خبر يديعوت : نتنياهو سيقترح خلال لقائه أوباما حكما ذاتيا للفلسطينيين

الساعة 09:31 ص|06 مايو 2009

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

يتوقع أن يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، رفضه حل "الدولتين للشعبين" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأن يطرح بالمقابل فكرة "الحكم الذاتي" للفلسطينيين. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء – 6.5.2009، بأن نتنياهو سيقول لأوباما خلال لقائهما، في 18 أيار الحالي، إن حكومته تؤيد منح "حكما ذاتيا" للفلسطينيين وأنه لا يمكن تطبيق حل "الدولتين للشعبين" في المستقبل المنظور.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيقول أيضا إنه ينبغي العمل بصورة تدريجية على بناء البنية التحتية للاتفاق الدائم لكن ليس وفق مسار رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني. ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوط العريضة للسياسة التي سيعرضها نتنياهو في البيت الأبيض ليست منسجمة مع التصريحات التي يطلقها المسؤولون في الإدارة الأميركية، بل أن نتنياهو لم يتأثر حتى الآن من الرسائل الحازمة التي تمررها الإدارة إلى الحكومة الإسرائيلية والتي في صلبها توقعات أميركية بأن تعترف حكومة نتنياهو بمبدأ الدولتين لحل الصراع.

وأثارت هذه الرسائل غضبا في صفوف المسؤولين في مكتب نتنياهو والمقربين منه حيث جاء فيها أنه إذا كانت إسرائيل تريد مساعدة أميركية بوقف البرنامج النووي الإيراني فإن عليها تقديم تنازلات حقيقية للفلسطينيين. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة السياسية الإسرائيلية قولهم، إن "إسرائيل ستعمل وفقا لمصالحها ولن يخيفها أحد، وقد ظهر ونما الإسلام المتطرف، الذي يهدد دولا في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم، بدون أية علاقة مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وبحسب المقربين من نتنياهو فإنه يتوقع أن يقول الأخير خلال لقائه مع أوباما إن "إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بدون تأخير بهدف التوصل إلى حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية"، وأن حكومة نتنياهو "ليست مستعدة للموافقة على فكرة الدولتين للشعبين لعدة أسباب، بينها أن هذا التوجه فشل طوال 16 عاما (منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في العام 1993) ولأن الجانب الإسرائيلي سيصر على أن تعترف السلطة الفلسطينية بمبدأ أن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي". وأضاف المقربون من نتنياهو أنه "لا يمكن الحديث عن دولتين لأن هناك ثلاثة كيانات على أرض الواقع، وهي إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماستان في غزة" في إشارة إلى سيطرة حماس على قطاع غزة.

وتابعت الصحيفة أن نتنياهو سيقول خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين إنه "لا توجد أية رغبة بالسيطرة على حياة الفلسطينيين لكن قبل الحديث عن حل الدولة الفلسطينية ينبغي إرغام السلطة الفلسطينية على الاعتراف بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي".

وسيقول نتنياهو في واشنطن إن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن تجري في ثلاث مسارات، سياسية واقتصادية وأمنية، وأن المسار السياسي يشمل إنشاء بنية تحتية لكيان يتطور في المستقبل ليصبح كيانا سياديا ويتم تعريف مكانته لاحقا. وفي المسار الاقتصادي يبحث الجانبان في تقوية الاقتصاد في الضفة الغربية من خلال تجنيد موارد كبيرة من المجتمع الدولي، فيما ستعلن إسرائيل خلال المفاوضات حول المسار الأمني عن تأييدها لتوسيع خطة الإدارة الأميركية وزيادة حجم الوحدات الأمنية، التي يدربها خبراء أمنيون أميركيون، وأن هذه الوحدات ستتولى مسؤولية حفظ النظام وتطبيق القانون في مدن الضفة والمناطق المكتظة بالسكان. وبحسب الخطة السياسية الإسرائيلية فإن إسرائيل ستنسحب من مدن الضفة تدريجيا وفي الوقت الذي تكون فيه أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قادرة على تولي المسؤولية في هذه المدن. وأطلق نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي، ايهود باراك، على الخطة الأمنية اسم "خطة دايتون"، نسبة إلى الجنرال الأميركي كيت دايتون الذي يعمل على تدريب قوات أجهزة الأمن الفلسطينية .

إضافة إلى ذلك سيعبر نتنياهو عن موافقته على إجراء محادثات بهدف التوصل إلى اتفاق مع جميع الدول في المنطقة "من دون شروط مسبقة". وبحسب التقديرات فإن نتنياهو سيلتزم بكافة التعهدات التي التزم بها رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقة فيما يتعلق بإزالة البؤر الاستيطانية العشوائية التي تصفها إسرائيل بأنها "غير قانونية" مقابل المستوطنات التي تعتبرها "قانونية، كما يشترط نتنياهو أنه مقابل إزالة البؤر الاستيطانية على الفلسطينيين محاربة البناء غير  القانوني في جانبهم.

وسيعبر نتنياهو عن رفضه الربط بين الاستعداد لمواجهة البرنامج النووي الإيراني والتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت يديعوت أحرونوت عن المسؤولين الإسرائيليين أن "الواقع الدولي سينفجر في وجه صانعي السياسة في إدارة أوباما، وانظروا كيف تواجه إدارة أوباما كوريا الشمالية التي تسخر من التوجه الجديد الذي حاول الأميركيون انتهاجه، حيث تظهر الإدارة الأميركية بكامل عجزها أمام كوريا الشمالية التي تواصل مشروعها النووي. وهذا ما قد يحدث أمام إيران". وسيقترح نتنياهو على أوباما تحديد الحوار الأميركي – إيراني بمدة زمنية لا تتعدى بضعة شهور قليلة ويتم بعدها ممارسة عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية ضد النظام الإيراني.

وبحسب يديعوت أحرونوت فإن مسؤولين كبار في المؤسسة السياسية الإسرائيلية يلاحظون وجود "هلع" لدى دول عربية معتدلة، وبينها دول الخليج، على ضوء محاولة إدارة أوباما تقديم تنازلات لإيران في عدة قضايا من شأنها أن تشكل خطرا على الأنظمة العربية المعتدلة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع للصحيفة إن "زعماء دول في المنطقة يتوجهون إلينا من اجل تنسيق السياسة في مواجهة إيران لأنهم لم يعودوا يعتمدون على الأميركيين. إلى هذا الحد وصلت الأمور".

من جهة أخرى كتب المحلل السياسي في صحيفة معاريف، بن كسبيت، اليوم، أنه "في وقت ما سيدرك بنيامين نتنياهو أن الحديث لا يدور تقطير عفوي، وإنما هو مطر. فالإدارة متجهمة وغاضبة وضيقة الصدر. والرفاق في واشنطن لا ينتظرون قدوم رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد. إنهم يرسلون إشارات تدل على عصبيتهم بصورة يومية وبوتيرة متصاعدة". ورغم كل ما جاء في تقرير يديعوت أحرونوت، إلا أن كسبيت يشير إلى أنه "خلال لقائهما سيعرض نتنياهو على أوباما خطة خام تشمل أساسا واسعا لإجراء تعديلات عليها".