا وانبرى له عشرة من صلحائنا، يزجرونه زجرًا، ويردون قوله ردًّا، يحمون ظهوركم... ولكنها طبيعة العمل وعادة الحركات، فيها المُحسِن والمُسيء، ولكم أنْ تعلموا أنّ مُحسننا أكثر من مُسيئنا، وصالِحُنا أضعاف أضعاف طالِحِنا... ولو أنكم تطلعون على حجم الوصية بكم والتربية على أخوتكم ونصرتكم والتعالي على خلافكم؛ لَقرَّتْ بذلك عيونكم.

? عُذْرًا أخي يا بن الجهاد، لم نقعد عن نصرتكم خِذْلانًا لكم، ولا تَرَفُّعًا عنكم، ولا استئثارًا بأنفسنا وسلاحنا؛ فأنتم منا، ونحن منكم، الدم الدم، والهدم الهدم، دمنا دمكم، ولحمنا لحمكم، ولكنْ لنا تقدير غير تقديركم، ولنا تدبير غير تدبيركم، ولعل الأيام تريكم ما أرتنا، وتصدق لكم ما ذهبنا.

? وإننا إنْ أصبنا فلنا أَجْرَيِ الاجتهاد والصواب، ولئن أخطأنا فلنا أجر الاجتهاد.

ولعلَّ الله –تعالى- يُهيِّئُ لنا نازلة تُنسينا هذه، وتأتي بنصرٍ عزيزٍ؛ تَقَرُّ به عيوننا وعيونكم.

? عُذْرًا أخي يا بن الجهاد؛ فإننا نُذَكِّرُكم وأنفسَنا أنّ الانتماء لحركتنا ولحركتكم لا يمنح صكًّا بدخول الجِنان، ولا نجاة من النيران، وإنما مُحسننا ومُحسنكم مُثاب، ومُسيئنا ومُسيئكم محاسب، والعاقبة فينا وفيكم للأتقى الأخلص قلبًا، والأصوب عملاً{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]،

وإنّ أَمْرَنا وأَمْرَكم كما أخبر الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]، وأنّ في ذلك اليوم {تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} [النحل: 111]؛ فلا فخر لأحد فينا وفيكم على الحقيقة؛ حتى يعلم أفي المقبولين هو، أم في المَرْدُودين «يوم القيامة يوم الفخر والعار»، فلا ينفع الانتساب والنسب هنالك؛ إن لم تُسعِف التقوى والعمل الصالح.

عُذْرًا أخي يا بن الجهاد، لئن افْتَرَقْنا هذه المرة تَكْتِيكِيًّا ومَرْحليًّا؛ فلقد اتَّفقنا استراتيجيًّا وتَخطيطيًّا، فهدفنا هدفكم، وطريقنا طريقكم، وعدونا عدوكم، وصديقنا صديقكم... جمعتنا بكم الخنادق والبنادق، جمعتنا سجون اليهود وسجون أبناء جلدتنا وزنازينهم، جمعتنا معاركنا ومواقعنا، جمعنا الكثير الكثير...، فلا يذهبَنَّ كثيرُ اتفاقنا واجتماعنا بقليل اختلافنا وافتراقنا...

 عُذْرًا أخي يا بن الجهاد، عُذْرًا على كل كلمة ولفظة أحزَنَتْكم وأَهَمَّتْكم، عُذْرًا عن كل متسرعٍ ومتعصّبٍ ومتهوّرٍ مِنّا ومِنْكم، وإنّنا لَنَبْرَأُ إلى الله -تعالَى- مِنْ كُلّ ذلك، ونَدِينُ للهِ –تعالى- بِنُصرتكم والنصح لكم، عُذْرًا لكم حتى ترضَوْا...

(إخوانكم: أبناء الحماس).

مسؤول في حركة حماس

 

كلمات دلالية